أول يمني يجتاز امتحانا دوليا لمتذوقي القهوة


كلنا نشرب القهوة لكن من منا يتذوقها للأسف لا أحد في أقدم البلدان التى زرعت البن يجيد هذه المهنة العالمية التى تثير الضحك لدينا بدل أن تثير الرغبة في التعلم لفن تذوق القهوة .
مختار الخنشلي سجل اسمه الأسبوع الفائت كأول يمني يجيد تذوق القهوة باعتراف دولي عبر شركة بوت الاستشارية المختصة بالبن– وحتى ينال هذا الاعتراف كان عليه أن يتجاوز مراحل وامتحانات وأن يدرب ويطور قدرته على التذوق والتفريق بين الأنواع المختلفة للقهوة ودرجات جودتها ومكوناتها .
تبدو هذه المهنة سهلة والالتحاق بها لا يجدي اقتصاديا مع أنها في الحقيقة واحدة من أهم الأعمال التى تساعد أي دولة على النهوض بزراعة وصناعة البن وهو ما تدركه وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر التابعة لصندوق التنمية الاجتماعي التي تتولى تغيير مستقبل زراعة البن من خلال برامجها في سلسلة القيم والتي كان من بينها تدريب متذوقي القهوة.
الخنشلي الذي وصل الى مستوى متقدم في التذوق وكما قالت فائزة السليماني من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة فإن مختار الخنشلي اجتاز آخر اختبار ليصبح أول متذوق بن يمني وفقاٍ للمواصفات العالمية من شركه بوت الاستشارية للبن في أمريكا- ليصبح أول يمني يتقن هذه المهارة النادرة والتي تعتمد عليها كبرى الشركات المستوردة للبن وصوله إلى هذا المستوى يدعو إلى الفخر .
ومن خلال متابعة بسيطة يمكن رؤية الخلل في تدهور التجارة اليمنية في مادة البن يتضح أن السبب هو عدم الاهتمام بمسايرة العصر وتطوير الأداء للوصول إلى أسواق العالم ويبرز القصور في الشركات المحلية التى تحاول الخروج إلى أسواق بعيدة دون أن تعد كادرها جيدا فتواجه المشاكل في طريقها ولا تعثر حتى على أشخاص يعرفون جيدا أن الكميات المعدة أصبحت مؤهلة ويعتمدون على خبرات بسيطة لا تضمن لهم الثقة التى يحاولون الوصول اليها .
ورغم أن اليمن أقدم أرض عرفت البن وزرعته على قمم الجبال وبطون الوديان إلا أنها لم تؤهل الكادر البشري القادر على تحديد احتياجات الآخرين مما نزرع .
ومنذ أشهر كان علي الديواني ضابط مشروع البن في الوكالة يشرح لمتذوقي القهوة في اليابان قصة المادة التي يتذوقونها والقادمة من أرض مجهولة لديهم وقال الديواني لم يعد المتذوق الأجنبي مهتماٍ فقط بجودة البن بل أصبح لديه اهتمام جديد هو القصة التي يحملها البن أو ما يعرف برحلة البطل .
تشجيع
وفقا لوسام قائد رئيس وكالة تنمية المنشآت فالاهتمام لم يقتصر بإعداد المتذوقين بل انطلق من سياسة مكتملة في تشجيع زراعة البن وتقديم أفضل الطرق والوسائل للمزارعين ليتمكنوا من زراعة أفضل محصول من حيث الجودة والمذاق – وفيما يخص رحلة البطل التى يحرص المتذوق على الاستماع لها يقول وسام إن المستهلك الغربي وهو يرتشف كوب القهوة يفضل أن يكون ما يشربه نتاج لسلسلة أحداث تجيب على أسئلته من أين جاء هذا البن وكيف تزرع أشجاره وكيف تسقى ومن يقوم بقطفها وهكذا أي أنه يريد أن يفهم الرحلة الكاملة لما يتذوق ولدى البن اليمني رحلة تستحق أن تروى وتعلق في ذهن من يسمعها وتبدأ الرحلة عندما تكون بذرة لا ترمى في غابات زراعية كما يحصل في معظم الدول بل توضع بعناية في إحدى المدرجات المنحدرة وتنطلق في نموها وتمسكها بالأرض المعلقة .
أشهر متذوق
وحتى نعرف القيمة التى وصل اليها معنى وأهميه متذوق القهوة تكفي هذه المعلومة فقد أمنت شركة “كوستا كوفي” الايطالية على لسان متذوق إيطالي شاب مختص بالقهوة بأكثر من 13 مليون دولار.
وتم التأمين على لسان جيناروبيليسيا بهذا المبلغ لدى شركة لويدز لأنه يرجع إليه الحكم على جودة القهوة .
وقال المتحدث باسم الشركة لويدز بروكر إن “جينارو يتذوق عينة من كل شحنة قهوة خام تصل إلى الشركة قبل تحميصها وشحنها إلى مخازنها المنتشرة في كل مكان ويقرر جودة الطعم وإن كانت صالحة للبيع أم لا .
وأضاف أن “براعم ذوق الخبير في تذوق القهوة بأهمية الحبال الصوتية للمغني والسيقان لعارضة الأزياء”
وتقول المعلومات إن هذه أهم بوليصة تأمين تتم لشخص واحد”.
من جهته قال الذواق بيليسيا والذي يعتبر أشهر ذواق للقهوة في العالم إن خبرته التي تمتد لـ 18 سنة خولته التفريق بين آلاف نكهات القهوة.
وأضاف أن براعم الذوق في مهنتي وكذلك مهاراتي الحسية مهمة جداٍ وهي تتيج لي معرفة ما إذا كان هناك أي عطل في المنتجات .
وتعمل شركة “كوستا كوفي” التي تبيع حوالي 108 ملايين كوب من القهوة في العالم سنوياٍ على مضاعفة أرباحها وإيجاد أسواق إضافية لها .
تدفع كل هذه المبالغ لتأمين لسان تعتبره الشركة بوصلة تحدد وجهتها بينما نحن لانمتلك هذه المهارة وإن وجدت فلن يحصل صاحبها إلا على اللوم والتأنيب على تقصيره في عمله وسيذكره رب العمل أن الكثيرين يتمنون الحصول على عمله وأنه يشفق عليه حتى لا يذهب باحثا عن فرصة عمل .

قد يعجبك ايضا