على قمة جبل شاهق تقع قلعة القارة التاريخية الواقعة في إطار مديرية يافع رصد محافظة أبين ويصل ارتفاع جبل القارة عن مركز المديرية إلى 700 متر تقريبا وتشرف قلعة القارة على مركز المديرية رصد من الاتجاه الجنوبي وتطل على وادي خيرات وشريان من الاتجاه الغربي الجنوبي كما تطل على أجزاء من قرى السعدي من الاتجاه الشمالي بينما الاتجاه الشرقي يطل على منطقة مربان ووادي ذي عسيم بالإضافة إلى مناطق بعيدة تدخل في إطار مديرية سباح.
يقول عنها الأحق حسين العمري في موضوع منشور إن القارة تمتاز بموقعها الاستراتيجي الحصين حيث يصعب تسلقها من جميع جوانبها ولا سبيل للدخول إليها إلا من بوابتها الرئيسية التي تقع في الاتجاه الشمالي وتسمى عند قبائل يافع (سدة).
وتعتبر قلعة القارة التاريخية من أشهر وأجمل وأروع القلاع الأثرية والتاريخية في يافع واليمن أجمع كونها تختزل رصيدا تاريخيا ضاربا بجذوره في الأعماق.. وتعد القارة قلعة أسطورية تبهج الزائر بجمال مفاتنها الطبيعية والأثرية المتنوعة فما تزال القارة محتفظة برونقها الجميل رغم التخريب والإهمال وعدم المبالاة بما تكتنزه من قصور ومساجد وصهاريج وأضرحة ومدافن منحوتة في الصخر.
إن جمال القارة يفوق كل وصف فموقعها الذي تتربع عليه فريد في نوعه فالزائر للقارة ينبهر بما أبدعته يد الخالق سبحانه وتعالى ويتحسر حرقة وألما بما أصاب القارة من عوامل الزمن وما فعل العابثون لغرض تشويه صورتها الجمالية وتعتبر القارة متنفسا ومزارا سياحيا تسحر الزائرين بجمالها البديع الذي أنعم الله به عليها
الحصول على أحجار قلعتها البيضاء المشهورة بأحجار (الياجور). فمنذ عشرات السنين وقلعة القارة التاريخية تتعرض للعبث والإهمال.
قصور القارة تعاني الإهمال والتخريب
تحتضن القارة فوق قلعتها ما يقارب 25 قصرا أغلبها مكونة من أربعة إلى ستة طوابق ومن تلك القصور قصر غمزان الذي تعود ملكيته إلى أولاد السلطان غالب أبوبكر العفيفي وقصر السلطان محمد عيدروس آخر سلاطين آل عفيف.
خمسة مصاعد لجبل القارة
تتمتع القارة بموقع استراتيجي مهم حيث يتوسط موقعها مكاتب يافع السفلى بني قاصد وهي عبارة عن خمسة مكاتب وكل مكتب عبارة عن مجموعة من القبائل. ولموقع القارة الحصين والمتوسط بين المكاتب الخمسة تم اتخاذها مقرا للسلطنة من قبل آل عفيف وكان لكل مكتب من مكاتب يافع السفلى طريق يصعد من خلاله إلى جبل القارة تبعا للموقع الجغرافي للمكتب. فقبائل مكتب كلد كانت تصعد من طريق تسمى (المنسامة) وتقع في الاتجاه الجنوبي الغربي للجبل بينما قبائل مكتب يهر تصعد وتتوافد من طريق تسمى (الأبواب) وتقع في الاتجاه الشرقي لجبل القارة بينما قبائل مكتب ذي ناخب كانت تصعد من طريق تسمى (ذي عسيم الأقواد) وتقع في الاتجاه الشمالي للجبل كما تتوافد وتصعد قبائل مكتب اليزيدي من طريق تسمى (مكيل تنفي) وتقع في الاتجاه الشمالي الشرقي للجبل. وتصعد القبائل الأخرى التي توجد في الاتجاه الشرقي للجبل من طريق تقع بالاتجاه نفسه وتسمى طريق (الذراع) وجميع المصاعد التي تتوافد منها القبائل مرصوفة بالحجارة ومدعمة بالجدران ليسهل مرور الجمال والبغال منها وبعد صعود جبل القارة تتجمع القبائل من جميع المكاتب في الاتجاه الشرقي للقلعة (القارة) في مكان يسمى (حبيل الجراشة) ومن ثم يبدأ الصعود لسلم القارة الحجري والدخول من بوابتها الشهيرة باسم (سدة القارة).
سدة القارة التاريخية
للقارة بوابة واحدة تسمى عند قبائل يافع (سدة القارة) تقع في الاتجاه الشمالي قبل الوصول إلى أعلاها بنحو الطريق إلى القلعة وفي الإطار سدة القارة المدخل الوحيد لها.