الثورة نت/.. –
بدأت في العاصمة العراقية بغداد اليوم الخميس أعمال القمة العربية ال23 بمشاركة عشرة زعماء عرب وممثلين عن اربع منظمات دولية وعدد كبير من ممثلي السلك الدبلوماسي في العراق.
وانطلقت أعمال القمة برئاسة رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل كون بلاده الرئيس السابق للقمة العربية حيث يقوم بعد إلقاء كلمة الافتتاح بتسليم الرئاسة إلى الرئيس العراقي جلال طالباني الرئيس الحالي للقمة.
وأعرب الرئيس العراقي رئيس القمة العربية جلال طالباني عن أمله بان تسفر قمة بغداد عن مقررات هامة نحو حفظ المنطقة العربية من الأخطار التي تهددها وان تكون ملبية لمتطلبات الشعب العربي.
وقال طالباني في كلمته الافتتاحية “ان المنطقة تمر بمنعطف تاريخي وخطير وان الشعوب العربية تأمل بان تغدو قرارات القمة حائلا دون اي انزلاق نحو العنف والفتن”.
وأشار إلى ان العرب اليوم مطالبون بدعم مسيرة الشعوب نحو الديمقراطية والتعاون الأخوي.. معربا عن أمله بان لا تخيب القمة رجاءهم بتحقيق تلك الآمال.
وأوضح بأن انعقاد القمة في بغداد هو برهان ساطع على استعادة العراق استقراره بفضل نجاح العملية السياسية… مؤكدا حرص بلاده على اللحمة مع الدول العربية.
وشدد على ان السلام الشامل في المنطقة لن يتحقق الا بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967.
وعلى الصعيد السوري دعا طالباني إلى إيجاد سبيل سلمي للخروج من الأزمة…رافضا كافة أعمال العنف وسفك الدماء.
كما شدد على احترام حقوق الشعب السوري دون السماح بأي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي السوري مع التأكيد على ضرورة الاستفادة من مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
من جهته اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمته بأن عقد القمة في بغداد تأكيد على هوية العراق العربية ورئاسته للقمة ستساهم في تعزيز العمل العربي المشترك بعدما استعاد حريته من الظلم والاستبداد… معبرا عن تطلعه أن تكون قمة بغداد بداية لبث روح التسامح والتصالح وتضميد الجراح.
وشدد العربي على وجوب إجراء مراجعة شاملة لجميع الاتفاقيات الموقعة في إطار الجامعة العربية لمواكبة التطورات الدولية والارتقاء بإمكانيات الجامعة مؤكدا الحاجة إلى الإصلاح الجذري لهياكل الجامعة العربية ومنظماتها لضمان نجاح العمل العربي.
وطالب بتكثيف الجهود لتنفيذ بنود المصالحة الوطنية الفلسطينية .. مناشدا كافة الأطراف الالتزام بالتعهدات المالية لدعم موازنة السلطة الفلسطينية.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أن الجهود العربية لم تصل إلى مستواها المناسب في حل القضية السورية… مؤكدا أن مبادرة حل الأزمة السورية ماتزال بيد السوريين.
وفي سياق متصل أعرب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي عن ثقته بقدرة الشعب العراقي على ترسيخ الديمقراطية في بلاده.
وقال خلال كلمة له أمام الجلسة الافتتاحية “إن انعقاد القمة العربية في بغداد يعيد مكانة العراق في الوطن العربي لذلك نعرب عن ارتياحنا لما تقدمه الحكومة العراقية وشعبها لترسيخ العمل الديمقراطي العربي”.
ولدى تطرقه للأزمة السورية اعلن اوغلي عن إرسال منظمة التعاون الإسلامي مبعوثا خاصا إلى سوريا لإيقاف نزيف الدم .
بدوره دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كل من الحكومة السورية والمعارضة الى الاستجابة لمبادرة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان.
وقال مون في كلمة له خلال مؤتمر القمة العربية في بغداد ان قبول الحكومة السورية لمبادرة انان تعد خطوة اولى يجب ان تكلل بتنفيذ عملي يسهم بوقف العنف ونزيف الدم السوري والبدء بحوار سياسي جاد باسرع وقت وعدم تضييع المزيد من الفرص.
كما دعا المعارضة السورية الى ان تتعاون مع مبادرة انان في ايجاد حل سلمي للازمة السورية منوها بدور الجامعة العربية والقادة العرب لالتزامهم ودعمهم للمبادرة.
وراى بان انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد وحضور الزعماء العرب اليها هو دلالة على عودة العراق لمكانته الطبيعية في العالم العربي والمجتمع الدولي.
من جانبه اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عقد القمة العربية في بغداد “رسالة دعم من الامة العربية ودولها وقادتها لتأكيد موقفها الداعم للعراق” داعيا الى العمل على اخراج القدس من عزلتها.
