النشاط الشبابي في اليمن الضائع الأبرز

حسن الوريث

وزارة الشباب والرياضة لديها قطاع طويل عريض اسمه قطاع الشباب فيه وكلاء ومدراء عموم ومدراء إدارات ورؤساء أقسام وموظفين وكم كبير من الموظفين الذين تمتلئ بهم كشوفات المرتبات والحوافز التي يتم تقديمها للوزارة أو لصندوق رعاية النشء والشباب ولكن في الحقيقة والواقع فإن هذا القطاع هو الغائب الأبرز بل إنه شبه ميت حتى اللجنة الثقافية والاجتماعية لأندية الجمهورية التي كانت نوعاً ما نشيطة في إقامة المسابقات الثقافية بين الأندية والتي كانت هي الحسنة الوحيدة لهذه اللجنة تم قتلها وأصبحت من الماضي ولم يعد لها أي اثر يذكر سوى تلك الأسماء التي كانت تديرها ونكن لها كل التقدير والاحترام على اعتبار اني كنت أحد الذين يشاركون باستمرار في بطولة الجمهورية للمسابقات الثقافية التي كانت تقيمها وكان لي شرف الفوز بها لأكثر من مرة مع الفريق الثقافي لنادي نجم سبأ.
طبعاً هذا الكلام هو لسان حال كل الشباب المبدعين الذين لم يجدوا من يرعاهم سواء عبر إقامة الأنشطة الشبابية والثقافية المختلفة التي تصقل مهاراتهم ومواهبهم أو عبر إقامة المراكز الشبابية والعلمية والثقافية واستقطابهم إليها وكل ذلك ووزارة الشباب والرياضة تسبح لوحدها في فلك التخبط بين قطاعي الرياضة والشباب وأيهما أولى بالاهتمام واعتقد أن الوزارة أضاعتهما معاً وإن كان قطاع الشباب هو الضائع الأكبر في هذه الزحمة على اعتبار أن الأندية توجه اهتمامها الأكبر للرياضة لأسباب نعرفها جميعاً ولأننا في اليمن على غير العادة قمنا بجمع قطاعي الشباب والرياضة في وزارة واحدة فهذه هي النتيجة الحتمية لذلك أي أن قطاع الشباب هو الوجه المكسور من العملة المشروخة أصلاً.
حتى جوائز الدولة للشباب تم قتلها وتغييبها عن المشهد الشبابي ولماذا غابت هذه الجائزة؟ وهل فعلاً هناك توجه لإلغائها أم أن الأمر يتعلق بعدم وجود التمويل؟ ولماذا لا يتم دراسة الأمر بجدية ووضع الحلول والمقترحات لإعادة إنعاش الجائزة بدلاً من الهروب للجهات المعنية؟ والسؤال الأهم هل ستتخلى الوزارة عن مهمتها لصالح جهات أخرى يمكن أن تستقطب الشباب هنا أو هناك؟.
دعوني هنا أوجه رسالة باسم كل الشباب المبدعين الذين لم يجدوا من يرعاهم سواء عبر إقامة الأنشطة الشبابية والثقافية المختلفة التي تصقل مهاراتهم ومواهبهم أو عبر إقامة المراكز الشبابية والعلمية والثقافية واستقطابهم وأقول أين وزارة الشباب وقطاعها العرمرمي والكبير؟ وهل يتم رصد موازنة لقطاع الشباب أسوة بقطاع الرياضة أم أن الأمر يختلف وأن الموازنة تذهب إلى الرياضة دون الشباب؟ وإذا كانت الإجابة بأن القطاع يفتقر إلى الموازنة لتنفيذ أنشطته فهل يعي من يرصد الموازنات أن النشاط الشبابي والثقافي هو الوجه الأخر للنشاط الرياضي؟ وإذا كانت هناك موازنة لهذا القطاع فأين تذهب إذا كانت الأنشطة الشبابية والثقافية شبه معدومة؟ وهل لدى وزارة الشباب والرياضة خطة لتفعيل النشاط الشبابي والثقافي سواء عبر اللجنة الثقافية أو الأندية ما يعني أن غياب النشاط الشبابي والثقافي عن الوزارة ليس مبرراً؟ فهل وصلت الرسالة وسيعمل الوزير الجديد في حكومة البناء والتغيير على إعادة إنعاش النشاط الشبابي وكذا إعادة إطلاق جائزة الدولة للشباب؟ نتمنى ذلك.

قد يعجبك ايضا