كل رئيس في العالم فأفعاله وخياراته وقراراته تستعمل مادة إعلامية لمن يتفق معه أو يختلف، والطبيعي أن رؤساء الدول الأقوى يركز عليهم أكثر، ولكن خيارات وقرارات الرئيس الروسي الشهير يلتسن مثلاً تفرق عن خيارات وقرارات وسلوك الرئيس الروسي الحالي بوتين وذلك يقدم الفارق أو الفوارق في التعاطي أو المادة الإعلامية..
وهكذا عندما يطرح عن الرئيس الأمريكي بايدن بأنه خرف فلذلك مدلوله وكذلك عندما يربط الرئيس الحالي ترامب بالجنون أو يطرح أنه مجنون فلذلك دلالاته..
النظرية الشيوعية «الماركسيّة» لا تعاب في أهدافها وما تحمله من مثاليات، ولكن صعوبة تطبيقها أو استحالته يجعلها فكرة أو نظرية جنونية ومثلها ما أسماها افلاطون «المدينة الفاضلة»، فالنظرية وحتى قرارات أي رئيس يظل معيارها مدى القابلية والقدرة على التطبيق..
عُرف رئيس روسيا” يلتسن” على مستوى العالم بـ«المخمور» وبات ترامب أمريكا يُعرف وعلى مستوى العالم بـ«المجنون»، والرئيس الأمريكي «كلينتون» الذي لم يتمالك في التحكم ضحكاً و«قهقهة» على الرئيس المخمور في روسيا لعله يمارس ذات الضحكة و«القهقهة» على الرئيس المجنون في أمريكا «ترامب»..
كل العالم بات يتساءل إذا الجحيم الذي عاشته غزة وشعبها قرابة عام ونصف كما شاهدناه فماذا بقي من جحيم ليهدد به «ترامب» غزة والشعب الفلسطيني؟..
ولأنه لم يعد يوجد جحيم أكثر مما شهده وشاهده العالم في غزة فالتهديد بعد ذلك هو جنون ومن يمارس مثل ذلك لم تنتف عنه فقط الإنسانية بل العقل والعقلانية، وبالتالي فهذه أوضح حالة للجنون وترامب مجنون مجنون..
في الانتخابات قبل الأخيرة وفي ذروة التنافس قال ترامب عن منافسه حينها بايدن بأنه حتى لو نجح في الانتخابات فإنه لن يعيش حتى ينصب كرئيس، ومع ذلك عاش «بايدن» وحضر حفل تنصيب ترامب وعودته للبيت الأبيض..
إذا كان ترامب بذلك يقيس نهاية حياة منافس له ألا يعنيه ومن باب أولى أن يقيس نهاية جنونه..
كما يريد ترامب المعادن النفيسة من أوكرانيا فهو يريد شراء غزة ولكنه لا يوضح ممن يشتري غزة ولا من سيبيعها له، والمعادن النفيسة وشراء غزة هو من الجنون في هذه العلنية والمجاهرة حتى ونحن نعرف وجوده في العمل السياسي والاستخباراتي، فهل المسألة مجاهرة عمدية بالجنون أم هو تلقائية بحالة جنون؟..
هذا الخوف لدى أنظمة عربية من الجنون الترامبي والمجنون «ترامب» هو جنون الذلة أو الجبن هو الجنون المقابل، ويمثل العلنية والمجاهرة لقبول وتقبل العبودية والاستعباد من قبل طاغية ومجرم ومجنون، فهل مازال لدينا أقل القليل من كرامة ورجولة «المماليك» في مصر الذين واجهوا «هولاكو» وهزموا المغول، فترامب حتى لو كان هولاكو زمانه أو هتلر العصر فذلك لا يبرر مجاهرة وعلنية أنظمة عربية بتقبل وقبول العبودية والاستعباد وفي القرن الحادي والعشرين..
لن أقول أكثر من هذا وبانتظار مخرجات القمتين العربية والإسلامية، و إذا الحاخامات اليهود الأكثر تطرفاً وعنصرية يقدمون ترامب أنه رسول «الرب» لينصر الكيان المجرم، فعلى العرب الأنظمة أن لا يخافوا جنون ترامب وأن لا يصبحوا بالخنوع «حاخامات» ويقولوا إنه «رسول الرب» لإذلالهم واستعبادهم، وهذا ما أستبعده في القمتين العربية والإسلامية!!.