الفساد المالي والإداري أفقد المؤسسة حركتها خلال السنوات الماضية
تعد المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة بمحافظة ذمار إحدى المؤسسات التي أنشئت من أجل تحسين البذور ورفع مستوى إنتاجية المحاصيل الزراعية سعياٍ لتلبية احتياج السكان من الغذاء ومع أنها كذلك إلا أنها شهدت خلال السنوات الماضية انتكاسة حقيقية نتيجة تضخمين مالي وإداري الأمر الذي كان كفيلاٍ بجنوح عديد من المزارعين لبيع المحاصيل في السوق السوداء.
ولاستجلاء الحقيقة أكثر ومعرفة الكيفية التي تسير بها المؤسسة عملها في ظل قيادتها الجديدة وكذا الإنجازات التي استطاعت تحقيقها والصعوبات التي تواجهها كانت لنا هذه الوقفة مع المهندس عباد محمد العنسي مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة والذي تحدث في البداية قائلاٍ :
تبذل إدارة المؤسسة جهوداٍ كبيرة من أجل الارتقاء بأدائها وذلك من خلال الإصلاحات التي تم اتخاذها في الجوانب المالية والإدارية والفنية حيث استطعنا خلال السبعة الأشهر الماضية تحقيق العديد من الانجازات خاصة على المستوى الفني حيث تمكنت المؤسسة من إنتاج ثلاثة أصناف قمح تنتج أكثر من 5.5 طن/للهكتار ترفع من الإنتاجية في وحده المساحة بنسبه 30 ـ 35% إضافة إلى ان العمل مازال جاري لإنتاج ثلاثة أصناف تصل إنتاجيتها ما بين 8 ـ 11 طناٍ للهكتار وتأهيل مزرعتي قاع شرعه والجرابح وأيضاٍ تأمين دعم مالي للمؤسسة بمبلغ يقدر بـ450 ألف دولار من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومشروع الأشغال العامة وغيرها من الإنجازات.
تحفيز المزارعين
وحول الدعم الذي تقدمه المؤسسة للمزارعين قال : يتم دعم المزارعين وذلك من خلال توفير البذور والأسمدة بصورة قرض يتم خصمه نهاية الموسم, بالإضافة إلى انه يتم الإشراف والمتابعة على تنفيذ عمليات الإنتاج للبذور وتقديم المساعدة في مكافحة الآفات والأمراض في حالة الإصابة أيضا التفتيش الحقلي ومتابعة نمو المحصول وتقديم خدمة الحصاد الآلي للبذور بسعر تشجيعي والقيام بتعبئة ونقل البذور الخام من حقول الإنتاج للمخازن وشراء البذور الخام المنتجة بأسعار تشجيعية.
وأضاف : إن الدعم المقدم للمزارع بلغ 50% وذلك من أجل تحفيز المزارعين الذين عانوا كثيراٍ في السنوات الماضية من الإهمال الأمر الذي جعلهم يبيعون البذور في السوق السوداء وهو الحاصل فعلاٍ في محافظه إب من قبل سماسرة وقد تم أحاله المتسببين إلى نيابة الأموال العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة.
خطوات عديدة
عن الخطوات التي قامت بها المؤسسة للحفاظ على جودة وإنتاج البذور يقول : هناك العديد من الخطوات التي اتخذتها المؤسسة للحفاظ على جودة وإنتاج البذور وتتمثل في اختبار وتقييم وصيانة الأصناف علماٍ أن هذا النشاط كان متوقف منذ عام 2010م, الأمر الذي أدى إلى تدهور إنتاجية الأصناف وانتشار مشكلة البذور المخلوطة بالرغم من اعتمادها ميزانية سنوية لها من قبل وزارة المالية مبلغ أربعه ملايين ريال ولكن نتيجة عدم استخدام هذه المبالغ خفضت الميزانية إلى مليوني ريال في العام الماضي, وبما أن تقييم وصيانة الأصناف من أهم الأنشطة التي تحافظ على جودة البذور وإنتاج بذور عالية الإنتاجية قمنا بإعادة تفعيل هذا النشاط مطلع العام الحالي وحالياٍ العمل جار على اختبار وتقييم وإكثار ( 27) صنفاٍ منها (6) أصناف مدخلة و(21) صنفاٍ محلية.
