–
متابعة/قاسم الشاوش
تحتضن العاصمة العراقية بغداد اواخر الشهر الجاري الدورة الاعتيادية الـ23 لانعقاد القمة العربية في ظل ظروف استثنائية تشهدها الساحة السياسية العراقية لا سيما في مجال الوضع الأمني الهش الذي يهدد انعقاد هذه القمة التي ينظر إليها على أنها أول ظهور لبلاد الرافدين على الساحة الاقليمية بعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي في ديسمبر الماضي حيث تسعى الحكومة العراقية جاهدة لإيجاد استقرار أمني يمكنها من استضافة هذه القمة.
ومع تصاعد حدة العنف في العراق من جديد يشعر العراقيون بالقلق الشديد مقروناٍ بمخاوف من عدم قدرة حكومتهم على توفير أجوا أمنية مناسبة لانعقاد القمة العربية التي يتزامن موعدها هذا العام مع متغيرات كبيرة في المنطقة جعلتها في حالة اضطراب.
ويوحي تصاعد العنف في العراق بأن هناك اطرافا داخلية أو خارجية تسعى لتعطيل عقد القمة العربية في بغداد فموجة العنف زادت وثيرتها في الأسابيع الأخيرة لتضم مختلف المدن العراقية.
قتل 45 شخصا على الاقل واصيب حوالي 190 بجروح في هجمات استهدفت 14 مدينة في العراق الثلاثاء قبيل انعقاد القمة العربية في بغداد المقررة في 29 من الجاري.
وافادت مصادر امنية ان حوالي 20 هجوما بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة استهدفت 14 مدينة في العراق قبل اسبوع من انعقاد قمة الجامعة العربية. وقررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي من الاحد المقبل 25 مارس حتى الاول من ابريل ما يجعل البلاد في وضع شبه معطل لحين انعقاد القمة.
ويرى بعض المراقبين أن هذا القرار جاء نتيجة تذمر بين المواطنين اثر زيادة الاجراءات الامنية التي بدأت منذ ايام لتأمين نجاح انعقاد القمة وسببت زحامات مرورية خانقة.
ففي بغداد اعلن مصدر في وزارة الداخلية عن مقتل اربعة وجرح ثمانية بينهم ضابط في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في منطقة العلاوي (وسط)” مشيرا إلى ان الانفجار وقع حوالي السابعة صباحا.
وفي هجوم اخر قال مصدر في الداخلية ان ثلاثة من حراس كنيسة مارتوماس في منطقة المنصور (غرب) قتلوا في هجوم مسلح قرب الكنسية.
كما اعلن المصدر ذاته عن وقوع انفجار بسيارة مفخخة مركونة داخل مرآب للسيارات يقع مقابل مبنى وزارة الخارجية في منطقة الصالحية (وسط).
واكد مقتل ثلاثة اشخاص وجرح تسعة آخرين ووقوع اضرار مادية في المباني المجاورة.
ووقع الانفجار حوالي 10.15 صباحا وفقا للمصدر.
إلى ذلك اعلنت قيادة عمليات بغداد تفكيك ستة سيارات مفخخة واعتقال ارهابيين اثنين في مناطق متفرقة في بغداد.
وفي المحمودية (30 كلم جنوب) اصيب ستة اشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف المدنيين وفقا لمصدر في وزارة الداخلية.
وفي كركوك (240 كلم شمال) قال الرائد سلام زنكنة ان “سيارة مفخخة انفجرت حوالي الثامنة والربع صباحا عند مقر مديرية شرطة كركوك اسفرت عن مقتل 13 من عناصر الشرطة و50 جريحا بينهم 45 شرطيا”.
وادت إلى تدمير بناية واصابة شخص واحد بجروح.
وكشف قائد شرطة كركوك اللواء جمال طاهر بكر في وقت لاحق بان “الهجوم كان انتحاريا وتنظيم القاعد يقف وراءه.
ووقع الانفجار في وقت تجمع دوريات الشرطة بهدف تبادل المهام ما ادى إلى تناثر اشلاء الضحايا ومعداتهم على المنازل والمباني القريبة وفقا لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال نجاة زين العابدين الذي يسكن على مسافة قريبة من المكان “وقع الانفجار بشكل مفاجئ وتطاير الزجاج وتصاعدت سحب الدخان” مؤكدا “لم اشاهد اعنف من هذا الحادث”.
