
مواطنون: في العيد تتضاعف أعمال الخير..
لعيد الأضحى المبارك معان ُ اجتماعية سامية فإلى جوار بهجة أجوائه وفرحتها يتراحم اليمنيون في ما بينهم ويتضاعف عطف الغني على الضعيف منهم وهنا تكمن السعادة حقا ٍ في أبهى حللها كما أن لأبناء كل منطقة في الوطن عاداتهم وتقاليدهم التي يتفرِدون بها عن المناطق الأخرى .
(( الثورة )) التقت عدداٍ من أبناء محافظة لحج واستطلعت آراءهم حول المعاني التي يجسدها العيد والعادات والتقاليد التي يقومون بإحيائها في هذه المناسبة الدينية العظيمة.
* الأخ عادل محفوظ عوض باطاهر . . تحدث عن المعاني السامية لعيد الأضحى المبارك . . قائلا ٍ :
– مناسبة عيد الأضحى السعيد تعني لنا الكثير إذ تْمِثل لنا استراحة المحارب المسلم الذي يتمنى خلالها الفوز برضى الله سبحانه وتعالى عنه في رحلته المكوكية على مدار العام ففي العيد تصفو النفوس ونتقرب إلى المولى عزِ وجلِ بالصدقات على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل من عباده وفيه ننبذ الضغائن ونترفِع عن الصغائر ونكرس أيامه في العبادات الشرعية التي تعلو أصواتها مجلجلة بذكر الرحمن وطيلة أيام العيد تكون أعمال كد ُ جسدي ونشاط معنوي درءا ٍ للكسل بما ننال به الرضا من الخالق تبارك وعلا شأنه ولننعم بعد ذلك بمذاق وحلاوة وطراوة ما جنيناه من عمل نبيل مستفيدين من دروسه الخيرة التي واجهناها في معاملاتنا اليومية مع الآخرين في عيد الألفة والمحبة والتسامح عيد الأضحى المبارك .
“المضروب” و”القرمش”
* وعن العادات والتقاليد السارية بمحافظة لحج خلال أيام العيد . . يقول :
– العادات والتقاليد العيدية بمحافظة لحج تتمثِل في أداء أبناء المحافظة لشعائر صلاة العيد في المصليات كونها سنة مؤكدة وواجبة وذلك عقب الاستعداد لها بالغسل والتطيب ولبس الجميل من الثياب لما جاء على لسان الصحابي الجليل أنس رضي الله عنه : (( أمرنا رسول الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد وأن نتطيِب بأجود ما نجد وأن نضحي بأثمن ما نجد )) فنذبح بعد صلاة العيد الأضاحي المباركة تقرْبا ٍ إلى الله جل جلاله ثم نغتنم نحن أبناء المحافضة ٍ فرحة العيد لوصل أرحامنا وأهالينا وأصدقائنا ونجتمع معهم عقب فرقة مؤقتة قسرية بسبب أشغال الحياة الخاصة إذ نقوم بزياراتنا المتكررة عيديا ٍ للأهل والأصدقاء مصطحبين معنا إليهم الهدايا المعتادة والشهيرة المتداولة في ما بيننا والمتمثلة في قطع الحلويات وأصابع الكعك المحلية اللذيذة المعروفة بالمحافظة باسمي (( المضروب )) و(( القرمش )) وبوصولنا وهدايانا صوبهم نتبادل معهم تهاني وتبريكات العيد السعيد ونخوض وإياهم في الأحاديث المختلفة في المواضيع المهمة على الصعيدين الشخصي والعام بعدها نتناول معا ٍ وجبة الغداء ونحضر جميعا ٍ في مجالس القات ويسهم أبناء محافظة لحج كذلك إسهاما ٍ فاعلا ٍ في تنشيط السياحة الداخلية الوطنية فنأخذ أسرنا وأهالينا وأقرباءنا وأصدقاءنا الأعزاء إلى التنزْه داخل منتجعات المحافظة السياحية مثل : بساتين وحدائق وجداول منطقة الحسيني بمديرية تْبِن وأخذهم إلى محافظة عدن المجاورة والمشهورة بسواحلها الخلِابة ومواقعها ومتنفساتها الترفيهية العامة المتعددة للاستجمام فيها كما أن للأطفال طقوسهم العيدية الخاصة بهم وتتمثِل في زياراتهم إلى أهاليهم وأصدقائهم وجيرانهم بغية تهنئتهم بالعيد وإعطائهم (( عيدية العيد )) من كبار السن بهدف إدخال البهجة والسرور إلى أفئدتهم البريئة وكذا لعبهم بأراجيح العيد وملاهيه ولهوهم بإطلاق الألعاب النارية بإشراف مباشر وحضور عن كثب من أولياء أمورهم وممن يكبرونهم في العْمúر حتى لا يصابوا بأضرارها نتيجة الاستخدام غير المْتقِن منهم لهذه الألعاب الرامية إلى تجسيد فرضهم وابتساماتهم بالعيد الذي يفرح الكبار فيه أساسا ٍ من فرحة الصغار.