مزارع مغلقة
وفيما يتعلق بالمزارع التي تم إغلاقها تحدث المهندس عباد العنسي بالقول : للأسف لدينا العديد من المزارع المغلقة ويعود سبب إغلاقها إلى سوء الإدارة منها على سبيل المثال مزرعة الجرابح والتي كانت شبه موقفه وتدب فيها الفوضى الإدارية حيث بلغت نسبة الزراعة فيها خلال العام الماضي 10% فقطلذا قامت إدارة المؤسسة بتغيير الطاقم الأساسي للمزرعة كاملاٍ وإحالة الملف إلى نيابة الأموال العامــة بالإضافة إلى أنه تم تزويد المزرعة بحراثتين جديدتين وإصلاح أخريين ومضخــة كما تم القيام بتجهيز المزرعة للموسم الحالي الذي بدأ منتصف شهر أغسطس الماضي, حيث تمت حراثة المزرعة وإصلاح قنوات الري فيها وتم البحث عن تمويل لإنشاء قنوات تحويلية للمزرعة ثانيةوتم إقرار تمويل إنشاء هذه القنوات من مشروع الأشغال العامة بمبلغ تقديري (150) ألف دولار ووفق دراسة أعدها مختصو المشروع الوطني للري تم تأمين (570) متراٍ مكعباٍ جبون لعمل مناسح ثانية للمزرعة وان شاء الله سيتم تركيبها عند توفر الإمكانيات.
ويضيف: بالنسبة لمزرعة قاع شرعه هي الأخرى كان الوضع فيها متردي فشبكة الـري فيها معطلة ونسبة الإنتاج خلال العام لم تتجاوز ( 21 ) طن إلا أننا قمنا بإعادة تشغيلها خلال الموسم الشتوي, وتمكنا من زراعة (6) هكتارات وكان الإنتاج (27) طن بذور نقية وخلال الموسم الحالي تمت زراعة ثلاثة محاور بمساحة( 45) هكتاراٍ, ونتوقع أن يتم حصاد ما بين (100 – 120) طن بذور قمح.
نتائج واضحة
وعن عملية سير إنتاج بذور القمح قال : يوجد لدينا فرعين لإنتاج البذور وهما فرع سيئون وفرع المرتفعات ولكن كانت عملية الإنتاج تسير بشكل جيد بفرع سيؤن فقط وذلك من الناحية الفنية وكذا جودة البذور من حيث الحجم والتجانس وأيضا التعاقد في مساحات كبيرة والعمل بصورة اقتصادية أما فرع المرتفعات الوسطى فقد كانت البذور التي ينتجها الفرع تتسـم بنسبة الخلط في البذور عالية ولم نجد أي معلومات حول ذلك ونسبة الفاقد بلغت 12% ولم يكن هناك أي نوع من أنواع التفتيش الحقلي وكان يتم شراء البذور من تجار ومزارعين غير متعاقدين حيث تم شراء (80) طن في شهر سبتمبر من العام الماضي وحالياٍ وضع المزرعة جيد وذلك من خلال تفعيل دور التفتيش الحقلي بهدف التخلص من الخلط وتخفيض نسبة الفاقد والحصول على بذور عالية الإنتاجية وكانت نتائج ذلك واضحة في نسبة النقاوة والفاقد.
خارج إطار المهام
وحول الجانب الإداري للمؤسسة تحدث مدير عام المؤسسة قائلاٍ : للأسف الشديد كان العمل في المؤسسة محصور على كوادر معينةحيث كان عدد المهندسين والفنيين فيها (35) منهم (19) مهندساٍ فقط والبقية منهم في منازلهـم, أما ما يتعلق بإدارة المراجعــة الداخليــة فقد كان عملها خارج إطار مهامها القانونية حيث لم يكن هناك مراجعة دورية على الفروع والمزارع و لا توجد أي معلومات موثقة لدى المؤسسة يمكن العودة إليها وأيضا إدارة المزارع والفروع كانت تعمل وكأنها مستقلة عن الإدارة العامة, لذا قمنا بإعادة جميع الكــوادر الفنية والإدارية المؤهلــة للعمل وتوزيعهم على الفروع والمزارع وتم استيعاب (14) مهندساٍ وفنياٍ و(4) من الكوادر الإدارية كما تم رفد الكـوادر الفنية بعدد ( 4) مهندسين وذلك لتفعيل عملية التفتيش الحقلي بالإضافة إلى تفعيل دور العديد من الإدارات منها إدارة تقييم الأصناف والصيانة الاتصال والتوثيق الميكنة والمراجعـة الداخليــة.
ويضيف : ونظراٍ لضعف الكـادر الفنـي وغياب المعلومات وعدم وجود رؤية مستقبلية أو سياسة وطنية للبذور فقد تم التواصـل مع منظمــة الأغذيــة والزراعــة (الفـــاو) وتم الحصول على دعم بمبلغ (304) آلاف دولار لإدخال نظام TCP كما يجري العمــل لإعـادة نشاط فرعين هامين هما : فرع المرتفعات الجنوبية وفرع المرتفعات الشرقية بدءاٍ من العام القادم نظراٍ لشحة الإمكانيات الماليــة.