مشهد المواطن اليمني صلاح مجاهد، الذي صار خلال الأيام القليلة الماضية حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ظهر غير مكترث بصواريخ وقنابل طائرات أمريكا حتى وهي تداهم حانوته الصغير بمدينة صعدة تجسيد حقيقي لحال وطبيعة رد غالبية أبناء الشعب اليمني إزاء غارات الأعداء التي تنوعت وتعددت بتعدد أسماء وأشكال منفذيها طوال العشر السنوات الماضية.
ربما عيد الفطر المبارك الحالي هو العيد رقم عشرين، الذي يعيشه اليمنيون تحت دوي انفجارات الصواريخ الأمريكية والبريطانية والسعودية والإسرائيلية والإماراتية وهلّم جرّا حتى بات ذلك في وجهة نظرنا شيئا اعتياديا وروتينا ألفه الناس ولم يعودوا يلقون له بالاً أو يعطونه أهمية تذكر ولعل ردة فعل أخينا مجاهد هي أبلغ تعبير ورد على الغطرسة والعنجهية الأمريكية وما شهدته من تفاقم مؤخرا في ظل غرور وصلف وتجبر الرئيس دونالد ترامب.
-طوال العقد الماضي كانت الأعياد والمناسبات الدينية على وجه التحديد محطات مهمة وأوقات ملائمة ليفشّ فيها العدو أحقاده وضغائنه على هذا الشعب ولطالما ارتقى أطفال وفتيات في عمر الزهور إلى الرفيق الأعلى وهم في أوج فرحتهم وسعادتهم بالعيد وبقيت مشاهد إخراج الفتيات المزينة أياديهن بنقشة الحناء والخضاب عالقة في الأذهان لا تنمحي بتقادم الأيام.
– ذات يوم قال الشاعر والأديب والفيلسوف العربي أحمد بن عبد الله التنوخي والشهير بأبي العلاء المعرّي في إحدى أشهر وأروع قصائده” فيا موت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدّي إن دهرك هازلُ” ليجسد بذلك لسان حال الشعب اليمني في زماننا ومعهم الأشقاء في غزة وبمختلف الأراضي الفلسطينية وهم يواجهون عدوانا غاشما تجرد أصحابه من كل القيم والمبادئ والمشاعر الإنسانية في وقت أمنوا فيه اعتراض أحد أو سماع نقد أو عتاب من أحد إلا ما رحم ربي في هذا الكون.
-سنحتفل بالعيد تحت سمائنا المكتظة بطائرات وصواريخ وقنابل ترامب ونتنياهو دون خوف أو فزع وسنمارس الطقوس والشعائر الدينية كما أمرنا الخالق العظيم وسيرتدي أطفالنا ما تيسر من الملابس الجديدة وسنلتقي الأهل والأقارب والجيران والزملاء والأصدقاء وسنتبادل التهاني بالمناسبة العظيمة وسنمضي في حياتنا الاعتيادية وليذهب ترامب ومعه كل الطغاة والمستكبرين والظلمة والفاسدين إلى الجحيم.