النوم في العسل

سعدت بالمشاركة في الندوة العلمية التي أقامها الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة للجميع بالتعاون مع الاتحاد العربي للرياضة للجميع خلال يومي 19 /20 اكتوبر الجاري 2014م بالعاصمة السعودية الرياض والتي كانت تحت شعار: الرياضة للجميع في الدول العربية “الواقع والطموح” سعدت ولكني في نفس الوقت صدمت لأمرين.
الأمر الأول الغياب غير المبرر للاتحاد اليمني للرياضة للجميع في بلادنا وقد تأكد من رئيس الاتحاد العربي الأستاذ الدكتور محمد الحماحمي بأنهم راسلوا الاتحاد ولم يجب¿¿ وهنا نضع علامات استفهام كثيرة حول التفريط بالمشاركة واليمن تزخر بالعديد من الباحثين الذين كان الاتحاد سيستفيد منهم.
الأمر الثاني الذي صدمني هو ما اخبرني به رئيس وفد سلطنة عمان وهو بالمناسبة رئيس الاتحاد العماني لألعاب القوى حيث أخبرني أنهم يهتمون بالرياضة للجميع الى حد أنهم راسلوا الاتحاد الدولي لاعتماد لعبة القفز على الجمال عالميا باسمهم.
تصوروا معي الحسينية التي تشتهر بهذا الموروث الرياضي والتراث الكبير ستبكي حزنا وكمدا والقافزون ستنتحر ابداعاتهم تحت صمت الجهات الرسمية كيف يمكن للسلطنة ان تراسل العالم وتنسب لنفسها حدثا ولعبة نحن ننظمها ونلعبها منذ عشرات السنين.
ألا يعد ذلك نوما في العسل فنقول لاتحادات الفروسية والهجن والرياضة للجميع وألعاب القوى باعتبارها منفردة أو مجتمعة تشترك في هذه الرياضة أفيقوا من نومكم خاصة فيما يتعلق بلعبة القفز على الجمال.
في مؤتمرات سابقة شاركت في الجزائر بصور عن هذه اللعبة العجيبة والتي تتفرد بها بلادنا وتعجب الحاضرون من الجزائر ودول عربية وكوبا واسبانيا وفرنسا كيف لا تجد هذه اللعبة الفريدة انتشارا في دول العالم¿¿ واعتبروها مصدر جذب رياضي وسياحي في آن واحد. ولا تسجيلات الفيديو لما صدقوني.
في حقيقة الأمر لسنا فقط لا نستطيع الوصول الى ما وصل إليه غيرنا وسبقونا في مختلف الرياضات ولكننا أثبتنا أيضا أننا غير جديرين في المحافظة على ألعاب رياضية ننفرد فيها عن بقية دول العالم وكان يمكن لنا لو خصصنا اتحادا رياضيا للقفز على الجمال بدل الحمام الزاجل والزاحف والنائم لقدنا العالم في هذه اللعبة ولكنا صدرنا إليهم المدربين واحترف لاعبونا خارجيا.
ولكن نقول قاتل الله تفريخ الاتحادات الرياضية التي لم تقدم شيئا للرياضة اليمنية بل استهلكت الميزانية على حساب اتحادات كانت ستستفيد من الدعم الموجه إليها وما زلنا نستطيع إلغاء اتحادات رياضية كثيرة وجدت عبثا في عبث.
في مستهل العام الهجري الجديد 1436هـ نبتهل الى الله العلي القدير أن يجعل عامنا الجديد خيرا من المنصرم عنا وأن يسعد فيه اليمنيين وجميع المسلمين وأن يكفيهم في ما أهمهم إنه سميع مجيب… بالمناسبة هذا هو بداية عامنا الحقيقي الذي يفترض أن نحتفل فيه للعام الميلادي.. وكل عام وأنتم والوطن بخير..

قد يعجبك ايضا