وحيداً يغسلُ اليمنُ عارَ العرب
الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يدخل عامه الـ78.. العرب لا يزالون في النكبة
الثورة / إبراهيم الوادعي
شرعت اليمن تعلن بفرض حصار بحري على الكيان الصهيوني وإدراج ميناء حيفا الذي يعد شريان الحياة الرئيسي للكيان الصهيوني مع أمريكا والغرب ضمن بنك الأهداف العسكرية.
يمثل إدراج هذا الميناء الذي يوفر للكيان سنويا 50 مليون طن من احتياجاته ومستلزمات بقائه، ضربة اقتصادية كبير وساحقة للكيان ولو لم يتحقق الحصار بشكل كامل بالنظر إلى أن موانئ الكيان الأخرى تعاني شللا كيا أو جزئيا يجعلها غير قادرة عن تعويض الفقد نتيجة تحول ميناء حيفا إلى هدف عسكري.
ميناء أم الرشراش متوقف بالكامل منذ نوفمبر ألفين وثلاث عشرين نتيجة العمليات اليمنية ضد المطار وأطباق الحصار فيما ميناء أسدود وعسقلان شبه متوقفين وتتجنبهما الشركات البحرية لقربهما من قطاع غزة
عوضا عن كون ميناء إيلات الميناء البديل والوحيد لاستقبال شحنات النفط بعد توقف ميناء أم الرشراش إيلات.
الحصار البحري اليمني أتى أيضا بعد وقت قصير من فرض اليمن حصارا بحريا على ميناء اللد المسمى إسرائيليا «بن غوريون» وأدت سلسلة من الضربات على المطار إلى فقده نحو 50 في المائة من إجمال الرحلات المسيرة نحو وجهات عدة في العالم، وتعليق شركات الطيران الغربية في مقدمتها عملاق النقل الجوي مجموعة لوفتهانزا للرحلات نحو الكيان.
العام 78 من عمر الاحتلال الإسرائيلي يدخل وسط تحولات كبيرة وغير متوقعة، بل مفاجئة يراها كثير من المجللين فاليمن البعيد عن فلسطين اكثر من الفي كيلو متر أضحى اكثر فاعلية من دول الطوق مصر والأردن في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، ومن دول أخرى قدمت نفسها على مدى 77 عاما من النكبة حاملة لواء الدفاع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، لكن هذه الدول أخذت تخرج تباعا ودون أن تقدم شيئا يعول عليه لتحرير فلسطين بدءا من عام 79 حيث خرجت مصر من المواجهة بتوقيعها اتفاقية كامب ديفيد التي وفيها منحت إسرائيل سلطة على قطاع واسع من سيناء.
وصولا إلى اتفاقيات التطبيع مع دول لم تخض مواجهة أبدا مع العدو كحال الإمارات والبحرين والمغرب.
وحال دول أخرى يوجد في عواصمها مكاتب تمثيل للعدو الإسرائيلي كحال قطر وعمان.
ما يقرب من مائتي ألف شهيد وجريح في غزة ومليوني محاصر يتضورون جوعا وعطشى، لم تحرك في العرب ساكنا، ولا يزالون يستجدون الأمريكي والإسرائيلي لإدخال شاحنة غذاء إذا ما تم النظر إلى الأنظمة العربية بحسن نية.
قمة عقيمة
في الخامس عشر من مارس الماضي عقد العرب قمة على بعد بضعة كيلو مترات من معبر رفح، ورغم اجتماع العرب جميعهم في شرم الشيخ المصرية، اجتماعهم لم يفلح في إدخال شاحنة غذاء واحدة إلى غزة، فقط اجتمعوا لحماية كراسيهم من تهجير تحضر له أمريكا لسكان غزة..
وحين أتى ترامب إلى المنطقة وفي أربعة أيام تلقى الرجل 5.1 تريليونات دولار بحسب خطاب له عقب عودته من المنطقة قال فيها أن زيارته وما جمعه من أموال لم يقم بها شخص على الإطلاق وفق قوله، وهو محق فيما قال.
والسؤال الذي طرح نفسه الم تكن 5 تريليونات دولار كافية لفتح معبر رفح من قبل الأمريكي الذي يملك الحل والعقد في العدوان على غزة، أم أن العرب لم يطرحوا على الزائر الأمريكي قضية غزة، ولم تكن الأخير على جدول اهتماماتهم ..
