أكثر من 35 خرقا صهيونيا لاتفاق وقف إطلاق النار خلال بضعة أيام: شهيدان وإصابة خمسة مواطنين بينهم طفل في غارات للطيران الإسرائيلي على جنوبي لبنان

 

الثورة / متابعة/ محمد هاشم

ارتكب جيش العدو الصهيوني عشرات الخروقات لاتفاق وقف اطلاق النار المبرم مع الجانب اللبناني
وبحسب الأخبار التي نشرتها الوكالة اللبنانية الرسمية للأنباء وبيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتكب العدو 35 خرقا في لبنان، حتى مساء الجمعة.
واستشهد وأصيب أربعة مواطنين لبنانيين، أمس، السبت في غارة صهيونية على بلدة رب ثلاثين بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن غارة شنتها طائرة مسيَّرة صهيونية، استهدفت بلدة رب ثلاثين بقضاء مرجعيون، ما أسفر عن سقوط شهيدين وجريحين، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع قصف مدفعي على البلدة.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق أمس، عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح في غارة للعدو الصهيوني على جنوبي لبنان في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي.
وذكرت الصحة اللبنانية، أن غارة للعدو الصهيوني استهدفت سيارة في بلدة مجدل زون، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح، من بينهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات.
يذكر أن اتفاقا لوقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، كان قد دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي، بعد عدوان صهيوني على الأراضي اللبنانية استمر لأكثر من عام، زادت وتيرته نهاية سبتمبر الماضي، ما تسبب باستشهاد وإصابة آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من مليون شخص عن جنوب البلاد.
وواصل جيش العدو الصهيوني خلال الساعات الماضية، انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار في بلدات بجنوبي لبنان، الموقع قبل أربعة أيام.
وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات جيش العدو، أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة في اتجاه بلدة مارون الراس، وعدد من أحياء مدينة بنت جبيل جنوبي لبنان، فيما حلق الطيران الصهيوني الاستطلاعي والمسيَّر فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط من الجنوب.
كما تعرضت أطراف بلدتي قبريخا ووادي السلوقي، لنيران رشاشات قوات جيش العدو، بالتزامن مع استمراره بإطلاق التهديدات لمنع الأهالي من الدخول إلى قراهم المتاخمة للخط الأزرق.
إلى ذلك سجلت حركة عودة النازحين إلى القرى الجنوبية لليوم الرابع ازديادا مستمرا، حيث وصلت النسب المئوية التقريبية لأكثر من 80 %، فيما لم تتجاوز نسب العودة إلى القرى الحدودية الـ10 %، وذلك بسبب الاستهدافات واعتداءات الكيان الصهيوني للعائدين، وعدم وجود منازل ومبان صالحة للسكن، بالإضافة إلى وجود مخاطر مخلفات الحرب وفقدان الحاجات الضرورية الملحة للعيش في تلك القرى.
من جهته اعترف الجيش الصهيوني أمس، بتنفيذ عمليات عسكرية في الداخل اللبناني.
وزعم الاحتلال في بيان أنه قصف بنى تحتية قرب الحدود اللبنانية السورية بعدما رصد نقل أسلحة إلى حزب الله،
وفي بيان نشره أمس السبت بحسابه على منصة “إكس”، قال جيش العدو: “هاجمت طائرات مقاتلة من سلاح الجو، بنى تحتية عسكرية بالقرب من معابر حدودية بين سوريا ولبنان.
وادّعى الجيش، أنه نفذ الهجوم “بعدما رصد نقل أسلحة إلى حزب الله من سوريا إلى لبنان، حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و823 شهيدا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبرالماضي، وفق بيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء الماضي.
في المقابل، قُتل 124 مستوطنا بينهم 79 جنديا، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة لتدمير كامل في شمال الكيان بفعل نيران صواريخ “حزب الله” منذ سبتمبر الماضي، وفق القناة الـ “12” وصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريتين.
بعد إعطابها لواء “جولاني “الإسرائيلي.. المقاومة تواجه “الجولاني التكفيري”
تشير جميع الشواهد الميدانية إلى أن الهجوم الذي شنته جماعات تكفيرية إرهابية قبل أيام، بقيادة النسخة السورية لتنظيم القاعدة، التي غيرت اسمها من “جبهة النصرة” إلى “هيئة تحرير الشام”، التي يتزعمها الإرهابي التكفيري ابو محمد الجولاني، الى جانب مجاميع مسلحة إرهابية وتكفيرية اخرى، على ريفي ادلب وحلب، رغم انه حقق بعض الاختراق على الجبهات، إلا أنه تم تضخيمه بشكل لافت، لتحقيق أهداف لم يستطع الهجوم تحقيقها ميدانيا.
