العودة إلى المدرسة

ينتظر ذلك الموعد بلهفة وشوق كبيرين, يتساءل : هل سيبقى الوقت مهددا كما هو الآن¿ هل سأتمكن أنا وزملائي من الذهاب إلى المدرسة دون خوف ولا تأخر ¿
ما بها أشواك الحرب تسلط بنادقها نحونا , تحرمنا حق التعليم , حق النهوض , حق البقاء, حق السعادة , حق الحياة .
في كل عام تختلط الفوضى بلحظات السكينة والطمأنينة, يزحف نحونا الخوف والرعب يغرس أعمدة الدخان بداخل كل منزل, ونقول مرددين: لن تعود الحرب مجددا, سوف تزهر الدنيا بأعيننا , سيهل علينا عام جديد تزهر أوراقه ويكتمل الربيع, لكننا نعود من أسى الحلم لواقع المحنة لنا كأطفال ولغيرنا كأفراد محسوبين على هذه الأرض .
حتى مستقبلنا صار مهددا هو الآخر بالانقراض والإقصاء القسري, بات التعليم مجردا من الاستقرار والاستمرار تتقطع سبله كل حين , يسترق ساعات النهوض خلسة رغم الحصار .
نحلم أن تنتهي كل هذه الطقوس المرعبة وأن نسير في ممرات الحياة دون قلق يباغت صفونا, أن نتعلم وعقولنا خالصة مستنيرة وقلوبنا تزهو بنور العلم يملأ ساحات الشروق المتبقي لنا من شتات طال مع الوقت واستطال, أملا في أن تنتهي المعاناة ليبدأ الشروق ساعاته البكر من أقاصي الأرض ممتدا على مدى لا يسعنا نحن فقط ولكن يسع كل أطفال العالم الذين عانوا مثلنا وحرموا مثلنا من حق لا يملكون القدرة على اقتلاعه من جذور الحروب والاقتتال الذي انهكنا وقتل فينا الحاجة والرغبة الحقيقية في تعليم أفضل لوطن ينتظر منا أن ننهض به.

قد يعجبك ايضا