موافقة العدو الإسرائيلي على إدخال بضعة شاحنات للمساعدات جاء بطلب أمريكي، خمس شاحنات يمكن القول إنها مقابل 5 تريليونات، لكن الأمر ليس كذلك فما دخل من شاحنات اعتبر ضمن صفقة إطلاق الجندي مزدوج الجنسية «أمريكي إسرائيلي» عيدان الكسندر، أي أن تريليونات العرب لم تدخل شاحنة واحدة.
لـ غزة الأكفان
من بين خمس من الشاحنات التي سمح العدو الإسرائيلي بدخولها إلى قطاع غزة بعد 80 يوما من الحصار المطبق وفقا للصفقة الأمريكية مع حماس كشف المرصد الأورو متوسطي أن من بينها شاحنتان تحملان أكفانا مقدمة من دولة عربية..
يمنح العرب التريليونات لراعي الإجرام الصهيوني ترامب القادم من وراء الأطلسي خلال زيارته السعودية والإمارات وقطر، ويمنحون الضحية ذات القربى الأكفان..
العرب لم يغادروا النكبة
يؤكد نائب رئيس حكومة التغيير والبناء لشئون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان أن مشاهد القتل وذكرى النكبة التي مرت لم تعد تحيي العرب، ويقول: الأمل في صحوة عربية بعد كل الذي حدث ورايناه وراه كل العالم مفقود ويعد ضربا من انتظار المستحيل.
ويضيف: العرب لم يغادروا النكبة «لا يزالون في النكبة» وحده اليمن من يمسح عار العرب أمام فلسطين والعالم.
مستطرداً: راينا العرب يمنحون التريليونات لترامب، دون أن يكلفوا انفسهم عناء طرح ملف غزة للمقايضة بالمال، بل أن غرزة لم تكن يوما على قائمة اهتماماتهم أو في أجنداتهم .
وبدوره يؤكد عبد الله هاشم السياني – رئيس المركز الوطني للوثائق بان العرب مضوا من انحدار إلى انحدار أعمق خلال سنوات النهضة، ولم يعد من مكان للتعويل على الأنظمة العربية وحتى تحرك قريب للشعوب.
وأضاف: بانسحاب القوة الأعتى عالميا من أمام اليمن، اليمن يبدا برسم خارطة جديدة للمنطقة، وهذه الخارطة تحتاج إلى المزيد من العمل العسكري نراه في فرض الحصار الجوي على الكيان وهو ماعد يوما ضربا من المستحيل.
آخر الشرفاء
يحكن أن قربة هجم عليها جيش العدو ورجالها غائبون فاغتصب الجنود نساء القرية الا واحدة منهن قاومت وقتلت الجندي المغتصب.
خرجت نساء القرية ليندبن مأساتهن ويفكرن فيما سيقلنه لرجالهن، وخرجت المرأة التي قاومت وحفظت شرفها برأس الجندي تحمله بيديها، فاجتمعت نساء القرية وقتلنها حتى لا تعايرهن لاحقا بشرفها.
الأحداث الكبرى لا تختلف عن الصغرى، وأمام ما كشفه كتاب بوب وول نقلا عن محاضر الاجتماعات الأمريكية مع زعماء المنطقة بان الزعماء العرب أعربوا عن تأييدهم ووقوفهم إلى جانب نتنياهو في القضاء على حركة حماس أمام وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن خلال جولاته عند اندلاع معركة طوفان الأقصى، وبرغم انهيار إسرائيل الواضح.
وهذا ما يفسر إغلاق معبر رفح وصد الأردن للمسيرات اليمنية والإيرانية قبل أن تصل سماء فلسطين المحتلة وبحجة حماية سماء المملكة.
لن يكون مفاجئا اجتماع العرب لمواجهة اليمن رغم عجز أمريكا، فهذا ما فعلوه في العام 2015م، ولم يقوموا به لفلسطين على مدى 78 عاما من الاحتلال والجرائم المتواصلة بشكل يومي.
أن نتوقع تحالفا عربيا للقضاء على البلد الأخير والوحيد الشريف بينهم في العام الـ 87 من عمر الاحتلال الصهيوني للمنطقة.. ممكن وغير بعيد
وهل تدريب مليون متطوع من قبل صنعاء إلا حذارا من غدر الإخوة في الجغرافيا والدم واللغة والدين..
ومن يفتح للعدو طريقا بريا لكسر حصار أنقذه أخوه لينقذ إخوة لهم جميعا.. لا يستبعد منه سوى الخسة والنذالة لصالح المحتل لفلسطين..
وعلى صنعاء أن تتحسب لـ”إسرائيل” مرة.. ومن العرب ألف مرة..