وقال محمد صبحي احد عناصر الشرطة اصيب بجروح في ساقه الايمن وهو يرقد في المستشفى “فقدنا رفاقنا في الانفجار” مؤكدا “لن انسى ولن يفارقني صوت صراخهم”.
وفي كربلاء (100 كلم جنوب) اعلن المتحدث باسم شرطة المدينة عن انفجار عبوتين ناسفتين عند مطعم ومرآب للسيارات شمال المدينة.
بدوره اشار المتحدث باسم دائرة صحة كربلاء جمال مهدي إلى “تلقي 13 جثة بينها خمسة لزوار ايرانيين و48 جريحا بينهم ستة ايرانيين اضافة إلى نساء واطفال”.
وفي الحلة (100 كلم جنوب) قال حيدر الزنبور مسؤول اللجنة الامنية في محافظة بابل ان “شخصين قتلا واصيب 31 اخرون بجروح بانفجار سيارة مفخخة في شارع تجاري وسط الحلة”.
واكد الطبيب علي محمد من مستشفى الحلة الحصيلة ذاتها.
وفي الرمادي (100 كلم غرب) اعلن ضابط في الشرطة برتبة رائد “مقتل شخصين واصابة 11 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدف دورية للجيش وسط المدينة”.
واكد مصدر طبي في مستشفى الرمادي العام تلقي ضحايا الانفجار وكونهم من المدنيين.
كما اعلن المتحدث باسم مجلس المحافظة محمد فتحي تعرض موكب المحافظ (قاسم محمد عبد) إلى هجوم بانفجار سيارة مفخخة حوالي الحادية عشر صباحا ادى إلى اصابة اثنين من المارة بجروح” مؤكدا “نجاة المحافظ من الهجوم”.
وفي الموصل (370 كلم شمال) اصيب جنديان ومدني بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة شرق المدينة.
وفي هجوم اخر اغتال مسلحون مجهولون شخصا امام محله التجاري في حي الكرامة (شرق) وفقا لضابط في الشرطة برتبة ملازم.
وفي قضاء طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين اعلن عقيد في الشرطة عن اغتيال عضو المجلس المحلي للقضاء (ياسين حبوش) بهجوم مسلح استهدف موكبه صباح أمس الثلاثاء.
وفي هجوم اخر اعلن المقدم خالد البياتي مدير شرطة قضاء الطوز مقتل شخصين بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي وسط الطوز”.
كما قتل شخص بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي جنوب شرق مدينة تكريت (160 كلم شمال) وفقا لمصدر في الشرطة.
وفي ناحية داقوق جنوب كركوك اعلن المقدم في الشرطة نجاة علي اصابة عشرة اشخاص وتدمير نحو ستين منزلا بانفجار شاحنة مفخخة عند قرية طوب زاوة التابعة للناحية التي تقطنها طائفة الكاكائية وهي اقلية كردية عقائدية.
ويرى الشيخ عاصي الكاكي زعيم الطائفة ان “الاستهداف جاء لسببين هو حبنا للامام علي وثانيا استعدادنا لممارسة طقوسنا للاحتفال باعياد نورز حيث يتوجه الكاكئيون للاحتفال بنوروز واشعال النيران اليوم الاربعاء”.
وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق) قال الملازم محمد الكرخي من الشرطة ان “خمسة اشخاص اصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة بعقوبة الجديدة وسط المدينة”.
وفي مدينة بيجي (200 كلم شمال) اعلن ضابط في الشرطة “اصابة خمسة اشخاص بينهم اربع معلمات بانفجار عبوة لاصقة على سيارة مدنية صباحا”.
وفي سامراء (120 كلم شمال) قال عقيد في الشرطة ان اثنين من المدنيين اصيبا بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف المدنيين في الحي الزراعي وسط سامراء”.
إلى ذلك اصيب شرطي ومدني بجروح بانفجار سيارة مفخخة في الضلوعية (100 كلم شمال) وفقا لمصدر في الشرطة.
ودان رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي الهجمات وقال انها “تهدف إلى افشال عقد المؤتمر الوطني والقمة العربية”.