الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يدعوان لقمة عاجلة بين البشير وسيلفا كير



معارك بين الجيش السوداني ومتمردين في كردفان
عواصم/ وكالات
تدور معارك بين القوات الحكومية السودانية ومتمردين منذ أمس الأول في ولاية جنوب كردفان عند الحدود مع جنوب السودان حسب ما أعلن الجانبان أمس. وتأتي هذه المعارك في وقت يضع المفاوضون اللمسات الأخيرة على خطة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية لنقل مساعدات إنسانية إلى جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق القريبة حيث يخشى أن تؤدي أعمال العنف إلى مجاعة. وأكد الجيش السوداني أنه صد هجوما على قرية تلودي من قبل (الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال) في ولاية جنوب كردفان. وقال الجيش انه لا يمتلك حاليا حصيلة عن الضحايا. وقال الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني إن القتال اندلع قرب تلودي في ولاية جنوب كردفان بعد أن شن متمردو (الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال) هجوما على البلدة. وقال عن الاشتباكات إن المعارك لا تزال جارية وأن المتمردين فشلوا في تحقيق أهدافهم وإن هناك خسائر من الجانبين.
من جانبه أعلن والي ولاية “جنوب كردفان” السودانية أمس قيام قوات من دولة الجنوب بمشاركة متمردي “الجبهة الثورية” بالهجوم على منطقتي “ام دوان ومفلوع” في الولاية. وقال الوالي احمد هارون في تصريحات للإذاعة السودانية” إن القوات المهاجمة كانت تود التقدم نحو مدينة تلودي ولكن صمود الجيش ووقفة مواطني المنطقة معه استطاع أن يصد الهجوم واستعاد صباح أمس منطقة ام دوان” مضيفا “أن المعارك ما زالت دائرة واستطاع الجيش أن يدحرهم”. وأكد أنه لا تهاون وأنه سيتم مواجهة المتمردين بصورة رادعة ووجه تحذيرات شديدة اللهجة لدولة جنوب السودان قائلا “إن تصرفاتها الرامية لتأجيج الصراعات ودعم المتمردين ونهج المخادعة في المفاوضات وتعريض السلم والأمن الإقليمي للخطر وعدم الاستجابة لنداء السلام والتعامل بتناقضات في المفاوضات وتنفيذ أجندة خارجية لاتقوى على تحمل نتائجها سيعود عليها وبالا وعليها تحمل ذلك”.
وأوضح والي جنوب كردفان أن الجيش السوداني يسيطر على الأمور سيطرة كاملة وأن القوة المعتدية بعد الهزائم المتتالية التي تعرضت لها لجأت للإشاعات المغرضة لصرف الأنظار عن هزائمها المتتالية وتأكد لها أنها لن تستطيع النيل من السودان بعد الرد الواضح الذي تلقته من الجيش. ونوه بأن ولاية جنوب كردفان تعيش حالة يقظة عالية وترصد كافة التربصات والمخططات العدائية والجيش لديه القوة الكافية لتأمين السودان وأهله وطمأن مواطني الولاية باستمرار مشاريع التنمية والإعمار وبأن التمرد لن يستطيع تعويق مسيرة السلام.
وأكدت (الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطع الشمال) أنها قتلت أكثر من 20 جنديا. وأضاف المتحدث باسم الحركة ارنو نوغوتول لودي “فقدنا أربعة من رجالنا وأصيب سبعة بجروح” وهي حصيلة يصعب التحقق منها من مصدر مستقل. وقال إن المعارك كانت مستمرة الجمعة. واستولى المتمردون على موقعين للجيش هما مافلوا وام دوال “على الطريق الرئيسية المؤدية إلى تلودي” قرب تقاطع استراتيجي بين عاصمة الولاية كادوقلي وجنوب السودان. وقال الجيش إنه ليس لديه مواقع في هذا القطاع ويقوم بتسيير دوريات فقط.
وتدور معارك ضارية بين الجيش السوداني و(الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال) منذ يونيو 2011 في جنوب كردفان والنيل الأزرق. ونزح أكثر من 360 ألف شخص أو تضرروا جراء أعمال العنف ما يجعل الوضع الإنساني مقلقا للغاية. وتسعى حكومة الخرطوم إلى بسط سلطتها على ولاية جنوب كردفان التي قاتل قسم من سكانها إلى جانب المتمردين الجنوبيين في الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال الحرب الأهلية (1983-2005). وعلى بعد أكثر من 100 كلم جنوب غرب تلودي دارت معارك هذا الأسبوع بين الجيش السوداني وقوات جنوب السودان هي أخطر مواجهات منذ استقلال جنوب السودان في يوليو 2011م.
من جانب آخر حثت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي زعيمي السودان عمر البشير وجنوب السودان سيلفا كير على عقد قمة في أقرب وقت ممكن في أعقاب اشتباكات استمرت يومين على الحدود بين البلدين كادت تتحول إلى حرب شاملة. وقال رمضان العمامرة رئيس مفوضية السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي “ثمة دعوة عامة وتأييد لعقد القمة في أقرب وقت ممكن إن لم يكن في موعدها المقرر”. وأضاف في تصريحات للصحفيين في أعقاب اجتماع حضره مسؤولون في الأمم المتحدة ونائبا وزيري الخارجية في البلدين “الكل يقر بالأهمية الحاسمة للقاء الزعيمين في الظروف الراهنة”. وقال أعضاء في لجنة تابعة للاتحاد الأفريقي تضطلع بدور وساطة في المحادثات بين الشمال والجنوب إن المفاوضات بين الجانبين استؤنفت في أديس أبابا بخصوص قضايا أمنية وستعقبها مفاوضات بشأن النفط وقضايا أخرى.
وسحب جنوب السودان قواته من منطقة هجليج المنتجة للنفط في السودان الأربعاء بعد أن اتهم الخرطوم بقصف حقول نفطية رئيسية ومناطق أخرى على جانبه من الحدود. ونفى السودان شن غارات جوية لكنه ذكر أن قوات جنوب السودان هي التي بدأت القتال بعد أن هاجمت هجليج أحد حقول النفط الرئيسية الباقية على الجانب السوداني من الحدود. وعلق البشير خططا لزيارة جنوب السودان في الثالث من أبريل بسبب أعمال العنف التي كانت الأسوأ من نوعها منذ أعلن جنوب السودان انفصاله عن السودان في يوليو العام الماضي محتفظا بمعظم احتياطات الخام المعروفة. واندلع القتال هذا الأسبوع بسبب خلاف على الحدود المشتركة والسيادة على مناطق متنازع عليها والرسوم التي ينبغي أن يدفعها الجنوب الذي لا يطل على أي منافذ بحرية مقابل نقل نفطه عبر أراضي السودان. ورغم توقيع البلدين على اتفاقية عدم اعتداء وأخرى بخصوص الجنسية وثالثة بشأن إعادة ترسيم الحدود فلا توجد مؤشرات تذكر لاستعداد أي منهما لتقديم تنازلات فيما يخص النفط. وأوقف جنوب السودان إنتاجه من النفط الذي يبلغ 350 ألف برميل يوميا للحيلولة دون مصادرة السودان لأي كميات من الخام مقابل رسوم تقول الخرطوم إنها لم تسدد.

قد يعجبك ايضا