بعض من أطماع الإمارات والسعودية في اليمن

طاهر محمد الجنيد

 

 

الاستيلاء على الثروات والمواقع الاستراتيجية، يمثل أحد أهم الأسباب للتحرك الإماراتي السعودي في سعيهما للسيطرة على اليمن والتحكم في قراراته المصيرية؛ فقد أدى انتعاش اقتصاديات النفط في العالم ودول الخليج إلى وضع استراتيجية التابع الخاضع لا المتحكم المسيطر، فالأنظمة التي تسيطر على منابع الثروات تمت صناعتها من القوى المهيمنة العالمية إنشاء واستمراراً وانتهاءً.
أما الأنظمة التي حاولت الاستقلال بقراراتها أو الوقوف في الحياد فمساحة التحرك كانت محدودة بما لا يتعارض مع سياسة التحالف الصهيوني الصليبي، ولأن التفاوت الحضاري يلعب دوراً مهماً في السياسة والواقع خاصة في علاقة اليمن بهذه الأنظمة التي أوكل إليها فرض وجودها وسلطانها في الجزيرة العربية.
الإمارات هي أحد هذه الأنظمة المحدثة، لذلك استغلت التحالف مع السعودية لشن العدوان على اليمن والدخول في حرب مباشرة لاستكمال تحقيق استراتيجيتهما في مصادرة موارده وثرواته، فاستولت الإمارات على ميناء بلحاف وفتحت المعتقلات والسجون السرية مع السعودية؛ ووجهت مليشياتها لقمع كل الأصوات المعارضة؛ وجلبت مافيا الإجرام من جميع أنحاء العالم لاغتيال الشخصيات الاجتماعية وإن كان تركيزها أكثر على الشخصيات الدينية.
وفي نشوة الاندفاع سيطرت الإمارات على جزيرة سقطرى واقتلعت أشجارها مع تربتها وأرسلتها إلى عاصمتها وفتحت التجنيس للمواطنين اليمنيين بالقوة وسخرتها للسياحة لجميع الجنسيات ما عدا اليمنيين.
وقبل ذلك كانت قد حرضت الصومال على السيطرة على الجزيرة، لكن لما خابت المساعي كشفت عن نواياها الحقيقية؛ ولم تكتف بأرخبيل سقطرى، بل استغلت أوضاع الحرب وسيطرت على بقية الجزر القريبة وأنشأت مطارا للتحكم والسيطرة وخدمة الكيان الصهيوني المحتل والأجندة الإجرامية للتحالف الصهيوني الصليبي الذي تقوده أمريكا.
اشترت ولاءات الكثير من السياسيين والشخصيات الاجتماعية والمؤثرين وفتحت لهم مجال الاستثمار هناك وأما رجال المليشيات فقد استضافت أسرهم لديها وأغدقت عليهم جزءا يسيرا من الموارد التي سيطرت عليها لتضمن عدم الخروج عن سياستها.
الإمارات من حيث العدد دولة عربية لكن من حيث الجوهر والمضمون تمثل النهج الإجرامي للصهيونية وكل القتلة والمجرمين الذين يعملون على إبادة العرب والإسلام والمسلمين.
موَّلت الأحزاب المتطرفة لمحاربة الإسلام والمسلمين والتضييق عليهم وطردهم من أمريكا وأوروبا؛ ومولت جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في غزة وفلسطين ودعمت تدمير العراق وأفغانستان وسوريا واليمن؛ وحاربت بقواتها وجواسيسها في غزة واليمن؛ فسياستها لا تختلف عن سياسة اشد الناس عداوة للذين آمنوا، وتبنت كل المواقف للإجرام الصهيوني في المحافل الإقليمية والدولية.
ستدفع الجزية لأمريكا تحت عناوين الاستثمار (تريليون وأربعمائة ملياردولار) وتستثمر في موانئ مصر بمليارات وتطور ميناء طرسوس في سوريا بثمانمائة مليون دولار واستولت على ميناء عدن بعائدات الثروات التي نهبتها من اليمن ومن سيعارض تعتبره إرهابي يجب إبادته.
