الأجنبي .. أفضل

أستغرب مننا نحن اليمنيين فمهما بلغنا من العلم والتأهيل والكفاءة .. نظل كمانحن بنظر أنفسنا .. واضعين أنفسنا بمستوى أقل من غيرنا من دول الجوار ودول العالم الأخرى .. وحتى وأن أصبح اليمني مخترعا أو عالما أو باحثا أو بروفيسورا أو .. أو في أي مجال من مجالات الحياة يظل في نظرنا وليس بنظر الآخرين .. الأجنبي هو الأفضل حتى وأن كان هذا الأجنبي يحمل عقلية متخلفة وبليد .. فهو أفضل من اليمني وأكفأ منه.
نحن اليمنيون أصل العرب وانصار الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ورجال العلم في مجالات مختلفة .. ونحن أرض الحضارة والتاريخ .. لكننا نحن للأسف دائما نستنقص أنفسنا ولم نضع لنا مقام بين الآخرين.
فمثلا الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة .. نجد أن لدينا كفاءات تدريبية عالية بالفطرة رغم قلة التأهيل ومع هذا أثبت مدربونا كفاءاتهم وقدراتهم .. وإمكانياتهم التدريبية العالية واستدل بمدرب من بين طابور طويل من المدربين الكفاءات وهو المدرب الوطني الكابتن أمين السنيني الذي وصل مع منتخب الناشئين إلى كأس العالم وقدم مستوى أذهل الجميع على مستوى العالم .. وكان منتخبنا الأبرز والأميز بين المنتخبات المشاركة طوال مشوار المنافسة حتى العالمية ولو كان المدرب أمين السنيني في دولة أخرى لعملوا له مزارا وجعلوه معلما تاريخيا يزوره الناس .. فكم من دول عملت من أشخاص عاديين نجوما بارزين عانقوا السماء.
ما نلاحظه أنه وفي أنديتنا وحتى منتخباتنا الوطنية لكرة القدم عندما تتعاقد مع مدرب يمني .. تجد الإدارة تطلع روحه رغم أن المرتبات التي تعطى له لا تساوي شيئا مقارنة بالمدرب الأجنبي لكنه لم يتسلمها في موعدها .. ويدوخ المدرب المحلي السبع دوخات ليحصل على مستحقاته .. التي تصرف له بعد شهرين أو ثلاثة أو تظل متأخرة لدى إدارة النادي هذا أو ذاك أو اتحاد الكرة .. وأحيانا تظل لسنوات لدى الأندية لم تصرف له وأعرف مدربين تبقت لهم مستحقات لدى أندية لم تصرف منذ سنوات حتى اللحظة.
إلى جانب ذلك لا يحصل المدرب المحلي على اي امتيازات مثل المواصلات والسكن والتغذية والتذاكر والاتصالات .. أو حتى توفير الطلبات التي يتقدم بها المدرب الخاصة بالتدريب أو الفريق فيتحول المدرب المحلي إلى (مشارع) مع الإدارة لتوفير احتياجات التدريب الخاصة بالفريق.
أما المدرب الأجنبي فهو غير ذلك رواتب ضخمة وبالعملة الصعبة وتصرف نهاية كل شهر بانتظام دون تأخير وطلباته تتوفر في الحال وتوفير سكن مع الأثاث وغذاء وسيارة خاصة له وجوال تدفع فواتيره الإدارة وتذاكر سفر له ولأسرته وكل شيء يطلبه يتوفر في الحال وحتى الإدارة تجدها متواجدة في التمارين .. والمشكلة أن بعض المدربين الأجانب يفشلون ويرحلون وتجد الإدارات تستنجد بمدربين محليين ولكن في الحقوق لم يحصل المدرب المحلي عن ربع ما كان يحصل عليه الأجنبي .. متى نعتز بأنفسنا وننظر لأنفسنا بأننا لا نقل شأنا عن الآخرين¿!

قد يعجبك ايضا