في مارس 2015، أُطلق العدوان على اليمن بإعلانٍ من واشنطن، حيث تحولت السعودية إلى أداة لتحقيق أطماع إسرائيلية وأمريكية تهدف لإخضاع اليمن وكسر إرادة شعبه. الآن، ومع اقتراب الذكرى العاشرة لهذا العدوان، يبقى اليمن صامدا، يواجه أعنف حملة عسكرية وحصار خانق، رافضا أن يركع أو يتخلى عن مبادئه.
منذ البداية، كان الهدف واضحا: إخضاع اليمن وإذلاله باستخدام الغارات الجوية المدمرة والحصار الذي يهدف إلى تجويع شعبه وكسر إرادته. لكنه أثبت أن إرادة الحرية أقوى من أي قوة تملك السلاح أو تسعى للإذلال.
واجه اليمنيون العدوان بإيمان راسخ، وبصيرة نافذة، وتوكل صادق على الله. ولم يكتفوا بالدفاع عن أرضهم، بل قلبوا موازين القوة التقليدية، وأثبتوا للعالم أن الشعوب المؤمنة بقضيتها لا تُهزم، مهما كانت قوة العدوان وأدواته.
ومع عجز التحالف السعودي-الأمريكي عن تحقيق أهدافه، دخلت إسرائيل على الخط بغارات مباشرة، محاولة نيل ما عجز عنه وكلاؤها. لكنها كحلفائها أخطأت التقدير. فأكثر من نصف مليون غارة جوية، استهدفت كل زاوية من أرضه، ظل اليمن صامدا، يحوّل الألم إلى قوة يصنع انتصارات تلو الانتصارات.
في هذا السياق، تستمر الولايات المتحدة في تقديم الدعم المطلق لإسرائيل، ليس فقط بالسلاح، بل أيضا بالغطاء السياسي، مما شجع على ارتكاب المزيد من الجرائم في غزة واليمن. هذه الشراكة تعكس استراتيجية قائمة على تقويض استقرار المنطقة بأكملها، وتحويلها إلى ساحة مفتوحة للصراعات.
ورغم ذلك، يظل اليمن يبعث برسالة قوية: نحن ثابتون في مواقفنا؛ الدفاع عن اليمن واجب وطني، ونصرة غزة مسؤولية الأمة كلها. جسد الشعب اليمني، بتضحياته العظيمة هذا الإلتزام ليؤكد أن القضايا العادلة لا تُباع ولا تُشترى، وأن المبادئ لا تخضع للمساومات أو الإملاءات.
مع دخول العدوان عامه العاشر، يظل اليمن شاهدا حيا على أن الإيمان بالقضية والتمسك بالحق لا يُهزم مهما بلغت قسوة العدوان. فالشعب اليمني ليس مجرد رقم في معادلة القوة، بل درس خالد بأن الكرامة والحرية لا تُنتزعان من شعب يثق بنصر الله، ويتحرك على طريق العزة والكرامة.