القاضي الرقيحي : توقيع اتفاق السلم والشراكة كان ضرورة قصوى لإنهاء النزاع ودرء المفاسد
الوطن يتسع لجميع أبنائه ومسؤولية بنائه لن تكون على كتف فصيل أو جماعة واحدة
صنعاء / سبأ
أدى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمس ومعه رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي والقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء المهندس عبدالله محسن الأكوع ونائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر وأمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والحكومة وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية , صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين بالعاصمة صنعاء.
وفي خطبتي العيد استعرض فضيلة القاضي أكرم أحمد الرقيحي الدلالات والمعاني السامية لعيد الأضحى المبارك وما شرعه الله سبحانه وتعالى للمسلمين من أيام يعظمونه فيها ويهرعون إليه يذكرونه ويظهرون فضله وإحسانه فيهللون ويكبرون ويفرحون ويستبشرون ويحمدونه سبحانه ويشكرونه أن جعلهم من أهل الإيمان وأمتن عليهم بخاتم الهداية والقرآن فكانوا خير أمة أخرجت للناس “.
وأوضح أن يوم عيد الأضحى أقبل يحط رحاله بين أمة الاسلام حاملا لهم نسائم الغبطة والفرحة والاستبشار بعد أن وقفت منهم جموعا في عرفات ونظر الله تعالى لعباده الواقفين والذاكرين والعاكفين وهم يرفعون أصواتهم ملبين ومهللين وموحدين قد هجروا الأهل والأوطان وتركوا الأموال والخلان استجابة لنداء الله “ وِأِذنú في النِاس بالúحِج يِأúتْوكِ رجِالٍا وِعِلِى كْل ضِامرُ يِأúتينِ منú كْل فِجُ عِميقُ” يباهي الله بأهل ذلك الموقف ويقول يا ملائكتي هؤلاء عبادي أتوني شعثا غبرا يرجون رحمتي ويخافون عذابي أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم “.
وأشار الخطيب الرقيحي إلى القيم الإيمانية التي تتجسد فيها عظمة العبودية والطاعة لله سبحانه وتعالى في دين الإسلام الذي جمع بين الأنام على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وأوطانهم ربهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد ألف بين قلوبهم وقارب بين شخوصهم ونفوسهم فانضموا جميعا في صف وصعيد واحد.
وتساءل هل أدركت أمة الاسلام هذا واستشعر أبناء الهداية والإيمان تلك القيم فوحدوا صفهم وجمعوا أمرهم وتقاربت نفوسهم وقلوبهم وهم أبناء بلد وتاريخ واحد ودين وعقيدة ولغة وثقافة واحدة إنها العبادة والإيمان والعقيدة قد ذابت فيه الفوارق والطبقات وتلاشت فيه الامتيازات والتباينات والاختلافات وأدى الجميع مناسك واحدة أقبلوا على الله بثوب ولباس ورداء واحد وصعيد واحد يرجون رحمته ويخافون عذابه دونما تميز ولا تفضيل لجماعة ولا لون ولا جنس ولا فئة ولا طائفة “ لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى.
وأكد ضرورة أن تدرك أمة الاسلام ذلك ويلتزم أبناء الحكمة والإيمان بهذا المنهج فلم يفرقوا بين أفرادهم وجماعاتهم ولم يميزوا بين شماليهم ولا جنوبيهم ولا شرقيهم ولا غربيهم ولم يحددوا الحقوق والواجبات والوظائف والموارد والخدمات على أساس طائفي ولا عرقي ولا جهوي ولا فئوي.
