إنه زمن كشف الحقائق وسقوط الأقنعة بكل جلاء ووضوح، على مدى أكثر من عام وكيان العدو الصهيوني يغرق في غيه وإجرامه وتوحشه بحق أطفال ونساء غزة، مجازر وحشية، ومذابح وجرائم حرب ضد الإنسانية يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق أطفال ونساء غزة، على مرأى ومسمع العالم أجمع، وسط صمت وتخاذل وتآمر عربي وإسلامي غير مسبوق، رغم نداءات الاستغاثة وطلبات النجدة والعون والنصرة التي أطلقتها نساء غزة، ومعهن أطفال غزة ؛ إلا أن الخذلان كان سيد الموقف .
لم تحركهم مشاهد القتل والإبادة الجماعية، ولم يلبوا نداء الجهاد الذي أعلنته حركة حماس وكتائب عز الدين القسام وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية، ولا دعوات النصرة التي وجهها قادة حماس وقيادات دول محور المقاومة، فقد ظل وما يزال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام المجاهد أبو عبيدة ينادي في الأمة طالبا العون والمدد والنصرة، وكان يؤمل أن يجد من أبناء العروبة والإسلام من يسمع النداء، ويعمل على تلبيته، نصرة لغزة وفلسطين، لأكثر من عام والسواد الأعظم في حالة من السبات والغفلة وكأن الجهاد على غيرهم كتب، الجماعات التي كانت تتدثر بعباءة الإسلام وترفع راية التوحيد، ظلت في حالة من السكون طيلة العام المنصرم من العدوان والحرب والحصار على غزة، وفور دخول اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان حيز التنفيذ ظهرت هذه الجماعات بعد أن أعاد النتن ياهو نظام تشغيلها بتصريح واحد هاجم فيه القيادة السورية، حيث شنت تلكم الجماعات المدعومة من تركيا ودول الخليج ومن خلفهم كيان العدو الصهيوني والشيطان الأكبر، هجمات واسعة على حلب وإدلب وحماة وحمص، طاعة للنتن ياهو، ونصرة للكيان الصهيوني .
جماعات وكيانات بأسماء ومسميات متعددة من جنسيات مختلفة، هيئة تحرير الشام (القاعدة السوري )، حركة مهاجري أهل السنة في إيران (ايران)، كتيبة القوقاز (روسيا )، لواء الأوزبك (اوزبكستان )، الحزب الإسلامي التركستاني (الصين )، كتيبة المغاربة (المغرب)، جماعة الطاجيك (طاجيكستان ) ، جماعة الألبان (البانيا)، كتيبة الغرباء ( جنسيات مختلفة)، جماعة البلوش (باكستان) ، جماعة عتبة بن فرقد (إذربيجان ) كتيبة أبو يعقوب التركي (تركيا) وغيرها من الجماعات والتنظيمات التي أظهرت غيرتها وحميتها على تل أبيب وحنقها على دمشق لأنها وقفت دعما وإسنادا إلى جانب غزة ولبنان ، وهو الأمر الذي شكل مصدر قلق لها، وهي التي تتهمها بأنها تشكل خط الإمداد لجبهة لبنان التي أرقت مضاجع الكيان الصهيوني، وجعلته يعيش أسوأ الأيام على وقع الضربات الموجعة التي وجهها حزب الله، والتي دفعت هذا الكيان للاستنجاد بالأمريكي من أجل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار .
تحريك أذرع الصهيونية والموساد والاستخبارات الأمريكية الممولة من قبل دول البترودولار في هذا التوقيت، وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بحقيقة القاعدة والنصرة وأخواتهما من الجماعات التكفيرية وأظهرت هويتها الحقيقية وكشفت للعالم أجمع أن كل تلكم الجماعات عبارة عن جيوش غير نظامية تعمل لحساب أمريكا وإسرائيل ، ولا يمتون بأدنى صلة للإسلام والمسلمين ، ولم يعد بخاف على أحد بعد اليوم هذه الحقيقة التي لا ينكرها أو يتجاهلها سوى أولئك المؤدلجين حزبيا وطائفيا، والمأزومين نفسيا من الخونة العملاء الذين يرون في أبناء جلدتهم أشد عدواة من اليهود والنصارى، ولا يجدون أي حرج في التطبيع مع إسرائيل والتقارب معها، بل والتحالف معها ضد إخوانهم ممن يتشاركون معهم الانتماء والهوية العربية والإسلامية .
ومن المحزن جدا أن نشاهد ونسمع ونقرأ تلكم المواقف التي تصدر عن أنظمة ومكونات وقوى وشخصيات عربية إسلامية تحتفي بجرائم الجماعات التكفيرية في سوريا، ولا تتورع في الدفاع عنها، وتقديم التبريرات لها بكل جرأة ووقاحة، ظنا منها بأن إطلاق العنان لهذه الجماعات التكفيرية الإجرامية سيمنحهم النصر الذي عجزوا عن تحقيقه لأكثر من 11عاما، بل أنهم لا يدركون أن طاعتهم العمياء لأمريكا وإسرائيل ستجلب عليهم الوبال والخسران في الدنيا قبل الآخرة، وأن أمريكا وربيبتها إسرائيل ستتخلى عنهم كما تخلت عن الذين سبقوهم في مستنقع العمالة والخيانة والارتزاق، وأنهم اليوم يثبتون أنهم مجرد أدوات وبيادق بيد الأمريكي والإسرائيلي، وستكون عواقب خيانتهم وعمالتهم ويهودتهم وتصهينهم وخيمة جدا، ولن تنفعهم أمريكا وإسرائيل ولا تركيا والسعودية والإمارات والبحرين وغيرها من الدول المتحالفة مع كيان العدو الصهيوني وهم فقط من سيكتوون بنيران الجيش العربي السوري الذي لن يقف مكتوف الأيدي أمام إرهابهم وإجرامهم الوحشي، ومهما بلغ حجم الدعم والإسناد الممنوح لهم ؛ فإن الله سيخذلهم ويخزيهم ويرينا فيهم يوما أسود، وكما كان الجيش السوري لهم بالمرصاد طيلة السنوات التي مضت، فإنه سيكون لهم بالمرصاد اليوم، ولن تطول فرحتهم بالسيطرة على عدد من قرى الريف السوري، والأيام القادمة ستثبت لهم أنهم وقفوا في الجبهة الغلط، وأنهم باتوا شركاء في كل الجرائم الصهيونية في غزة ولبنان، وسيفضحهم الله اليوم في الدنيا، ويوم القيامة على رؤوس الأشهاد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .