الثورة / هاشم السريحي
حصلت الباحثة منار عبدالسلام علي الكناني على درجة الماجستير بامتياز وبتقدير 95 % في تخصص طب الأسنان الترميمي والتجميلي، بكلية طب الأسنان في جامعة صنعاء، وذلك عن رسالتها الموسومة «تشريح الجذور والأقنية الجذرية للأنياب الدائمة العلوية والسفلية في عينة من المجتمع اليمني باستخدام التصوير المقطعي المحوسب للشعاع المخروطي».
وقد تكوّنت لجنة المناقشة والحكم من نخبة من أساتذة طب الأسنان، حيث ضمت كلاً من: الأستاذ الدكتور محسن علي يحيى الحمزي كمشرف رئيسي وعضو في اللجنة، والبروفيسور الدكتور عبدالوهاب إسماعيل الخولاني كمناقش داخلي ورئيس للجنة، والأستاذ الدكتور محمد محمد لطف الخولاني كمناقش خارجي.
أهداف الرسالة ومنهجيتها
هدفت الدراسة إلى تشريح وتحليل الجذور والأقنية الجذرية للأنياب الدائمة العلوية والسفلية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب بالشعاع المخروطي، في عينة ممثلة للمجتمع اليمني. تناولت الدراسة الخصائص التشريحية الدقيقة للأنياب في الفكين العلوي والسفلي، وتوزيع القنوات الجذرية وأشكالها.
اعتمدت الطالبة الكناني على تقنية التصوير المقطعي بالشعاع المخروطي، التي تُعد من الأساليب المتقدمة في التصوير الطبي، لتمييز تفاصيل دقيقة في تشريح جذور الأسنان، ما يسمح بتوفير معلومات مفصّلة حول تكوين القنوات الجذرية. يعد هذا البحث إحدى الدراسات القليلة التي تركز على الخصائص التشريحية للأسنان في مجتمع يمني، مما يضيف مساهمة علمية مهمة لهذا المجال.
نتائج البحث
أظهرت الدراسة نتائج دقيقة، من أبرزها أن جميع الأنياب العلوية التي خضعت للفحص تحتوي على جذر واحد، بينما تبيّن أن حوالي 4 % من الأنياب السفلية تمتلك جذوراً مزدوجة. بلغ متوسط أطوال الأنياب العلوية 25.1 ملم، فيما سجلت الأنياب السفلية متوسط طول يبلغ 23.3 ملم، مع وجود تباين طفيف بين الذكور والإناث. كما أن نسبة انتشار القنوات الجذرية الثانوية في الأنياب العلوية بلغت 1.5 %، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 16.5 % في الأنياب السفلية.
وتفصيلاً، لاحظت الدراسة اختلافات واضحة بين الجنسين في توزيع القنوات الجذرية، حيث كانت أغلب الأنياب العلوية تحتوي على قناة واحدة بنسبة 98.5 %، فيما كان تكوين القناة من النوع الأول في الأنياب السفلية بنسبة 83.5 %. كما وُجد أن 12 % من الأنياب العلوية و1.5 % من الأنياب السفلية تحتوي على دلتا في نهاية القناة، وهي سمة مميزة تؤثر في بعض العلاجات السنية.
أهمية البحث وتوصياته
أوصت الطالبة الكناني بضرورة أن يتوخى أطباء الأسنان في اليمن الحذر أثناء إجراء العلاجات اللبية للمرضى، حيث إن اختلافات التشريح الوصفي للأنياب قد تؤثر في نجاح عمليات المعالجة، مشيرةً إلى أهمية الوعي باحتمالية وجود قنوات جذرية مزدوجة أو قنوات ثانية قد لا تظهر إلا عبر تقنيات تصوير متقدمة مثل الشعاع المخروطي. كما اقترحت أن تتوسع الدراسات المقبلة لتشمل عينات أكبر لتحليل الفروق الإقليمية والجينية داخل اليمن.
أصداء المناقشة
حظيت جلسة المناقشة بحضور عدد كبير من الأكاديميين والباحثين وطلبة الدراسات العليا، بالإضافة إلى أسرة الطالبة وزملائها، حيث أعربوا عن فخرهم بإنجازها، مشيدين بمستوى البحث وأهميته العلمية ودوره في إثراء المعرفة الطبية المتخصصة في مجال طب الأسنان الترميمي.