وأوضح أن الناس سواسية كأسنان المشط والمؤمنون تتكافأ دماؤهم كلكم لآدم وآدم من تراب إنها العبادة والإيمان والعقيدة تتجلى فيه أسمى معاني البذل والفداء والإيثار والتضحية والعطف والرحمة حينما أمتثل خليل الرحمن لرؤية ربه بذبح ولده إسماعيل عليهما السلام ففداه الله تعالى بذبح عظيم وشرع الهدúيِ والأضاحي على عباده المؤمنين .. فهل التزم أهل الاسلام ذلك واظهروا العطف والرحمة في ما بينهم وبذلوا المعروف والإحسان إلى ضعفائهم وفقرائهم وأيتامهم .
وقال “ إنه الايمان والعقيدة والدين والإسلام وهو يقيم دولة القرآن ويرسخ الثوابت والأسس والأركان لمجتمع يسوده العدل والنظام ويعمه الأمن والسلام يعظمون فيه حرمات الله وحدوده “ .. مستعرضا خطبة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يوم حجة الوداع يحذر أمته وأتباعه من بعده قائلا “ أي يوم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال أليس يوم النحر قالوا بلى يا رسول الله قال فأي شهر هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال أليس شهر ذي الحجة قالوا بلى يا رسول الله قال فأي بلد هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال أليس البلد الحرام مكة قالوا بلى يا رسول الله .. قال ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا وإنكم ستلقون الله تعالى فيسألكم عن أعمالكم فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض .
ودعا الخطيب إلى الإلتزام باتفاق السلم والشراكة الموقع بين مختلف الأطراف اليمنية برعاية كريمة وحكيمة من قيادتنا السياسية وموافقة وترحيب إقليمي ودولي .. مؤكدا أن الاتفاق كان ضرورة ملحة والتوقيع عليه ذو أهمية قصوى يتطلبه واقع اليمن وحال أبنائه وما تقتضيه طبيعة المرحلة الراهنة من إيجاد توافق واتفاق للخروج من النزاع والتناحر ووضع حد لأسباب الشقاق والتنافر وكذا إيجاد رؤية يشترك فيها الجميع لتحمل المسؤولية للخروج باليمن من المأزق والنهوض بالبلاد ودرء المفاسد والشقاقات والنزاعات وإيجاد مستقبل آمن ومزدهر .
كما دعا الجميع إلى الدخول في السلم انطلاقا من قوله عز وجل” يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْوا ادúخْلْوا في السلúم كِافِةٍ وِلا تِتِبعْوا خْطْوِات الشِيúطِان إنِهْ لِكْمú عِدْوَ مْبينَ” إذ ينبغي على كل أبناء اليمن أن يجتمعوا في إطار هذا الأمر الإلهي وتتوحد جهودهم وجماعاتهم ومكوناتهم على كلمة واحدة لبناء اليمن ونهضته وتقدمه وازدهاره .
وحث الأحزاب على ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والإخلاص في النيات وعدم نقض العهود فمن نكث فإنما ينكث عن نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما .. مطالبا وجهاء اليمن وأعلامه وعقلاءه وأفراده بإشاعة روح المحبة والتآلف ونشر ثقافة السلم والتعايش بين كافة المكونات وهجر الشقاق والخلاف والنزاعات وترك الخصام والسلاح والقتال استجابة لقوله تعالى “ وِأِنيبْوا إلِىٰ رِبكْمú وِأِسúلمْوا لِهْ “.
ولفت الخطيب الرقيحي إلى أن اليمن يتسع لجميع أبنائه على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم وأن استقراره وازدهاره وبناءه لن يكون على كتف فصيل أو جماعة واحدة وأن ذلك لن يكون إلا حينما يتعايش الجميع ويتنازلوا لبعضهم البعض ويقبل بعضهم بعضا وأن لا يتم استبعاد أو إقصاء طرف أو جهة أو طائفة بعينها .. مبتهلا إلى الله تعالى أن يحفظ اليمن وأهله وأن يديم الأمن والاستقرار على بلاد اليمن وأن يعصم الدماء ويصلح أحوال البلاد والعباد ويدفع عن اليمن كل شر وفتنة ومحنة وبلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
Prev Post
قد يعجبك ايضا