بيئة العمل هي المقياس الرئيسي لنزاهة العامل والموظف أو المسؤول وسيندمج فيها مهما كانت وضعيتها وهي في الغالب مسألة نسبية لا تستطيع تحديدها إلا في إطار منظومة بيئة العمل لكن الصفة التي لا تجد صعوبة في قياسها لأنها ترى بالعين المجردة وبكل الحواس وأدوات القياس هي “الكفاءة” التي لا يمكن شراؤها بالمال ومن الظلم تجاهل أي شخص وكادر يحمل هذه الصفة.
يرى خبراء أن الكفاءة مزيج من التعب والجهد والخبرة وزمن طويل من المعايشة مع الأحداث وكم هائل من التجارب السلبية والايجابية التي جمعت صاحبها بالتعامل مع العديد من المشاكل والعديد ممن يصنعها وكذا المعرفة من خلال المواكبة لظروف العمل خطوة بخطوة حتى تحصل الخبرة التراكمية نتيجة لذلك .
هذا يتطلب وقتا لتحقيقه بحسب هؤلاء الخبراء والمختصين بمركز البحوث والاستشارات بالمعهد الوطني للعلوم الادارية ولهذا كما يؤكدون” من الظلم تجاهل صاحب الخبرة والكفاءة.
مؤشرات
يشير أحد الباحثين في هذا المركز أن الموظف الكفء هو من يكن الولاء لعملة مثلما يكنه لعائلته وبيته لأن
الولاء الوظيفي يعد أكبر معضلة تواجهها أجهزتنا ومؤسساتنا الإدارية التي لم تجد الطريق للحصول على التكامل في الأداء.
وترى الدكتورة أنيسة مقبل أن أهم عوامل النجاح للموظف صاحب الكفاءة في العمل هو الرضا الوظيفي عن المهنة ويعد كذلك من أهم مؤشرات نجاح الأعمال التي تبحث عنها اغلب الأجهزة والقطاعات الإدارية العامة والخاصة في بلادنا حيث يمثل مجموعة من المشاعر والاتجاهات الإيجابية التي يبديها الموظف نحو عمله.
وتتطلب الوضعية الراهنة البحث عن المواهب الإدارية وتنمية مهاراتهم والارتقاء بهم إلى مرحلة الكفاءة بالتوازي مع الاهتمام بالرضا الوظيفي وقياس مؤشراته للنهوض بأداء مختلف الأعمال وزيادة إنتاجية بيئة العمل.
تضحية
كما أن الولاء الحقيقي الذي يتحقق لدى العاملين على نطاق كل المستويات الإدارية أو القيادية ينتج عنه حصولها على وظيفة قادرة على الاستمرار بالعمل وتنميته وتطويره .
ويقاس هذا الولاء بمدى التضحية بالمكاسب المحصلة والصبر على بعض الظروف والأزمات الطارئة أو المزمنة والمهملة التي تمر بها جهة العمل بالإضافة إلى ذلك مقاومة المغريات والعروض التي تقدمها جهات عمل منافسة لغرض استقطاب القدرات الوظيفية والمهارات إليها من بقية الجهات للاستفادة من خبراتها المتراكمة ومهاراتها في إدارة وتنفيذ الأعمال.