وقال في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية اليوم “ان استضافة العراق للقمة دليل على تعافيه واصرار شعبه على السير قدما لبناء قدراته ودوره الفاعل مع اشقائه العرب”.
واشار الى ان ” الاعتراف الدولي بدولة فلسطين في تزايد مستمر حيث بلغ عدد الدول المعترف بها 132 دولة وهذا دليل على التضامن الدولي مع قضيتنا المشروعة”… مضيفا “يجب تذكير القادة العرب بتعهداتهم السابقة بتخصيص 500 مليون دولار لمدينة القدس”.
وطالب عباس بمواصلة “الدعم المالي للسلطة الفلسطينية عبر التزام الدول التي لم تف بالتزاماتها عبر قرارات القمم العربية السابقة”.
وقال “يجب ان تكون القدس العنوان المركزي لعلاقاتنا كعرب مع دول العالم”… مبينا ان “القضية الفلسطينية كانت دائما نقطة ارتكاز للعمل العربي المشترك واننا نواصل جهودنا الحثيثة لانهاء حالة الانقسام داخل البيت الفلسطيني وسنواصلها رغم اية عقبات قد تحصل وان المصالحة هي عودة وحدة الشعب والوطن”.
واكد ان “ما ترتكبه اسرائيل في القدس هو تطهير عرقي وامامنا استحقاق بدعم المقدسيين القابضين على جمرة الصمود عبر تبني المشاريع اللازمة لدعم صمودهم عبر زيارة القدس وان تكون العنوان المركزي لعلاقاتنا مع دول العالم من اجل خروجها من عزلتها”.
وتابع قائلا “ان اسرائيل لا تؤمن قطعا برؤية الدولتين التي اعتمدها العالم اجمع” مضيفا “لدينا اكثر من خمسة الاف اسير منهم من امضى اكثر من 30 عاما وراء القضبان”.
وانتقد عباس بشدة قرار تحريم زيارة القدس معتبرا ان “تحريم زيارة القدس امر لم يرد في القرآن الكريم او في الاحاديث النبوية الشريفة”.
وفي كلمة لبنان في مؤتمر القمة العربية المنعقدة ببغداد قال الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ان بلاده تواكب تطورات الاحداث في سوريا باهتمام بالغ مع ما يرتبط بها من اخوة وجوار ومصالح مشتركة .
واوضح ” لقد ارتاى لبنان ان يناى بنفسه عن التداعيات السلبية للاحداث التي تشهدها سوريا ” .. معرباٍ عن امله بان تؤدي المساعي الحثيثة لمبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان الى حل سياسي متوافق عليه للازمة السورية انطلاقاٍ من جوهر المبادرة العربية بوقف العنف وتحقيق الاصلاح .
كما اعرب عن تخوف بلاده مما تفرزه المراحل الانتقالية في عدد من الدول من تشرذم وانقسام وانحراف ومخاطر بسبب التوجه نحو الانفرادية والغلو .. داعياٍ الى ضرورة الالتزام بالافكار القومية والعروبية الحقة واللجوء الى العمل وفقاٍ للمواطنة والمساواة واحترام التنوع في المجتمعات التعددية وتطبيق الديموقراطية بما يحفظ المكونات المتغيرة بمختلف الطوائف والمذاهب واشراكها في الحياة السياسية وادارة الشان العام بصروة عادلة ومتكافئة .
وراى ان بعض المكونات مثل المكون المسيحي كان لها مساهمات جوهرية في بلورة الفكرة القومي وتحقيق النهضة العربية والدفاع عن القضية الفلسطينية والدفاع في ساحات المواجهة والنضال بعيدا عن الطائفية والمذهبية .
وطالب ان يكون التنوع في المجتمعات العربية مصدر غنى لا شقاق وضمان للوحدة واحترم للخصوصية .. مستشهداٍ بالوضع في بلاده حيث يحمي الدستور التعددية في المجتمع .
من جانبه اعتبر أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في كلمة بلاده في مؤتمر القمة العربية بغداد ان هذه القمة تشكل علامة طيبة في تاريخ عملنا العربي المشترك بانعقادها اليوم في العراق .
واعتبر ان العرب مطالبون الان ومن بين أمور اخرى بمراجعة وتقييم ما تم اتخاذه من اجراءات للنهوض بالعمل العربي المشترك بما يحقق تطلعات الشعوب العربية في تحقيق الامن والرخاء والتقدم والازدهار .
اعرب عن اعتقاده بان خطة المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان ستكون في حال تطبيقها مخرجاٍ للازمة في سوريا وحقناٍ للدماء وحفاظاٍ على سوريا من الانزلاق في اتون حرب اهلية سيدفع ثمنها الاشقاء من ارواحهم ومكتسباتهم التنموية .
كما دعا امير دولة الكويت في كلمة بلاده في القمة الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط ولاسيما اللجنة الرباعية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه تلك الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة والضغط على اسرائيل لحملها على الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ووقف الأنشطة الاستيطانية التي تدمر عملية السلام وازالة جدار الفصل العنصري وعدم السماح لاسرائيل بالمساس بوضع القدس الشريف .
