التصوف الإöسúلامي..الطريق والرجال

قبل الإصدار:
مع تزايد الصراعات الطامعة في الحصول على المكاسب المادية واستغراق المجتمع في الاستهلاكية المفرطة تبرز كرد فعل طبيعي فئة أو مجموعة من الناس من مختلف المشارب والاتجاهات والتلاوين الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لتتجه إöلى الروح حيث اللا مادي واللاإستهلاكي هروبا في بعض الأحيان من تلك الاستهلاكية المادية المفرطة وفي البعض الآخر بحثا عن تلك الروح المفقودة في متاهات الاسمنت والخرسان!
وجدناها:
ولأن تلك الفئة – في العادة تكون ذات ميل للأمن والاستقرار وتفضيل الحياة الآمنة الزاهدة- تجد وجهتها نحو التصوف مخرجا بل ومنقذا!
نقرأ في هذا العدد كتاب (التصوف الإöسلامي..الطريق والرجال) لفيصل بدير عون ..وان كان هذا الإصدار قديما إلا أن محتواه الروحي يتجدد مع تجدد الصراعات وتهافت كثير من الناس نحو المادي والاستهلاكي لحساب قتل وتدمير كل ما هو روحي.
جاء الإصدار في (373) صفحة من القطع الكبير عن مكتبة سعيد بالقاهرة في (ثمانية) فصول تناول فيها الباحث الصوفية من حيث تاريخها ومنشأها وكيفية وصول الصوفي إöلى الله اعتمادا على الروح لا على العقل والحس ” الصوفي يريد ان يصل إöلى الله مرتبطا به كل الارتباط.. انه يطلب إلها يعانقه ويحيا معه وأن يكون الرضا بينهما متبادلا وأن يرجوه ويستحي منه” ويدلل الباحث بأن ذلك ” لا يتم في رأي الصوفي إلا من خلال القلب من خلال الحدس والبصيرة صـ6″..على الصوفي أن يترك كل ما هو مادي ودنيوي ويملئ ذلك الفراغ الناتج عن ذلك الترك بكل ما هو روحي بما يتيح له المجال للتفرغ لعبادة الله.
أعمال الحق:
احتوى الفصل الأول والمعنون بـ(السمات العامة للتصوف) على تعريفات عامة عن التصوف والصوفية وشرح لبعض تلك التعريفات وأصل كلمة تصوف والفرق بين الصوفي والفيلسوف ..توسع الباحث في جمع أكبر عدد ممكن من التعريفات منها “التصوف هو الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق…التصوف أن يجري على الصوفي أعمال لا يعلمها إلا الحق وان يكون دائما مع الحال على حال لا يعلمها إلا هو..التصوف أن لا تملك شيئا ولا يملكك شيء صـ17-36”
مصادر التصوف الإöسلامي:
ناقش الفصل الثاني والمعنون بـ(مصادر التصوف الإöسلامي) مسألة مصدر التصوف هل هو إسلامي أم وجد قبل الإöسلام أو قبل الأديان برمتها مبتداء من المصادر الأجنبية (المصدر المسيحي..الأفلاطونية المحدثة..ومنتهيا بالمصادر في صدر الإöسلام وتحديدا في القران الكريم السنة النبوية)
الفصل الثالث والمعنون بـ(المقامات والأحوال) فتناول فيه المقامات الصوفية والتي منها التوبة والورع والزهد والفقر والصبر والتوكل والرضا ..أما الأحوال فتناول المحبة والشوق والهيبة والأنس والقرب والحياء والصحو والسكر والفناء والبقاء.
بن عربي ورابعة:
الفصول (الرابع والخامس والسادس والسابع) فخصصه لتناول أهم رجالات التصوف وشخصياته..بكثير من التفصيل والتدقيق والتمحيص الذي غاب عن الكثير من الإصدارات التي تدعي الإلمام بتاريخ ورجالات الصوفية.
خصص الفصل الرابع للعالمة الزاهدة رابعة العدوية ..تناول فيها مولدها ونشأتها والثورة الروحية لديها وبعض مفاهيم من مثل مفهوم الحج وأخرى تتصل بحياتها..
أما الفصل الخامس والذي خصصه للحلاج وسار على نفس منوال رابعة في التعريف به وبأعماله وحياته فقد منحه مساحة إضافية تناول فيها تصوف الحلاج بصورة أوسع ..التوحد عند الحلاج..الحب الحلاجي.. وبصورة أكثر اتساعا تناول مسألة مقتله..البداية والنهاية..لم يغب عن ذهن الباحث بدير الهدف من وراء إعداد هذا الإصدار إلا وهو التركيز على الجانب الروحي لدى الصوفي وشرحه بكل وسائل البحث الممكنة وغير الممكنة!
الغزالي:
الغزالي كان حاضرا في الفصل السادس..أما محيي الدين بن عربي شيخ مشائخ الصوفية والذي خصص له الباحث الفصل السابع فقد كان أهم شخصية تصوفية تناولها في الإصدار.
أسئلة للروح فقط:
كيف يرى الصوفي الله بقلبه..كيف ينظر إöلى الكون..كيف يرى الوجود بحد ذاته..أسئلة عدة يجيب عنها الصوفي بكلمات بسيطة وتلقائية تصدر من الروح ..انه يرى كل شيء من خلال الله عز وجل.

قد يعجبك ايضا