المفاوضات والتضليل الإعلامي

رغم الاتفاق في القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي على تمديد التهدئة في قطاع غزة لمدة 24 ساعة بناء على طلب مصر التي تستضيف تلك المحادثات بحسب البيان الرسمي وثبت أن الكيان الصهيوني يتعامل مع ما يسمى بالتهدئة كمدخل لشن حروب جديدة على غزة في سياق الحرب التي يقوم بها على الشعب الفلسطيني.
فبمجرد الاتفاق على تمديد التهدئة سرعان ما وجه رئيس وزراء العدو الصهيوني أوامره لوزير دفاعه بمعاودة الحرب على القطاع وكأن المفاوضات بحسب ما أثبتته التجارب السابقة ما هي إلا واحدة من الوسائل السياسية والدبلوماسية التي تلجأ إليها إسرائيل بذريعة السلام كغطاء للحروب المتكررة على الفلسطينيين لا سيما وهناك من يراهن على اتفاق طويل الأمد ويسعى إلى تكرار جولات التفاوض التي تسعى من خلالها تل أبيب إلى ترويض الأطراف الفلسطينية بمعاودة جولات الحروب وتكرارها حتى يتسنى لها تحقيق الأهداف العسكرية بالتزامن مع الأهداف السياسية.
وبالتالي حصر القضية الفلسطينية ووضعها في نطاق ثنائي مغلق يقوم على أساس جولات تفاوض متعددة تسفر عن تهدئة وراء تهدئة يكون عاقبتها كما حصل خلال التهدئة السابقة تكرار العدوان على الشعب الفلسطيني ومحاولته أن يرسم في أذهان الرأي العام العربي إغفال القضية المركزية خصوصا في ظل الحصار الشديد الذي تفرضه أطراف إقليمية ودولية على الشعب الفلسطيني وعلى حركات وفصائل المقاومة تحديدا.
وذلك أمر كاف لكي ينفذ الكيان اللقيط عدوانه ويصور حركات المقاومة وخاصة حماس على أنها مجموعة من الإرهابيين ومعه بذلك التسويق الخاطئ للسياستين الأوروبية والأميركية ناهيك عن بعض الصهاينة العرب الذين ينفذون أجندة واضحة ضد القضية الفلسطينية لا سيما لجهة بعض الوسائل الإعلامية التي تواصل تزييف الوعي الجمعي لكل المشاهدين وما تقوم به من أطروحات مضللة هدفها ذر الرماد على العيون وإيجاد مناخات ملائمة وأجواء مناسبة بغية تهيئة الأوضاع لكي يكرر جيش الاحتلال حروبه المستمرة على الشعب الفلسطيني.

وكأن فلسطين بحسب ذلك التضليل الإعلامي من قبل جوقة الناعقين يظهر بأنها قد تحررت من النهر إلى البحر وكيف تحررت من خلال اعتراف إسرائيل بالهزيمة ويدلل ذلك التضليل الأجوف بالمفاوضات وهو ما يعني بالتأكيد إضفاء مشروعية تخدم الكيان الصهيوني سياسيا وإعلاميا وتلك المشروعية تكمن بتكرار العدوان على خلفية أن إسرائيل انهزمت وما ذلك التسويق الإعلامي الزائف إلا خدمة لما يقوم به العدو ولا فرق بين من يقول ذلك وبين من يصف ثبات المقاومة وتصديها للكيان العنصري بأن تلك المقاومة تضم حركات إرهابية!! لا فرق بين من يقول ذلك وبين من يقول بأن إسرائيل هزمته.
فكلاهما مع اختلاف الوسائل والرؤى يمثلان أداة مكملة ومبررة للعدوان الإسرائيلي خصوصا عقب انقضاء الهدنة الأخيرة كررت قوات الاحتلال غاراتها الجوية على قطاع غزة ولم تدخر جهدا في الذهاب إلى المفاوضات أو ما يسمونه بالمحادثات غير المباشرة لكي تستخرج هدنة جديدة لمواصلة المباحثات العبثية ثم الاعتداءات المتكررة من قبل جيش الاحتلال في واقع تواجه من خلاله القضية الفلسطينية حصارا أشد مما واجهته في السنوات الماضية وهذا يتطلب بالتأكيد إعطاء الأولوية للمقاومة من أجل التفاوض والتفاوض من أجل المقاومة لأن الاحتلال لن يتوقف عن أعماله العدوانية وكذلك كطبيعة أي غزو وأي احتلال وظيفته الأساسية شن الحروب ومواصلة الاستيطان ثم الدعوات المتكررة إلى السلام أو التفاوض.

قد يعجبك ايضا