مساع أممية لخفض أعداد الضحايا من المسنين جراء خطر الكوارث

حين ضرب الاعصار كاترينا نيو اورليانز في الولايات المتحدة عام 2005 كان ثلاثة ارباع القتلى فوق الستين.
وبعد خمس سنوات حين تعرضت اليابان لزلزال وأمواج مد (تسونامي) كان 56% من القتلى في سن الخامسة والستين أو أكثر.
وجاء في تقرير نشر أمس أن كبار السن يعانون بدرجة أكبر خلال الفيضانات والاعاصير وموجات الحر والكوارث الاخرى ورغم ذلك لا يوضعون عادة في الاعتبار خلال التخطيط لإدارة تلك الكوارث.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثالث عشر من أكتوبر يوما عالميا للحد من الكوارث من أجل توعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث ودعوة الحكومات إلى تعزيز برامج مواجهة وإدارة الكوارث على مختلف الصعد المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية.
ووضع التقرير مكتب الامم المتحدة المعني بالحد من الكوارث ومؤسسة “هيلب ايدج انترناشونال” وجاء في وقت ارتفع فيه متوسط عمر الانسان وتزايدت اعداد المسنين.
وحث التقرير حكومات العالم على إدراج كبار السن في كل مجالات التخطيط لإدارة الكوارث في مسعى لخفض أعداد القتلى بين من هم فوق الستين.
وتظهر الإحصاءات الجديدة أن عدد المتضررين من الكوارث الطبيعية ارتفع إلي أكثر من المثلين عما كان عليه قبل 40 عاما وأن من المتوقع أن هذا المنحى سيصبح أكثر سوءا مع انتقال المزيد من الناس إلى المدن المزدحمة في الدول النامية.
وقالت رئيسة مكتب الامم المتحدة المعني بالحد من الكوارث مارغريتا فالستروم: “كبار السن هم عادة غير مرئيين في مجتمعاتنا الى ان يظهروا في أعداد الوفيات بعد الكارثة”.
وقالت في بيان: “العالم بحاجة الى مزيد من الوعي بكيفية حماية كبار السن مع تغير المناخ وتعرض المسنين الى ظواهر شديدة”.
وتؤكد الأحداث المتلاحقة من الكوارث والأزمات أننا نعيش اليوم في عالم تسوده كوارث طبيعية وغير طبيعية فالفقر والأمراض والأوبئة والمجاعات والحرائق وانهيار المباني والحوادث والبراكين والزلازل والأعاصير والسيول ما هي إلا نماذج وأمثلة للعديد من الكوارث التي تدعونا جميعا للتعاون الجاد والتكاتف لمواجهتها والعمل على تفادي مخاطرها قدر المستطاع.
وتقول الامم المتحدة ان عدد من هم فوق الستين سيتضاعف ويصل الى مليارين بحلول عام 2050م أي أكثر من 20% من تعداد سكان العالم.
وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أنه “حين تقع كارثة طبيعية يعاني المسنون من ارتفاع غير متناسب في معدل الوفيات والإصابات ولا بد من تغير هذا الاتجاه الفاجع عن طريق الخطط والخدمات والدعم التي تكفل لنا معالجة مواطن الضعف التي تواجه كبار السن مع الاستفادة إلى أقصى حد من مساهماتهم في الأمن والرفاه الجماعي”.
واضاف: “يجب أن يأخذ التخطيط لمنع الكوارث بعين الاعتبار ضعف القدرة على الحركة الذي يعاني منه الكثير من المسنين وينبغي علينا أن نمكنهم من التأهب لاحتمال وقوع كارثة وبلوغ بر الأمان وحماية أنفسهم ويجدر أيضا مراعاة احتياجات كبار السن في نظم الإنذار المبكر وآليات الحماية الاجتماعية وخطط الإجلاء والتصدي لحالات الطوارئ وحملات التوعية العامة”.
ودعا المكتب ومؤسسة هيلب ايدج الحكومات الى توقيع ميثاق يلزمهم بوضع المسنين في الاعتبار في خططهم لتقليص مخاطر الكوارث بما في ذلك الانذار المبكر وتوفير الامدادات وعمليات الاجلاء.
ويبقى التحدي الأكبر في ما يجري على أرض الواقع في الوطن العربي خاصة أن بلادنا تواجه العديد من الكوارث كالحروب وتغيرات المناخ والكوارث المحلية من حرائق وفيضانات وغيرها.

قد يعجبك ايضا