في توصيف عبدالله بن زايد للتطرف والإرهاب إنها أصوات تنادي للقتل وسفك الدماء واستحلال ثروات الناس؛ وأن أكثر من 60 % من الإرهابيين من المنضمين لداعش من الدول الأوروبية)، الإجرام الصهيوني استحل دماء أكثر من خمسين ألف شهيد على أرض غزة وهناك ما لا يقل عن مائة وخمسين ألف جريح وأنكر العالم كله جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري، ومع ذلك ففي نظر (بن زايد) ونظامه ودولته يجب دعم الإجرام والمجرمين الصهاينة مادياً ومعنوياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
وفي توصيفه لهم (يستحلون ثروات الناس).. فهل يعني هذا أننا نستطيع وصف ترمب بأنه أكبر إرهابي لأنه حصل على أكثر من عشرة تريليونات من دول الخليج منها تريليون وأربعمائة مليار دولار من بلاده الإمارات؟ وهل تعتبر الإمارات والسعودية في سيطرتهما على ثروات اليمن دولتين إرهابيتين لأن سياستهما في اليمن هي ذاتها في السودان وليبيا وسوريا والعراق وتونس ومصر وغيرها. فسياستهما تمثل القاعدة المتقدمة للتحالف الصهيوني الصليبي.
وفي وصفه لجنسيات الإرهابيين أن 60 % من المنضمين لداعش من أوروبا ومن المتحولين إلى الإسلام، ومعروف أن داعش وغيرها من الواجهات الإجرامية هي صنيعة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية لتشويه الإسلام والقضاء على المسلمين وإسكات كل الأصوات المعارضة للاستفادة من خدمات صهاينة العرب والمسلمين في تسليم الجزية والتحول إلى الوثنية وإنتاج الجاهلية.
فتمويلات الإرهابيين يحصلون عليها من منظومة دول الخليج خاصة السعودية والإمارات وآخرهم كان الجولاني الذي اعترفت أمريكا بإعداده وتسليمه مقاليد السلطة في سوريا ومثل ذلك بقية الجماعات التي كانت تعلن أنها من أجل تحرير الأقصى والآن تقاتل في صفوف شُذاذ الآفاق في فلسطين وترتكب جرائم الإبادة.
سياسة التدمير الممنهج لليمن أرضاً وإنساناً وحضارة وتاريخاً من أجل السيطرة عليه، لن تتوقف، لأن من يحتمون بالإجرام والمجرمين مهما كانت قوتهم وإمكانياتهم فهم إلى زوال ومن يرضي ترمب واليهود والنصارى والهندوس ويغلق المساجد ويفصّل الدين على هواه (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) الجاثية-23-.
من العيب أن تتفاوض أمريكا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على البرنامج النووي وأنتم أيها الإماراتيين تدعمون الإجرام الصهيوني الصليبي وتتركون المفاوضات معها؛ وليس من المقبول أن تتركوا جزركم التي تدعون ملكيتها لدى الغير وتحاربون اليمن وتحتلون موانئه وجزره وتدعون ملكيتها وتحاولون استعمارها بالقوة والإجرام، ما بالك أن يتم الاستيلاء عليها وتسخيرها لخدمة إجرام التحالف الصهيوني الصليبي.
التحالف الإجرامي الذي تستندون إليه وتحتمون في ظله وتنفذون توجيهاته هو من سيوصلكم إلى الإفلاس والتاجر الذكي لا يضع البيض كله في سلة واحدة، فاستثمروا لدى الأنظمة الاقتصادية التي ستعيد ثروات شعوبكم لا التي أخذها مقابل حمايتكم من شعوبكم، وحسب وصفكم أن الإرهاب والتطرف يستحل ثروات الناس، لكنكم تستولون على ثروات اليمن وتسلمونها لترامب من أجل أن يرضى عنكم وذلك مستحيل (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).

قد يعجبك ايضا