بوادر انفراج لأزمة الغاز


يعيش الناس أجواء فرائحية ومبتهجين بعيد الأضحى المبارك.. فمنهم من يلزم بيته ويعاود أهله وجيرانه ويزور أرحامه ومنهم من يسافر إلى قريته أو مدينته التي تربى وترعرع فيها.. وفي ظل هذه الأجواء الفرائحية هناك من يسعى إلى تعكير أجواء البهجة لدى الأسرة اليمنية خصوصا في أمانة العاصمة من خلال افتعال أزمة للغاز وقطع الطريق أمام صهاريج نقل الغاز إلى صنعاء .
“الثورة” في جولة وزيارة لعدد من ملحات ومحطات الغاز التابعة للقطاع الخاص ومعارض الشركة اليمنية للغاز والتي كانت جميعها مغلقة أو لا يتوفر فيها الغاز.. كما تحدثنا مع بعض مالكي هذه المحلات والعاملين في المحطات لمعرفة الأسباب.. فكانت الحصيلة التالية:

نقطة البداية كانت من محل لبيع الغاز جوار مستشفى المؤيد لصاحبه محمد الأرحبي الذي كان يعمل على تحميل اسطوانات الغاز إلى سيارة الهايلوكس استعدادا للذهاب لشركة الغاز.. وعند سؤالنا له عن الغاز وهل هو متوفر أم لا.. فأجاب أن هناك قطاع في نهم على قاطرات الغاز قام به رجال خارجون عن القانون بهدف إيجاد أزمة غاز.
وحول إلى متى تستمر هذه الأزمة.. أجابنا قائلا: أعتقد أنه –بحسب الشركة- تم إنزال حملة عسكرية إلى المناطق التي تم التقطع فيها على قواطر الغاز وأعتقد أن الأزمة ستحل خلال الساعات القادمة.
تركنا الأخ محمد وذهبنا إلى محطة للغاز في شارع المطار –محطة الأمانة- كانت مغلقة نهائيا ولا يوجد فيها غاز نهائيا وعند السؤال لماذا لا يوجد غاز ولماذا هو معدوم.. كانت إجابات العمال “لا نعلم”.. توجهنا إلى محلات غاز أخرى ومحطات غاز أخرى في الحصبة ثم إلى منطقة دارس ثم إلى شارع التلفزيون ثم إلى شارع الستين وجميعها مغلقة ولا يوجد غاز باستثناء محطتين في شارع التلفزون كان السرب عليها طويل جدا لا يستطيع المواطن العادي أخذ ما يريد من الغاز لما يحدث هناك من مشاجرات ومشادات كلامية مما يضطر الكثير إلى مغادرة هاتين المحطتين والبحث عن الغاز في مناطق أخرى.
ومع وجود هذه الأزمة –المؤقتة- يظهر ضعفاء النفوس الذين يقومون باستغلالها وبيع دباب الغاز بزيادة 500 ريال.. أحد هؤلاء الذين يملكون محال للغاز –محل خاص- طلب 2000 ريال قيمة الدبة بحجة أن الغاز معدوم وقد يكون عاطلا عن العمل خلال الفترة القادمة إذا ما استمر انقطاع الغاز.
هذا الاستغلال الذي قوبل باستنكار أحد المواطنين محمد الوصابي الذي كان يريد الغاز قائلا: لن تتحسن ظروف اليمن في ظل وجود مثل هؤلاء الذين يستغلون الأزمات ويعملون على إيجاد الأزمات من يوم إلى آخر.. ولن أشتري دبة الغاز بـ2000 ريال لأنه سعر غير قانوني والمفترض أن يكون هناك رقابة حقيقية أثناء إفتعال الأزمات ومراقبة مثل هذه المحلات التي تبيع بأسعار مخالفة للأسعار الرسمي 1400 ريال للدبة الغاز الواحدة.
مواطن آخر الأخ قاسم معوضة ألقى اللوم على الحكومة والانفلات الأمني الذي جعل الطريق سهلا أمام قطاع الطرق لسرقة الناس وترويع الناس وتهديدهم في معيشتهم.. فغياب الأمن أحد الأسباب الرئيسية لتفشي ظاهرة التقطعات ومطالب الحقوق بالطرق غير المشروعة فإذا كان لقاطعي الطريق مطالب مشروعة عليهم أن يأخذوا حقوقهم بالطرق المشروعة عبر النيابات والمحاكم وليس عن طريق الابتزاز وإقلاق الناس وإيجاد الأزمات.
وتبقى تطلعات المواطنين مرهونة بوجود حكومة قادرة على توفير الأمن والاستقرار للجميع وإيجاد دولة حقيقية تقوم بحماية المواطنين وممتلكاته والممتلكات العامة.. ومن المهام الأبرز تأمين الطرق أمام القواطر التي تحمل الغاز والبترول والديزل من أيدي العابثين بالوطن وقاطعي الطريق.

قد يعجبك ايضا