لِمú الشمل
* ومن جهته يقول: الأخ لطفي سعيد أحمد نعمان:
– في أيام العيد يجتمع الناس كل َ في إطار مدينته أو منطقته أو قريته في مكان ُ واحد لتأدية شعائر صلاة العيد لهذا نعدْه يوم لِمú شمل المسلمين ونتعلِم منه عبرة وحدة الصف وعدم التفرق في ما فيه صلاح الأمة وفي ما يتعلق بالعادات والتقاليد فإننا نغادر منزلنا الكائن بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج ونذهب إلى الريف مسقط رأسنا بمنطقة صيرة بمديرية طور الباحة وبعد صلاة العيد في المصلى نقوم وأبناء المنطقة بتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء للمعايدة والتهنئة بالعيد ونذبح عقب ذلك الأضاحي لله عزِ وجلِ ونجتمع بأصدقائنا في مكان ُ واحد للاحتفاء معا ٍ بالعيد وفي منطقتنا أيضا ٍ ما يميزها أنها من أول يوم في العيد وبقية أيامه تقام الأعراس كما تسري فرحة العيد أكثر في زيارة الأطفال لأهاليهم وأقاربهم للمعايدة وحصولهم منهم على (( عيدية العيد )) فيما أصوات المفرقعات النارية التي يطلقها الأطفال تْعبر عن فرحتهم بطريقتهم بهذه المناسبة العظيمة .
أياد ُ طيِبة
* الأخ زين محمد السقاف من جانبه تحدث قائلاٍ :
– عيد الأضحى المبارك يعني لنا ولكل مسلم أنه الفرحة والبهجة والسرور ويغمرنا كلما أطل علينا بالسعادة العامرة والغبطة العارمة لأنه يريح الأبدان بقيمه السمحة ففيه تصحو بكثرة الضمائر التي فيها بصيص الأمل لتسعى إلى مد أياديها الطيبة والمْبرِة لإغاثة وإعانة الملهوفين والمحتاجين ممن تقطعت بهم سبل المعيشة الكريمة وتترجم تلك الأيادي البيضاء المقتدرة عمق التراحم الإنساني نحو الفقراء الذين يرنون إلى حياة أفضل سواء في غذاء أو كساء والعيد فرصة سانحة لذلك العطاء ليبلغ مداه.
مقيل وتسامر
وأضاف: كما عهد أبناء محافظة لحج في عاداتهم وتقاليدهم خلال أيام عيد الأضحى المبارك خروجهم أول يوم فيه إلى أداء شعائر صلاة العيد في المصلى وبعد ذلك يذهبون إلى معاودة الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران ونتبادل التهاني معهم بحلول العيد البهيج ثم ننكب مبتهجين في ذبح الأضاحي كما تتجلِى الفرحة في الاجتماع بالأحبة والخلِان في المقيل أوقات الأصيل والتسامر في لحظات لياليه معهم والترويح عن النفس بمناظر محافظة عدن ومزاراتها الجذِابة لأنها خير متنفِس لأبناء محافظة لحج وشبابها وقبلتهم الترفيهية نظرا ٍ للتعاضد العضوي ما بين المحافظتين الجارتين وتحلو مواعيد لقاء الأحباب في عدن جنة الله في أرضه فالعيد فرحة وأجمل فرحة .
الشعور بالفقير
* أما الأخ أمجد عبد الله عمر الحدِاد فقال :
– عيد الأضحى مناسبة إسلامية عظيمة تسمو النفوس فيه فوق الجراح ويشعر المسلم الغني بأخيه الفقير ويمنحه مما سخر الله سبحانه وتعالى له من نعمه حتى يتجاوز عنه ألم الحاجة وإن كان ذلك لبرهة مؤقتة في حياة من يعيش الفقر في أحلك صوره وفي العيد يزداد طموح المسلم راجح العقل ورائق الفكر في كل أصقاع المعمورة أن تسود المزايا الحميدة للأمن والاستقرار والسلام بلده .
رحلات ترفيهية
وفي شأن العادات والتقاليد . . يقول الحداد :
– في أول أيام العيد تشهد المحافظة أداء أبنائها لشعائر صلاة العيد في المصلى وعقبها يتوجهون إلى ذبح الأضاحي ثم يقصدون الأهل والأصدقاء لمعاودتهم واشتراكهم سويا ٍ في مسرات العيد بانضمام كل أسرة من أسر المحافظة عند أكبرها سنِا ٍ ويقومون بقضاء أمتع الأوقات مع بعضهم بعضا ٍ بالرحلات السياحية البرية الترفيهية في بساتين الحسيني الجميلة المشهورة ومتنفسات محافظة عدن فائقة الروعة ففيها تطيب كل آلام الحياة وأوجاعها .