استبطان

محمد المساح –
وكأنه إلى الآن لا يدري حين انبثق السؤال المفاجئ في ذهنه: من يطارد من¿ وأجاب على نفسه وبتلك البلاغة التي تنقصها الفطنة والدقة إنها الدنيا الحياة تطاردني. جواب غير منطقي.. إنه أنت من يطاردها أنت الراكض دوما في دروبها ومسالكها أنت الذي يجري في مضمارها الواسع متلهفا تقثات الأمل في أعماقك بأنك وبالتأكيد ستمسك ببنانك العشر على الفرصة ولن تفلتها من يديك.
الدنيا يا صاحبي هي أنت وجودك خيلاؤك وزهوك الفارغان أنت الشخص الأجوف الذي لا يدري ولا يعي إمكانياته وقدراته المحدودتين لقد مرت الحياة الدنيا ولم تثبط لك همة ولا إرادة عشتها وتعيشها كالآخرين لم تكن زائدا◌ٍ عنهم بأية مميزات وخصائص تمشي حينا هادئا وعلى مهل وببطء¡ ساردا في مدح ذاتك لأن الجيب في حالة ممتلئة وتشملك حينها غيبوبة دائمة وتكون في أحس أحوالك وحينها لا تزعج النفس بالأسئلة والاستفسارات الغريبة بل بالعكس يزداد انتفاخ صدرك ويجتاحك الإحساس بالطمأنينة والهدوء تطيب نفسك راحة ولا مبالاة وتقول لنفسك إنها الحياة هكذا الدنيا قل ما أعظمها من حياة جميلة ولذيذة الكون لديك فرح دائم لا تبصر أبدا غروب الشمس وشروقها لأنك غارق بك◌ْلøöيتك بكينونتك الكاملة في الحياة تستغرق كل حواسك في مباهجها المادية والروحية وتأتي في الأخير لتضع الأسئلة الفارغة وتقول إن الدنيا تطاردك وكأنك أرنب بري لا حول له ولا قوة من الفرار من صائده.. ألم تكن عاشق حياة ومجنونا ومهووسا بالتفاصيل والجزئيات¿.. والآن تقبل من يعيد وتقول أنك لا تدري¿.. أم هو استبطان متأخر للذات وبعد فوات الأوان¿!!

قد يعجبك ايضا