أكد نائب رئيس مجلس الشورى عبدالله صالح البار إيمان الشعب اليمني بجدوى الحوار وكفالته حل النزاعات الداخلية والذي يتجسد دائماٍ في لقاء مختلف الأطياف السياسية وآخرها التوقيع على وثيقة “السلم والشراكة الوطنية” لبدء فترة جديدة لمعالجة الأزمة في بلدنا.
جاء ذلك في كلمة وفد مجلس الشورى المشارك في أعمال اللقاء التشاوري السادس لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي”أسيكا” المنعقد بعاصمة المملكة الأردنية الهاشمية عمان.
وأوضح نائب رئيس مجلس الشورى إسهام مجلس الشورى في تقديم التصورات والتوصيات المتعلقة بمعالجة الوضع الراهن للبلاد باعتبار المجلس جهة ضامنة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني اتساقاٍ مع الإسهام في تنفيذ المبادرة الخليجية والمرحلة الانتقالية ككل من خلال إنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة ثم التحضير والمشاركة في الحوار.
وخاطب البار الوفود المشاركة في لقاء عمان قائلاٍ: إن استمرار اللقاءات التشاورية بالمواضيع الشاغلة لشعوب المنطقتين الأفريقية والعربية والتي يحالف الأمانة العامة للرابطة التوفيق في اختيار مضامينها تزيد التقارب عمقاٍ وتثري التجارب خبرةٍ. خاصة أن التحديات التي تواجه بلداننا جميعاٍ تكاد تكون واحدة.
وأثنى على المواضيع التي تم تداولها في هذا اللقاء وما تناولته من قضايا “الفساد وأثرها على التنمية وحالات النزاع الداخلية ووسائل حلها والتكامل الاقتصادي بين الدول”.
واعتبرها قضايا يمكن ربطها معاٍ إذ تثير الحماس للتغلب على تحدي الفساد المؤثر على التنمية والسعي في حل مشاكل النزاع الداخلي تحقيقاٍ للتكامل الاقتصادي ومن ثم الرخاء لشعوبنا جميعاٍ.
آملاٍ خروج هذا اللقاء التشاوري بتوصيات عملية تساهم في تهيئة أجواء التكامل الاقتصادي بين دول المنطقتين العربية والأفريقية بدءاٍ بمعالجة أسباب النزاع ومكافحة الفساد.
وقدم نائب رئيس مجلس الشورى عرضاٍ لما اضطلع به مجلس الشورى من دور في المجالات محل نقاش اللقاء التشاوري. ففي مجال مكافحة الفساد: أوكل قانون “مكافحة الفساد” إلى مجلس الشورى مهمة اختيار المرشحين لعضوية اختيار الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد ممن تم تقديم ملفاتهم إلى المجلس قبل إحالته إلى مجلس النواب تمهيداٍ لصدور قرار رئيس الجمهورية بتعيينهم.
وبين أن مما زاد هذه التجربة ثراءٍ وتنوعاٍ هو إحراز “كوتا المرأة” فقد انتخبت ضمن الهيئة الجديدة ثلاث نساء تصدرت اثنتان منهن موقع رئاسة الهيئة: رئيس ونائب.
وقال: بحكم حداثة التجربة وطبيعة الظروف اليمنية فإن الهيئة لا تزال في أولى خطواتها ونتمنى لها التوفيق والسداد بما يْسهمْ حقاٍ في الحد من التأثير الضار على مسار التنمية.
ونوه بأن من بين النزاعات المثيرة لاهتمام العالم مجال النزاع في اليمن الذي يظل مثار اهتمام كبير حيث أقلق خاطر من يعتبرون اليمن عمقاٍ استراتيجياٍ لأمن المنطقة العربية ككل وبوابة عبور آمن إلى المنطقة الأفريقية. فتنادى الأشقاء والأصدقاء إلى إصدار قرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة التي صدرت ملتقيةٍ مع تطلع اليمنيين إلى حل النزاع وجعله نموذجاٍ مثالياٍ لحل نزاعات المنطقة.
ثم طبقاٍ لبنودها الواضحة والمزمنة مضيفاٍ أن عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل تحت قيادة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ومشاركة الأطراف السياسية المختلفة حتى انتهى بمخرجات يتبارى اليمنيون اليوم على تنفيذها متغلبين بالحكمة اليمانية والإيمان الصادق بجدوى الحوار على كل تحدُ تاريخي وتصعيد طارئ مهما بلغت جسامته. وأخيراٍ توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية
وسجل وفد مجلس الشورى التقدير لحرص الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي على استقرار وأمن ووحدة اليمن وتداعيهم مع الأصدقاء في المجتمع الدولي إلى دعم المرحلة الانتقالية.
معربين عن جزيل الشكر للأشقاء الأردنيين على تعاونهم وفق توجيهات جلالة الملك عبدالله بن الحسين بن طلال في أهم جوانب تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وهي إعادة بناء وحدات الجيش والأمن اليمني.
واختتم نائب رئيس مجلس الشورى الكلمة قائلاٍ: إذ يجسد الأشقاء جميعاٍ بهذا التعاون الصادق تجاه اليمن صورةٍ من صور “التكامل” الخلاق في مجالات شتى. لنغتنم هذا الاجتماع بدعوة مجموعة أصدقاء اليمن المجتمعين في نيويورك متزامنين مع هذا الاجتماع هذا إلى تعزيز التكامل الاقتصادي مع اليمن. والوفاء بتعهداتهم لمساعدة اليمن طبقاٍ لقرارات وبيانات ودعوات مجلس الأمن الدولي.
هذا وقد افتتحت أعمال اللقاء التشاوري السادس لرابطة أسيكا بالعاصمة الأردنية عمان صباح أمس بكلمة ترحيبية من د.عبدالرؤوف الروابدة رئيس مجلس الأعيان الأردني وكاسا تكليبرهان جبريهوت رئيس المجلس الفيدرالي الأثيوبي رئيس الدورة الحالية لرابطة “أسيكا” وكلمة أمين عام الرابطة عبدالواسع يوسف علي.
وقد استعرض اللقاء في جلسته الأولى أوراق عمل حول أثر الفساد على التنمية الاقتصادية والدروس المستفادة من النزاعات ووسيلة حلها في عدد من البلدان الأفريقية والعربية ومنها الجمهورية اليمنية.
Prev Post
قد يعجبك ايضا