أجل تآليف ابن جني البالغة (67) كتابا والتي عناها في بائيته بقوله: تناقلها الرواة لها على الأجفان من حدب فيرتع في أزاهرها ملوك العجم والعرب فإن أصبح بلا نسب فعلمي في الورى نسبي. وهو (كتاب في أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه). وقد بناه على (162) بابا وأهداه لبهاء الدولة البويهي الذي ولي السلطنة سنة 379 إلى 403هـ وذلك بعد وفاة أستاذه أبي علي الفارسي (ت377هـ). وحشر فيه الكثير من القراءات الشاذة التي أودعها في كتابه (المحتسب). واحتذى في مباحثه النحوية منهج الحنفية في أصول الفقه. وكان حنفي المذهب معتزلي العقيدة بصريا في مذهبه النحوي. ومن نوادره في كتابه: الباب 145 في القول على فوائت الكتاب لسيبويه والباب 151 فيما يؤمنه علم العربية من الاعتقادات الدينية والباب 158 في سقطات العلماء. طبع الكتاب لأول مرة في مصر سنة (1331هـ 1913م) (جزء منه) ثم طبع كاملا بتحقيق الأستاذ محمد على النجار في ثلاثة أجزاء ما بين 1952 و1955م مع مقدمة جليلة أبان فيها عن أثر الكتاب في أعمال النحويين من بعده وعقد (ص31) فصلا نبه فيه إلى كثرة النصوص التي نقلها عنه ابن سيده بلا عزو حتى إنه استعار عبارته ذاتها في وصف حاله فقال: (فوجدت الدواعي والخوالج قوية التجاذب…إلخ). وفي عام 1997م أصدر معهد المخطوطات العربية في القاهرة (الفهارس المفصلة لابن جني) وكان الحلقة الأولى ضمن سلسلة (كشافات تراثية) صنعه د. عبد الفتاح السيد سليم.