الفار الذي توضع له قطعة جبنة في مصيدة لاشك انها تغرية وتدفعه المغامرة إلى الهرولة نحوها على أمل أن يتمكن من التهامها فيجد نفسه ضحيتها وأسير مخالب المصيدة التي أن لم تقتله تجعله أسيرا فيها عاجزا عن مغادرتها وهذا هو حال رئيس وزراء الكيان الصهيوني مجرم الحرب (نتنياهو) الذي يعد أول مسؤول صهيوني يدخل معركة دون أن يرتب آلية الخروج منها أو كيفية إنهائها..!
معركة طوفان الأقصى تتميز بأنها معركة المقاومة التي رسمت سيناريوهاتها وخططت لها واستعدت لتبعاتها، فيما العدو وجد نفسه مجبرا للرد عليها معتمدا على التوحش والتدمير والقتل بدافع استعادت الردع والهيبة والمكانة التي أهدرت لأقوى جيش كان يعد في المنطقة – الجيش الذي لا يقهر -..؟!
يعجز الكيان الصهيوني عن إنهاء معركة الطوفان بالطريقة التي اعتاد عليها في إنهاء معاركه، فهذه المرة المعركة تختلف ويزداد الأمر تعقيدا حين يستنفذ العدو بنك أهدافه وخزائن معلوماته دون أن يحقق الأهداف التي خاض من أجلها معركة رد الفعل رغم كل الوحشية والدمار وحجم الضحايا التي انزلها بالمقاومة وبالشعبين العربيين في فلسطين ولبنان..!
على مدى عقدين جمع الكيان كما من المعلومات الاستخبارية عن المقاومة في فلسطين ولبنان، واستطيع الجزم أن حجم المعلومات التي كانت لدى العدو عن المقاومة في فلسطين قد استنفذها باغتيال الشهيد القائد يحي السنوار، نعم بعد اغتيال السنوار افتقد العدو الرؤية وافتقد الهدف ولم يعد يعلم ماذا يجري في القطاع فيما كل المعلومات اختفت عن نشاط المقاومة فبقي التدمير والقتل بدون هدف هو ديدن العدو كعادته حين يفقد الرؤية والمعلومة ولذا لجأ إلى الإعلان عن (خمسة مليون دولار) مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن الأسرى الصهاينة لدى المقاومة، بل والأدهى من هذا أن رئيس حكومة العدو ربط مصير سكان القطاع وهم أكثر من اثنين مليون مواطن عربي في القطاع بمصير أسراه الذين لا يقل عددهم أو من تبقى منهم عن مائة أسير، وهذا دليل إفلاس معلوماتي يعيشه الكيان ويعاني منه، في المقابل استنفذ العدو خزائن معلوماته عن المقاومة في لبنان باغتيال السيد القائد الشهيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله والهجمات الأخيرة التي تطال الأحياء السكنية وقتل النساء والأطفال واستهداف المعابر وتدمير القرى الحدودية بين لبنان وفلسطين وبين لبنان وسوريا كل هذه الهجمات دليل إفلاس ويكفي أن في خطاب رئيس حكومة العدو أمام الكنيست يؤكد انهم دمروا 80 ٪ من قدرات الحزب فيما الحزب بدأ يظهر قدرات تعكس تصريحات قادة العدو وتكذب طروحاتهم، وهذا ما جعل واشنطن تسارع إلى جانب بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى فرض خيارات وقف إطلاق النار بين المقاومة في لبنان والعدو وتطبيق القرار 1701 في تأكيد على حقيقة إفلاس العدو وعجزه الكامل عن معرفة توجه حزب الله وكيفية تفكيره وماذا لديه من قدرات لم تستخدم بعد..؟
تزامن كل هذا مع صدور قرارات المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس حكومة العدو ووزير دفاعه المقال، كل هذا يضع رئيس حكومة العدو في مازق قد لا يختلف عن مأزق (الفار الذي وقع في المصيدة) وظل حيا ولكنه عاجز عن مغادرة المصيدة وعاجز عن التشبث بالحياة وتجنب الموت الحتمي الذي ينتظره..؟!
أمريكا التي هرولت لإنقاذ -نتنياهو – تبدو بدورها أشبه بـ(البطة العرجاء) فهي في منزلة بين المنزلتين وبالتالي غير قادرة على تقديم ما سبق أن قدمته للكيان في الفترة السابقة من عهد (بايدن).. وتبقى الأيام القادمة كفيلة بكشف اتجاه الرياح ومدى قدرتها على إخماد النيران المشتعلة إن لم تعمل على توسيع رقعة انتشارها..؟!