محمد القعود

أبواب

 

يتأمَّلني باب الحكمة المضرّج بالعصور

ويتشمّمُ أيامي الشاردة،

بحثاً عن ندوب ضوءٍ

تتدلى من غصون العمر،

أو بقايا من ثمالات شجنٍ معتّقٍ

تبوح بما كان..

***

يتأمَّلني باب العمر المعشب بالآهاتِ،

وبحنانٍ أبويًّ يتلمسُ أوجاع أحلامي،

يمسح غبار تعبها

ويمنحها نافذة من بهجة

وأجنحة من الأمل..

ويوصيني خيراً بخطواتي القادمة

***

يتأمَّلني باب الصمت المثقل بالكهولة

ويحدّقُ في سيرة أصابعي

بحثاً عن معانٍ مهربةٍ

لفجرٍ ما زال يتلعثم في أبجديته،

ويتعثر في أول سطرٍ من لغة الحرية..

***

يتأمَّلني باب اللون المشوب بالحيرة

ويؤّول ما تغمغم به ظلالي

وما تدّخره من آفاقٍ غامضةٍ

ومن نوايا لم تتبرعم بعد..

***

يتأمَّلني باب الباب الموارب على اللاشيء،

ويتقرّأ ما يتركهُ هبوبي

على المدى..

من بروقٍ قلقةٍ

وأزمنة مخضرّة بالحب..

***

يتأمَّلني باب الحديقة بتوجس عميقٍ

وبحكمة تختزن حكمة الفصول

يتغاضى عن أغصاني

المتسلقة بستان الأنوثة..

***

يتأمَّلني باب البيت القديم

ويفتشُ ملامحي

بحثاً عن نكهة سكانه الغابرين،

وبحثاً عن نواياي

المثخنة بالغوايات..

***

يتأمَّلني باب المدينة المغلوب على أمره

ويتغابى عن خطاي

المثقلة بالريبة..

 

 

قد يعجبك ايضا