لم يستطع صاحب “دكان المستقلة” الإضرار بسمعة الحوثيين ومكانتهم في أوساط الرأي العام اليمني أو العربي، لأن قناته أو “دكانه” تعيش في غرفة الإنعاش منذ تأسيسها، مثل مولود لم يكتمل اُدخِل حاضنة ولم يخرج منها .
ولولا الفتات الذي يستجديه من هنا وهناك لأغلق دكان القناة وتحوّل إلى كشك لبيع الصحف، مع أن إدارة كشك لبيع الصحف أشرف ألف مرة من إدارة قناة رخيصة تعيش من بغائها .
جمهوره في كل دولة عربية لا يتجاوز عدد أصابع اليدين والرجلين، ولذلك لا يستطيع الهامشي الإضرار بالحوثيين من خلال دكانه أو قناته، وهذا العجز يهدد بانقطاع الفتات الذي يتلقاه وإغلاق الدكان .
لذلك اضطر هو شخصياً القيام بالمهمة الموكلة إليه عبر صفحته في منصة ” x “ وفي الفيسبوك . وبدأها بإعلان مقاطعة دكانه لأي “حوثي”، ما لم تقم صنعاء برد الاعتبار لـ “ الصحابة “ .
أي صحابة يقصد الهامشي وهو رخيص لا يعبد غير المال، والصحابة الحقيقيون عنده، هم أصحاب المال، وهو لا يفقه من الدين إلا بقدر ما يغطي به سوأته .
أتعجب ممن يدخلون معه في جدل فكري ديني وهو بهذه الضحالة، والغريب أنه يستبق اسمه الغريب بحرف “الدال”!!
ومن يتأمل آراءه الدينية يدرك أن “الدال” قبل اسمه هو اختصار “ دابة “ من تلك التي وصفها القرآن بالصم البكم الذين لا يعقلون .
من سخريات الأقدار أن يقدم الهامشي نفسه لليمنيين كواعظ غيور على الدين والصحابة، مع أن الإسلام لم يدخل تونس إلا بفضل اليمنيين، ولولا اليمنيين لما نطق الهامشي بالعربية، ولما افتتح دكانا أو قناة باللغة العربية .
الهامشي زعلان على “خالد “، ومش زعلان على النبي محمد الذي تطاول عليه رئيس بلده الحبيب بورقيبة، وقال عن النبي الأكرم: “ رجل بسيط كان يتنقل في الصحراء واستمع إلى كثير من الخرافات التي لا يصدقها العقل كعصا موسى وقصة أهل الكهف “.
الهامشي مش زعلان من بورقيبة الذي نزع حجاب التونسيات في حفل رسمي، وهو يقول لهن : انظرن إلى الدنيا من غير حجاب .
وفي حفل آخر ظهر بورقيبة مفطراً في نهار رمضان .
هذه مواقف “ مؤسس تونس وباني نهضتها وزعيمها الروحي – كما تصفونه في تونس وكما يراه الهامشي نفسه، وليست مواقف لاجئ سياسي، كالذي يُحاكم اليمن كلها بسبب موقفه .
أطلب الاعتذار من حكومة بلدك يا هامشي على ما تعرض له الإسلام ونبي الإسلام من تشويه رسمي لم يحدث مثله حتى في البلدان غير الإسلامية .
وفقاً لفهمك القاصر وفقهك المنحرف، التونسيون أولى بالمقاطعة من الحوثيين، إبدأ بمقاطعة أهلك حتى يتبرأون من مواقف بورقيبة .
قد يقول الهامشي إن بورقيبة مات وانتهى، بينما “علي هاشم” والحوثيين أحياء.. ولكن ماذا عن الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد الذي أصر على تغيير الدستور التونسي، وتحديداً مادته التي تنص على أن الإسلام دين الدولة .!.
الدولة لا دين لها، لأنها كما قال قيس سعيد “ لا تصلي ولا تطوف بالكعبة ولا تسعى بين الصفا والمروة، لا تتطهر ولا تغسل حوبتها ..”
هذا كله لم يثر غيرة الهامشي على الإسلام في بلده، الصحابة فقط خط أحمر، والصحابة في فقه الهامشي هم أصحابه، من يزودونه بالفتات ليبقى ودكانه على قيد الحياة، وهم من يصطف ويتخندق معهم ضد الحوثيين .
اليمن والحوثيون لا يحتاجون إليك أو لقناتك، أنت ودكانك من تحتاج لليمنيين والحوثيين، ضيوفاً أو متابعين .
أعلن الهامشي قراراً بتوقف دكانه عن استضافة الناشطين أو المؤيدين للحوثيين، وقال : ليس لديه استعداد لتلميع الحوثيين .
والحقيقة أنه ليست لديه القدرة ولا الجرأة على إنصاف الحوثيين، ناهيك عن تلميعهم.
حتى عندما كان “دكانك” يستضيف الطرفين، كنتم تسجلون البرنامج، وإذا وجدتم أن محصلته تخدم الحوثيين امتنعتم عن بثه عبر القناة واكتفيتم بعرضه عبر يوتيوب، يعني كنتم دكاناً يفتح لمن يدفع، وأنت الآن أيضا تفتح لمن يدفع وخارج الدكان .. عاد الدكان كان يسترك .
aassayed@gmail.com