شهود الزور في الإعلام

أحمد يحيى الديلمي

أحمد يحيى الديلمي

كنا نعتقد أن التطور الكبير في الإعلام سيُحدث نقلة نوعية في أذهان البشر ويحقق الأهداف التي كان الناس يتطلعون إليها منذ زمن إلا أن الواقع أثبت خلاف ذلك ، خاصة عند الاستخدام السيئ لهذه الوسائل ، وكما قال أحدهم وهو يشاهد قنوات الجزيرة والحدث الأكبر والعربية «لانزال نشاهد قناة الـ (بي بي سي) البريطانية لا كما عهدناها ولكنها تبث بأسلوب متدنٍ جداً تعتمد التوظيف غير السوي لكي توصل رسائل استفزازية للأطراف المستهدفة ، ومع أنها تعود في الأصل إلى الوسيلة الأم ممثلة في هيئة الـ(بي بي سي) إلا أنها لم تتقن الدور الذي تقوم به ، أو أن طبيعة وجود هذه القنوات الممولة خليجياً اقتضى أن تكون على هذا المستوى من التدني، والبث غير المسؤول الذي يتعمد إثارة الفتن والقلاقل واستقطاب الحروب بشكل سمج وكأن الهدف تمزيق الصفوف وخلق حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة العربية التي يسمونها بالشرق الأوسط ، هذا هو حال قنوات الزيف والبهتان والدفع المسبق ، البعض يقول إنها تعكس سياسة دول الخليج لكن حينما تستمع  إليها تجد أنها تخدم الصهاينة أكثر مما تخدم دول الخليج ، وكأن من يخططون للحرب الناعمة استطاعوا أن ينفذوا إلى رؤوس القائمين على هذه القنوات بمعنى الحداثة والأفكار المتقدمة ومحاولة اللحاق بالركب الحضاري تحت مسمى السبق الصحفي ، فهذا السبق دائماً ما يؤدي إلى إبراز أخبار الصهاينة والأمريكان ونقل كل ما يخص المنطقة وخاصة دول الخليج إلى الدرجة الخامسة .

الأدهى والأمر أن من يسمونهم محللين سياسيين أو اقتصاديين أو.. أو.. إلخ، أحاديثهم تبعث الكآبة في النفوس لما تشتمل عليه من كذب وخداع ودس ، لأنهم مجرد موظفين كل همهم الحصول على مبلغ 200 دولار التي  تمنحها القناة لكل شخص عربي ، أما غير العربي فيستلم 400 دولار ، أنظروا إلى التباين الكبير والتمييز في العطاء، فالعربي لا يأخذ إلا نصف ما يأخذه الأجنبي ، وهذا هو المعيار الذي يتم التعاطي به في كل الجوانب الحياتية للأسف الشديد ، المهم أن هؤلاء المحللين يمارسون حالة من التهويل والإرجاف خاصة إذا تعلق الأمر بقدرات العدو الصهيوني أو الجانب الأمريكي أو الغربي بشكل عام ، صحيح أن قدراتهم كبيرة لكن المحللين يحاولون تثبيط الهمم والتأثير على عقلية المستمع العربي بإيعاز خطير يجعل من يتابع مثل هذه التحليلات يُدرك أن هؤلاء الأشخاص مجرد أدوات تابعة لأجهزة مخابرات دولية أو أنها تُلقن مسبقاً من قبل نفس المخابرات عبر القناة التي تطل من خلالها بما تقوله ويتحول الجميع إلى ببغاوات يُرددون ما يملى عليهم ، ولا يترددون في هذا الجانب عن ابتداع واختلاق أخبار لا وجود لها إلا في نفوسهم أو في ذاكرة القناة التي يتعاملون معها، وكأنه لا يكفي أن القناة نفسها تمارس الزيف والبهتان واختلاق الأحداث الوهمية خدمة للمشروع الصهيوني الواسع ، بل يضيفوا إلى ذلك أشياء أكثر قتامة ويتحدثون بنزعات قذرة تحمل الحقد والكراهية للآخرين ، وإن كانوا في الواقع ليسوا كذلك كما نعرف بعضهم ، إلا أنهم مثلما قلنا في حالة التلقين المسبق يرددون ما يملى عليهم وهذه هي المشكلة!! .

* فضيحة الحدث الأكبر

انتقل إلى رحمة الله الأسبوع الماضي الشاب الخلوق المهندس عبدالحليم عبد الرحمن حمود هاشم ، وشاركنا في تشييعه مع الكثيرين لأن الولد كان محبوباً والناس كلهم على علاقة متميزه معه ، وقد توفي بسكتة قلبية مفاجئة أثناء خروجه للعمل دون أي مقدمات أو مرض سابق ، لكن المُخزي والمُضحك معاً أن قناة الحدث الأكبر في مساء ذلك اليوم أوردت خبر قالت فيه «تمت اليوم تصفية القيادي الحوثي الكبير عبدالحليم عبدالرحمن هاشم في منطقة الضالع»، تخيلوا كيف وصلت الحقارة بهذه القناة حددت المكان والزمان ولم يُدرك القائمون على هذه القناة أن الشاب لا يعرف الضالع ولم ينزل إليها ولا علاقة له بالجهاد ، هو مهندس متخصص في الأجهزة الصحية وهو تخصص نادر كان للتو قد حصل على الوظيفة وباشر عمله وكان مسروراً بذلك ، إلا أن القدر عاجله وهذا يدعونا إلى الصبر والرضا والتسليم بقدرة الله سبحانه وتعالى ، لكنه يجعلنا نقول لقناة الحدث والقائمين عليها ( اللهم لا شماتة كيف وصل بكم الحال إلى اختلاق وتزييف الأخبار على هواكم وبالطريقة التي تتطلعون إليها بدون خجل أو حياء وهذه الصفات الأخيرة أتحدث عنها من باب حُسن النية مع أنها معدومة عندكم ولا وجود لها فأنتم تتخيلون الأحداث وترسمونها على هواكم وبحسب توجيهات أسيادكم الصهاينة ، اللهم لا شماتة ، (اللهم طهر ألسنتنا من الكذب وأعيينا من الخيانة وأعمالنا من الريال) والله من وراء القصد..

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا