لا غرابة أن يلمس الجميع راهنا تحركات واسعة ومتسارعة للإمارات في أرخبيل سقطرى كمقدمة لضمه للسيادة الإماراتية خصوصا في ظل إخفاق الغرب بأوكرانيا وعجزهم من إضعاف الدب الروسي وأيضا في ظل حرب الإبادة الشاملة التي يقودها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وكذا اللبناني وبحكم عجز الناتو من إيقاف الضربات التي توجهها صنعاء وبقية فصائل محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني والمساندة لفلسطين ولبنان .
لا غرابة أن يلمس الجميع تغييراً ديمغرافياً في هذا الارخبيل أو نقل أسلحة غربية ووسائل اتصالات تجسسية تتولى الإشراف عليها أبوظبي في هذا الارخبيل .
لو عدنا لجزء من أرشيف الماضي، سنجد أطماع الغرب في سقطرى قائمة ويجري العمل عليها دون ضجيج من الماضي للحاضر .
يا سادة يا كرام، من المسلمات أن يكون هذا التحرك الإماراتي بتنسيق مع الغرب وإسرائيل وبالتعاون من كافة مرتزقة الداخل، لأن الغرب لأكثر من ١٥عاماً وهو يعد ويحضر لبناء قواعد عسكرية بهذه الجزيرة لصالح الكيان الصهيوني والعمل جار حتى يومنا هذا، بحيث يتمكن الطامعون من سلخ هذا الارخبيل من الجسد اليمني لتصبح سقطرى ليست تابعة للسيادة الإماراتية، بل من العمق تصبح خاضعة لإدارة صهيونية ١٠٠% .
الكثير من المعطيات عن أطماع الغرب وإسرائيل بهذا الارخبيل، تتحدث عن ذاتها من الماضي للحاضر وليس من السهل سرد هذا الموضوع عبر هذه السطور مع أننا كنا قد تناولنا الإشارة اليها والحديث عنها عبر مختلف وسائل الإعلام قبل وبعد ٢٠١٥م وتطرقنا لذلك بالتفصيل الممل حتى على مستوى إعداد الغرب لبناء مطار عسكري يخصص لحاملات الطائرات بي ٥٢ بدلا عن مطار مدغشقر ونقل الرادار الثاني من البحرين لهذه الجزيرة .
لا غرابة أن يلمس الجميع نقل ومجاميع عسكرية غربية وإسرائيلية لهذه الجزيرة خلال هذه المرحلة وبشكل واسع ومتسارع تحت غطاء إماراتي ومن الباطن إسرائيلي وبمباركة من أجندات العمالة والارتزاق من الداخل، فكل شيء وارد، لأن هذا الارخبيل اصبح خاضعا لاحتلال إماراتي وفيها وحدات عسكرية غربية وإسرائيلية، وطالما (الإمارات) هي مطبعة مع إسرائيل، فمن الطبيعي أن يكون تحركها الواسع والمتسارع مسنوداً من الغرب وإسرائيل وبتنسيق من مرتزقة العدوان .
الغريب في الأمر أن البعض ممن لديهم فائض من الغباء يقول لماذا لا يكون هناك تحرك أو اعتراض من حكومة الشرعية وكأنهم لم يفهموا أنها حكومة مرتزقة ومطبعة مع الكيان الصهيوني؟ مع ان من يطرح هذا السؤال قد يكون لديه قصور بالتفكير من جهة، لكن عليهم أن يدركوا أن المرتزق همه ليس وطناً، بل همه ووطنه ودينه ومذهبه من يدفع الكاش فقط لا غير، وعليهم أن يأخذوا ببالهم أن أجندات العمالة والارتزاق هي جزء من الجريمة التي تستهدف الجسد اليمني وان الصمت عما يجري بكل المحافظات الخاضعة للاحتلال ومنها سقطرى من تحركات إماراتية إسرائيلية غربية هي جريمة بحق اليمن حاضرا ومستقبلا، وهنا بعين العقل فإن ثوابت الدستور القرآني تقول للعيان (لقوم يعقلون، يفكرون، يتفكرون، يتأملون) إذاً لن يكون هناك أي اعتراض من حكومة الشرعية لأنها حكومة مرتزقة، ولأن المرتزق من المستحيل أن يقول لا على أي تحرك لأبو ظبي، لأنهم مؤمركون من القاع حتى النخاع، متصهينون حتى العظم بل هم مطبعون وتتم إدارتهم من الغرفة المشتركة للغرب وإسرائيل والإمارات والسعودية .
هنا أكثر من سؤال يطرح ذاته: لماذا سبقة هذا التحرك لأبوظبي حملة اتهامات لروسيا وايران بأنها تزود صنعاء بوسائل ومعدات عسكرية لصناعة الصواريخ؟ فمن لم يسمع الرئيس الأوكراني يكيل هذه الاتهامات قبل أيام؟ أليست تلك الاتهامات هي مقدمة لهذا التحرك الإماراتي؟
ولماذا هذا التحرك اليوم أصبح بشكل متسارع وواسع وتزامن راهنا مع واقع المعركة التي تخوضها روسيا ضد الغرب في أوكرانيا وخوض فصائل المقاومة الفلسطينية واليمنية والعراقية وحزب الله، ضد الكيان الصهيوني، ومع ذلك يدرك الكثير أن كل الضغوطات التي استخدمها الغرب ضد صنعاء أصبحت “فشنج”، مع أن ذلك يمثل انتصارا لصنعاء ولحكمة قائد ثورة ٢١ سبتمبر -حفظه الله- وان التهديد والوعيد لم يوثر شيئاً بل أصبحت صنعاء تلاحق وتستهدف المدمرات الغربية في البحر العربي والأحمر والصواريخ الفرط صوتية والمسيَّرات لعمق الكيان الصهيوني دون توقف؟ وهذه إهانة لفخر السلاح الغربي برمته.
الجواب باختصار: إن الغرب شعر بالفشل في أوكرانيا مما دفعهم لإرسال المستشار الألماني لروسيا بهدف إيقاف التقدم الروسي في العمق الأكراني، اعتبار فشل الناتو بأوكرانيا يعني انتصاراً للروس وفي حال توقفت الحرب بين كييف وموسكو سيكون ذلك عاملا لاقتراب الدب الروسي للشرق الأوسط، وهذا سوف يترتب عليه فشل للغرب في الشرق الأوسط، لهذا السبب وجه الروس مؤخرا تحذيراً، لإسرائيل من أي توغل عسكري في سوريا، الأمر الذي يجعل الناتو مستمرا من عزل أي دور روسي في المنطقة، بل يحاول استكمال تحقيق أهدافه العسكرية في أرخبيل سقطرى بغطاء إماراتي خصوصا بعد عودة النفوذ الروسي لجزء من إفريقيا، باعتبار اقتراب الروسي يعني إخفاقاً لمطامع الغرب في الشرق الأوسط ابرزها في سقطرى ..
إذاً تعتبر حملة الاتهامات ضد صنعاء والتي روجتها وسائل إعلام الإمبريالية هي بلا شك مقدمة للتحرك الأخير للإمارات في سقطرى، حتى يظل العامة يلتفتون لتلك التهديدات أو الاتهامات ولا يلتفتون لهذا التحرك الإماراتي وماهي أهدافه العميقة ومن يقف خلفه وكيف تتم مواجهته ومن يقف خلفه؟
على هذا الأساس استمرارية صنعاء بمساندة لبنان وفلسطين والتطوير المستمر للمكنة العسكرية هي جزء من مواجهة هذا التحرك، الذي يتطلب أيضا تخصيص جزء من النشاط الثقافي والسياسي والعسكري والإعلامي لمواجهة تحرك الإمارات في سقطرى وغيرها ونقول لهم بأعلى صوت: ارخبيل سقطرى يمنية وليست إماراتية وأن من يرفعون علم الإمارات في أرضنا أو يستقبلون عسس ابن زائد لانتهاك سيادة اليمن جريمة وخيانة وطنية على قاعدة من فرط بأرضه فرط بعرضه والرد عليهم واجب وطني وجهادي وإيماني.