واكد ان السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق الا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية .
كما جدد الدعوة لايران الى الاستجابة للجهود الدولية الرامية الى التوصل لتسوية سياسية لبرنامجها النووي تحقق الأمن والاستقرار والاستجابة لمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدين حق ايران وكافة الدول باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفق معايير الوكالة .
واكد مجدداٍ دعوة دولة الكويت الى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وتطبيق تلك المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها اسرائيل .
من جانبه أكد الرئيس السوداني عمر البشير في كلمته امام القمة العربية المنعقدة ببغداد اليوم اهمية عقد القمة العربية في العراق لدعمه وتحقيق انسجامه الداخلي .
كما اكد الرئيس البشير دعم السودان للعراق ليستعيد موقعه الطبيعي وهو يستلم رئاسة القمة في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه الأمة العربية وان يقود دفة وطننا العربي في هذه المرحلة .
وحول الازمة في سوريا قال الرئيس السوداني أن الأوضاع المأساوية التي تمر بها سوريا تتطلب منا العمل وبجهد مضاعف من اجل حفظ سوريا وشعبها الابي من التدخل الاجنبي والعمل على الحل السلمي عبر دعمنا جهود المبادرة العربية .
واعتبر ” أن التغييرات في المنطقة أحدثت تحولات جذرية تدعونا الى الاسراع في الاصلاح والديمقراطية ” .. مؤكداٍ عزم الحكومة السودانية على تسوية الخلافات العالقة مع دولة جنوب السودان التي اعترفت بها الحكومة السودانية ومواصلة الجهود لتوفير السلم الأهلي في المنطقة .
كما دعا الرئيس السوداني الى ضرورة التفريق بين الارهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال وعدم ربطه بالدين الاسلامي .. مطالباٍ بقطع دابر الارهاب ومعالجة أسبابه من جذوره .
وشدد على ضرورة الوقوف بصلابة ضد محاولات “الصهاينة” لتهويد القدس .. مشيراٍ الى أن ” القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية ونجدد موقفنا بضرورة ازالة الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ” .
ودعا البشير الى ” العمل على القضاء على العوامل التي تذكي ظاهرة الارهاب واشاعة مفهوم السلام والمحبة في حل القضايا العالقة ” .
الى ذلك طرح الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في كلمته أمام القمة العربية مبادرة من اربع نقاط لحل الازمة في سوريا .. مؤكداٍ رفض التدخل العسكري ورفض تسليح المعارضة .
وقال ان ” هناك اربع نقاط للتخلص من المشكلة السورية وهي رفض التدخل العسكري فيها ورفض تسليح المعارضة وتكثيف الضغوط السياسية والعمل بعدها على دعم الحكومة الانتقالية من خلال انشاء قوة سلام عربية تمنع المخاوف من بروز العنف الطائفي ” .
ودعا المرزوقي الدول العربية الى ” دعم جهود المبعوث الاممي العربي كوفي عنان وجهود الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لايجاد حل للقضية الفلسطينية ” .. مؤكداٍ ان ” القضية الفلسطينية لابد ان تكون فيها جهود لحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الاسرائلية من خلال تنسيق المواقف والتضامن مع فلسطين في المجتمع الدولي ” .
اشار الى أن “الصومال والسودان بحاجة الى موقف انساني قبل ان يكون موقفاٍ عربياٍ وان تونس لن تقبل بعد اليوم بالبقاء مع انظمة دكتاتورية قاسية لا تؤمن بدولة المؤسسات والديمقراطية ” .
كما دعا الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد امام قمة بغداد الى الخروج بتوصيات تخدم وحدة الصف العربي وتواكب التطورات الاخيرة التي شهدتها عدد من الدول العربية فضلا عن دعم بلاده بمساعدات مالية مباشرة لاعادة الاعمار .
وقال الرئيس شريف شيخ احمد في كلمته ” نرجو ان تصدر توصيات عن قمة بغداد بما يخدم وحدة الصف العربي وبما يسهم بلعب دور هام في مواجهة الصعوبات امام العرب خلال المرحلة الحرجة الراهنة ” .
واكد على ضرورة ان تأتي قمة بغداد اليوم بنتائج ايجابية تتجاوب مع تطلعات الشعوب العربية وتمحو آثار السنوات الماضية وتحيل الامور الى الافضل والاحسن كما طالب بمزيد من الدعم العربي لجهود حكومته في مواجهة حركة الشباب المدعومة من تنظيم القاعدة فضلاٍ عن الدعم السياسي والاقتصادي في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الصومال .
ولفت الى حاجة بلاده الى الدعم العربي في تقديم الخدمات لسكان المناطق المحررة حديثا من المليشيات المسلحة في الصومال .
سبأ