لا يختلف اثنان على أن توقيت الهجوم وأسبابه وأهدافه، مرتبطة بشكل كامل بما جرى في لبنان، وما يجري في غزة، وفي كل المنطقة، لا سيما بعد فشل التحالف الأمريكي الإسرائيلي في تحقيق أي من أهداف عدوانهما في لبنان، الذي خرج من جنوبه “الجيش الذي لا يقهر”، مقهورا ذليلا منكسرا خائبا مهزوما، خاصة قوات النخبة فيه المعروفة بـ”لواء جولاني”، الذي تعرض لضربات فضحت الأسطورة الكاذبة التي كانت مرسومة حوله، حتى بات زعماء الكيان الإسرائيلي، سياسيين وعسكريين، يتحدثون عن ضرورة اتخاذ إجراءات وآليات لإعادة بناء جيش الاحتلال بعد الهزائم والنكسات التي تعرض لها على يد رجال نصرالله في لبنان، ورجال السنوار في غزة.
ولا يختلف اثنان أيضا على أن الجماعات التكفيرية الإرهابية بقيادة فرقة “الجولاني”، النسخة التكفيرية من “لواء جولاني” الإسرائيلي، ما كان لها أن تتمرد على مشغليها الأتراك، لولا وجود أوامر مباشرة من مشغليهم ، فالأتراك اتفقوا مع روسيا وايران، عام 2018م في مفاوضات استانا على اتفاقية عرفت باتفاقية “خفض التصعيد” في مناطق إدلب وحلب، والتي تنص على الحد من عمليات المجاميع التكفيرية التي تأتمر بإمرتهم، في مقابل وقف عمليات الجيش السوري ضد هذه المجاميع في إدلب، ومرّت ست سنوات على ذلك، إلا أننا شهدنا اليوم وبعد فشل العدوان الإسرائيلي على لبنان، هجوما يشنه هؤلاء الإرهابيون على حلب، شارك فيه الآلاف من الأجانب، مستخدمين أسلحة متطورة ومنها طائرات مسيَّرة زودتهم بها تركيا وفرنسا، بالإضافة إلى دعم جوي من جيش الاحتلال، حيث قامت طائرات مسيَّرة إسرائيلية بقصف تجمعات لحلفاء الجيش السوري في البوكمال على الحدود السورية العراقية.
الخبر الهام الذي تجاهلته وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والإسرائيلية والتركية وحتى العربية الممولة من الأنظمة الداعمة للمجاميع التكفيرية، هو استمرار وصول التعزيزات العسكرية للجيش السوري، وهي تعزيزات، رأى فيها المراقبون بأنها كبيرة جدا وتتجاوز الحاجة إلى حماية مدينة حلب وإبعاد المسلحين عنها، إلى احتمال أن يشن الجيش السوري هجوما واسعا لا ينحصر هدفه بطرد الإرهابيين من ريفي حلب وإدلب فقط.
وطرح المراقبون السياسيون، عددا من الأهداف التي تقف وراء هجوم المجاميع الإرهابية والتكفيرية على حلب في هذا التوقيت بالذات، منها:
-بعد هزائم الكيان الإسرائيلي وعرابه الأمريكي في لبنان وفلسطين واليمن والمنطقة، عادت أمريكا إلى استخدام ورقتها القديمة والمحروقة، ورقة الفتنة المذهبية، عبر تشغيل الجولاني وعصاباته التكفيرية، من أجل استنزاف محور المقاومة والجيش السوري، عسى أن تكون طوق نجاة للكيان الإسرائيلي، الذي غرق في وحل الهزائم، منذ أن عصف به طوفان الأقصى منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.
-تعمل أمريكا من خلال تنشيط الجماعات التكفيرية وعلى رأسها جماعة “الجولاني”، على مقايضة سوريا وقف الحرب إذا وافقت على تدويل الحدود مع لبنان لتضييق الخناق على المقاومة، لا سيما بعد أن تأكد للمحور الأمريكي أهمية “سوريا الأسد” في محور المقاومة، وإفشال مخططات أمريكا لتسيد الكيان على دولها، وهي أهمية أكد عليها القائد الشهيد يحيى السنوار في خطاب ألقاه في يوم القدس العالمي عام 2023م، عندما قال ما نصه: “إن الفضل في بناء المقاومة يعود لها ولدعم الجمهورية الإسلامية في ايران وإسناد سوريا الأسد وتطوير علاقتنا بحزب الله”.
-منع محور المقاومة وخاصة حزب الله، من أخذ قسط من الوقت للتحضير لأي منازلة قادمة، عبر استنزافه، من خلال جماعة “الجولاني”، في الوقت الذي يتم منح “لواء جولاني” وجيش الاحتلال الوقت الكافي للاستراحة وإعادة التأهيل والاستعداد لمنازلة أخرى.
-تحاول تركيا الضغط على سوريا، عبر تنشيط الجماعات الإرهابية، من اجل التطبيع معها، دون أن تلبي انقرة مطالب دمشق بانسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية، فسوريا باتت متيقنة أن تركيا تخطط للبقاء في المواقع المتواجدة فيها، لفترة طويلة من اجل تغيير ديمغرافيتها.
بات واضحا أن هجوم “الجولاني” جاء بمباركة تركية، ودعم عسكري أمريكي غربي “إسرائيلي”، فجميع هذا التحالف هدفه سلخ سوريا عن محور المقاومة للاستفراد بلبنان، وإشغال العراق والضغط على ايران، في محاولة يائسة للتعويض عن هزيمته في المنازلة الكبرى التي عرّت أخلاقيا الغرب، وكشفت عن وجه أمريكا الدموي، ووحشية “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”!!، والجيش الأخلاقي”!!، وفضحت هشاشة وجبن لواء “جولاني” الذي داس رجال نصرالله على هامات قادته، فتفتقت عبقرية الأمريكي الخائب، ومن ورائه الإسرائيلي المهزوم، وأذيالهم في المنطقة، على فكرة بائسة تتمثل في تنشيط “الجولاني”، عسى ولعل، ينجح في إعادة الروح، للفتنة المذهبية “الشيعية السنية”، التي دفنتها المقاومة في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن، والى الأبد، ويضمد جراح نسخته الصهيونية “لواء جولاني”.

قد يعجبك ايضا