بين شباب وشباب !!

الأداء الجميل الذي قدمه منتخب الشباب في نهائيات كأس آسيا للشباب المقامة حاليا في ميانمار ادخل السرور الى نفوس قد امتلأت حزنا خلال الأسابيع الماضية.. فالبرغم من عدم التأهل – الذي ينبغي أن يقف الاتحاد أمامه- خاصة وأننا لعبنا بفرصتي التعادل والفوز كما أننا خسرنا التأهل خلال خمس دقائق فقط.
المنتخبات الوطنية خاصة العمرية منها بحاجة ماسة الى أخصائي علم نفس رياضي الى جانب الأجهزة الفنية والإدارية والطبية فخسارة التأهل بالرغم من توفر فرصتي التعادل والفوز تحتاج الى أن يكون هناك تحضير نفسي للاعبين يوازي بقية التحضيرات وبغيابه يصبح عمل بقية الأجهزة مبتورا ولا يصل الجميع للنتيجة المبتغاة.
لا نلوم اللاعبين فقد أدوا ما عليهم وهنا نسجل اعجابنا باتصال معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر للبعثة وكذلك لمبادرة الاخ وزير الشباب والرياضة معمر الارياني بتخصيص مليون ريال لكل لاعب في حالة التأهل لكأس العالم للشباب ونتيجة لعدم النتيجة رغم المردود الايجابي الذي قدمه اللاعبون نتمنى أن يفي الوزير بوعده ولو بتخصيص ثلث المبلغ كجانب تحفيزي.
نحن اليوم في اليمن الحبيب نعيش بين صنفين من الشباب الصنف الأول يحب وطنه ويعمل جاهدا على أن يكون اليمن في المقدمة ويحاول وإن لم يفلح كما هو الحال بمنتخب الشباب وغيرهم من شباب الألعاب الرياضية الأخرى.. ولكن هناك صنفا آخر من الشباب آل على نفسه أن يجندها في هدم مكتسبات وثوابت وقيم بلده للأسف الشديد.
فمتى يحس الصنف الآخر بحب وطنه كما هو الحال بالصنف الأول¿¿ سؤال لا زلنا نبحث عن إجابة عليه في خضم الموج المتلاطم من فئة لا تريد لبلدها إلا أن يبقى متأخرا في كل شيء عن دول العالم إلا في الفوضى فيريدوننا أن نتصدر العالم بها.
بخروج منتخب الشباب من نهائيات آسيا يكون قد انهى واجباته في هذه المرحلة وهنا نخشى من أمرين الأول ان يتم انهاء خدمات اللاعبين ثم نبدأ من الصفر للبحث عن مجموعة متجانسة والثاني ان يتم تصعيده للمنتخب الاول في حالة كانت نتائج الأول سيئة بصورة كبيرة في بطولة الخليج القادمة بالرياض الشهر المقبل.
إن التفريط بهذه الكوكبة لا يعني إلا أننا ما زلنا في نفس العقلية التي أضاعت معها منتخب الأمل فالنفخ الزائد أو التحقير المبالغ فيه سيف ذو حدين قاطعين فحذاري أن نحمل اللاعبين فوق طاقتهم في الأمرين.. ولنا أن ننظر الى أن هذا المنتخب الشاب كان من بين أفضل 16 بلدا على مستوى القارة في هذه الفئة العمرية.
تناول الجميع في وسائط التواصل الاجتماعي الاستغراب والتنذر من عدم ايراد فوز منتخبنا على نظيره الايراني بذات البطولة في القناة الفضائية اليمنية رغم انه إنجاز كبير وجير المعلقون الأمر إلى الأجواء السياسية وما يحدث اليوم في بلادنا من تجاذبات لطرف ضد آخر.. فمتى نوظف السياسة في خدمة الرياضة لا أن نسلط سيف السياسة على رقبة الرياضة..
استودعكم الله للعاصمة السعودية الرياض لحضور ندوة علمية وللإطلاع على آخر الاستعدادات الجارية لانطلاق خليجي 22 في 13 من الشهر المقبل دمتم ودامت اليمن في أمن وأمان.

قد يعجبك ايضا