“على بلاطة”

مالك المداني

مشكلتكم أنكم غارقون في الهوامش .
تائهون في الحاشيات .. عالقون في القبو المنسي!
السقف يوشك أن يقع على رؤوسكم لكنكم منهمكون باستبدال الستائر!!
الرجل يشير إلى الكارثة لكن أنظاركم على أصبعه!
هكذا أنتم .. لطالما كنتم ولطالما ستكونون!
تشخصنون الأمور .. تقزمونها .. تسيسونها ..
تلبسونها قبعات من صنيعتكم ثم تفتعلون الشجارات بسببها!
شيعي .. سني .. بعثي .. إخواني .. اشتراكي .. ناصري .. قومي .. علماني .. يساري .. يميني ،
وكأن أحداً يكترث!!
وكأن العالم مهتم بأنشطتنا الشخصية!!
تظنون أنكم أبطال الرواية وأن مصير الحبكة مرهون بخزعبلاتكم ؟!
إليكم الخبر السيئ .. لا أحد يكترث لأمركم!!
في الواقع أنتم خديعة لم ينخدع بها أحد .. غيركم!
لذا قبل أن يأتي أحد منكم للتنظير علينا وبدء الحوارات الغبية عليه أن يعرف موضوع النقاش!!
«الأمر لا يدور حول بشار الأسد أيها الحمقى»
كرروها ألف مرة .. علكم تفهموا!
الأمر كله، بأكمله، برمته يدور حول اسرائيل!
حول المصلحة الإسرائيلية، حول المشروع الصهيوني!
بشار الأسد طاغية، مجرم، سفاح ؟!
قوموا بإقتلاعه .. هشموا رأسه بمطرقة العدالة ، افعلوا ما شئتم .. لكن بالطريقة التي لا تخدم مصالح الكيان!
اطفئوا النيران ثم قوموا بإصلاح زجاج النافذة!!
الأمر نفسه بالنسبة لصدام حسين!
صدام كان طاغية، مجرم، سفاح !
تظنونه بطلاً ، لا يعوض ؟!
كذلك هو بشار في نظر غيركم!
لكن هذا لا يهم .. لقد اخبرتكم .. لا أحد يكترث!
ما يهم أننا نقف نفس الموقف .. من الجميع!
نرفض كل ما من شأنه أن يخدم المصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة!
صدام .. بشار .. عبود .. محمود .. لا فرق لدينا!
أما أنتم فقد فوتم آخر فرصة للعودة إلى مصاف الرجال!
لم يعد هنالك أي سبيل لإيقاظكم!
لقد امتزج الدم السني والشيعي في غزة.
خسرنا السنوار ونصر الله من أجل لم شتاتكم .
لكنكم إمعات .. تعودون إلى انحطاطكم عند كل منعطف .
اليوم الجيش الإسرائيلي يتوغل في الأراضي السورية.
بنيامين نتينياهو يهنئ العالم بسقوط النظام السوري.
الإسرائيليون يحتفلون بهذا النصر المؤزر.
وأنتم تواصلون التنظير!
تهذرفون خارج الدائرة .. بكل وقاحة!
تفضلوا حسم الجدال : «نحن لسنا مثلكم» .
نحن من سوء حظكم أصحاب مبدأ وقضية!
نعرف عدونا جيداً .. نعرف إلى أين نذهب ،
نعرف ما نفعل و نعرف كيف نفعل ونعرف ما لم نفعل!
كما نعرف الإمعات والرويبضات .
لذا في المرة القادمة .. حاولوا ألا تقحمونا في قذاراتكم الطائفية والحزبية!
وتذكروا جيداً .. لسنا مثلكم .

قد يعجبك ايضا