كيف تتخلص من أعراض الحزن والاكتئاب¿

محمد عبدالمجيد الجلال –
يتعرض الإنسان في حياته لكثير من المواقف والمشاكل التي تصنع له حالة من الحزن والضيق وهذا أمر طبيعي جدا مع متغيرات وتقلبات الحياة التي قد تواجه أي فرد منا وتساهم في تغيير حالاته من سعادة إلى حزن أو العكس.
لكن البعض يفشل في تجاوز هذه الصعوبات التي تواجهه في وقتها الطبيعي حتى تتراكم عليه فتصبح أشبه بحالة الحزن المستمرة أو العميقة حتى بعد انقضاء السبب الذي دعا إلى ذلك وهي تختلف من شخص إلى آخر وتزداد في الغالب لدى الأشخاص العاطفيين بطبيعتهم حيث يكون مدى تؤثرهم أكبر بكثير, فيصبح مقدار الحزن الذي يصيبه مبالغا فيه وغير مسبب بسبب وهو ما يسمى في علم النفس (الحزن المصطنع) والذي يصيب الشخص وفق أجواء وظروف معينة تساهم في شعوره بالضيق رغم عدم وجود سبب آني لها فيقوم باستحضار أفكاره السلبية يتذكر إخفاقاته والمواقف التعيسة التي مر بها وكل ما يمكن أن يساهم في تعزيز حالة الحزن التي يعيشها حتى يخلق لنفسه سببا لذلك.
وأهم أمرين يساهمان بتعزيز هذه الحالة هما (الفراغ) و (العزلة) :
أولا: فغالبا ما تجد من يعاني من الاكتئاب وعسر المزاج يملك الكثير من وقت الفراغ الذي يسمح له باستحضار ماضيه السلبي والتباكي عليه فلن تجد أي شخص مشغول في أغلب ساعات يومه يتعرض لهذه الحالات لأنه منهك في عمله منشغل في وقته الحالي فتغلب عليه الإيجابية والتفكير بالمستقبل لا وقت لديه للتفكير بالماضي وبما ألم به أو فشل في تحقيقه.
ثانيا: الوحدة أو العزلة عن الناس والأصدقاء وهي تكون أكثر وضوحا وظهورا في ساعات الليل المتأخرة التي يصحبها غياب الأهل والأصدقاء بسبب النوم فتساهم هذه الساعات التي يقضيها الشخص وحيدا بتعزيز هذه المشاعر الحزينة التي تتغلغل بداخله بصورة أكبر خاصة وأن سكون الليل والهدوء يساعد كثيرا بزيادة التأثر.. حيث كثير من هؤلاء يسألون لماذا تقل أو حتى تختفي هذه الأحاسيس السلبية مع ساعات الفجر الأولى¿ وهذا ما يؤكد بأن ما كان يشعر به ما هو إلا نتيجة تكون هذه الظروف التي ساهمت بإصابته بالحزن المصطنع الذي تحدثنا عنه والذي أتى بلا سبب حقيقي يستدعي ذلك.

قد يعجبك ايضا