يتأمَّلني باب الحكمة المضرّج بالعصور
ويتشمّمُ أيامي الشاردة،
بحثاً عن ندوب ضوءٍ
تتدلى من غصون العمر،
أو بقايا من ثمالات شجنٍ معتّقٍ
تبوح بما كان..
***
يتأمَّلني باب العمر المعشب بالآهاتِ،
وبحنانٍ أبويًّ يتلمسُ أوجاع أحلامي،
يمسح غبار تعبها
ويمنحها نافذة من بهجة
وأجنحة من الأمل..
ويوصيني خيراً بخطواتي القادمة
***
يتأمَّلني باب الصمت المثقل بالكهولة
ويحدّقُ في سيرة أصابعي
بحثاً عن معانٍ مهربةٍ
لفجرٍ ما زال يتلعثم في أبجديته،
ويتعثر في أول سطرٍ من لغة الحرية..
***
يتأمَّلني باب اللون المشوب بالحيرة
ويؤّول ما تغمغم به ظلالي
وما تدّخره من آفاقٍ غامضةٍ
ومن نوايا لم تتبرعم بعد..
***
يتأمَّلني باب الباب الموارب على اللاشيء،
ويتقرّأ ما يتركهُ هبوبي
على المدى..
من بروقٍ قلقةٍ
وأزمنة مخضرّة بالحب..
***
يتأمَّلني باب الحديقة بتوجس عميقٍ
وبحكمة تختزن حكمة الفصول
يتغاضى عن أغصاني
المتسلقة بستان الأنوثة..
***
يتأمَّلني باب البيت القديم
ويفتشُ ملامحي
بحثاً عن نكهة سكانه الغابرين،
وبحثاً عن نواياي
المثخنة بالغوايات..
***
يتأمَّلني باب المدينة المغلوب على أمره
ويتغابى عن خطاي
المثقلة بالريبة..