فيروس شلل الأطفال.. أبرز المتسببين بالإعاقة الحركية والذهنية


إعداد/ د. محمد احمد الدبعي –

لم يخطر ببال الكثيرين شيء اسمه الإعاقة الذهنية من جراء الإصابة بفيروس شلل الأطفال مع أن إعاقات كثيرة تنجم عن هذا الفيروس الشنيع.
وقفات -عن كثب- على دواعي هذه الإعاقة الشللية بمعية الإعاقة الحركية متطرقين إلى تعريف شلل الأطفال وبيان مخاطرة فهو مرض فيروسي حاد شديد العدوى عادة يصيب الأطفال دون الخامسة وينتقل من شخص مصاب إلى آخر سليم عن طريق الإلتماس المباشر والإفرازات الأنفية والفموية للمصاب أثناء العطس أو السعال.
كما ينتقل عن طريق الطعام والماء الملوث ببراز الشخص المصاب وبذلك يتمكن الفيروس من الدخول إلى الجهاز الهضمي فيتكاثر ومن ثم ينتقل مع الدم ليغزو الجهاز العصبي المركزي ويتوطن وجوده في خلايا القرن الأمامي للحبل ألشوكي. بما إن أكثر الخلايا تأثرا بفيروس شلل الأطفال توجد في المخ والنخاع ألشوكي وهنا تكمن خطورة المرض حيث أنه – نتيجة لذلك- يحدث إعاقة حركية للطفل المصاب تبعا لدرجة التدمير الذي تسببت به فيروسات الشلل في النخاع الشوكي الأمر الذي يؤدي إما لإعاقة حركة الأطراف السفلية دونا عن الأطراف العليا أو إلى إعاقة في الأطراف السفلية والعلوية معا وقد يصل إلى حد أسوأ وخطير جدا وهو الإعاقة الذهنية والعقلية من جراء تأثر الدماغ فيفقد الطفل بذلك الحركة من خلال ارتخاء عضلات الاطراف أو عضلات حركية أخرى بالجسم كعضلات الجذع(أسفل الظهر) إلى جانب التخلف العقلي وتأخر النمو وتأثر الذكاء إلى الحد الأدنى بما ينعكس سلبا على مستوى التحصيل المدرسي للطفل بشكل لا يمكنه من مجارات أقرانه في كافة مناحي الحياة من لعب وتعلم وغيره.
هناك أعراض وعلامات مميزة للإصابة بشلل الأطفال تبدأ طفيفة نسبيا على هيئة حمى وألم في الحلق واحمراره والشعور بالتعب والقيء ثم تزداد هذه الإعراض قوة وحده بمعية أعراض أخرى تتمثل في: الشعور بألم في العنق والظهر والذراعين والقدمين وتشنج العضلات والتهاب السحايا, وبعدها تتطور هذه الإعراض إلى إن يصبح المصاب في طور الشلل نتيجة إصابة النخاع ألشوكي أو الدماغ أو كليهما, لينتهي المطاف في هذه الحالة إلى حدوث الشلل لدى المصاب والتي من أعراضه فقدان الانعكاسات (ردة الفعل المنعكس) والألم والتشنج الحاد في العضلات, ورخاوة الأطراف الناجمة وفقدان السيطرة عليها فتبدو متدلية ورخوة.
وبما أن مرض شلل الأطفال سريع العدوى ويسبب عاهة مستديمة عند الأطفال تبقى مدى الحياة فإنها تولد نوعا من تردي الحالة النفسية وحالة من اليأس والإحباط لدى البعض مما يتعين على الإباء والأمهات وأولياء الأمور التحلي بمستوى عال من المسؤولية في المحافظة على صحة أطفالهم من أضرار هذا المرض بإعطائهم جرعات اللقاح المضاد لهذا الفيروس وبقية اللقاحات المضادة لأمراض الطفولة القاتلة بحسب جدول التطعيم ومواعيد اللقاحات المدونة في كرت التحصين الذي يمنح للطفل مع أول جرعة يتلقاها بالمرفق الصحي.
ومن الضروري أيضا أخذ احتياطات وقائية أخرى تساند في الحد من انتشار هذا الداء وذلك بإتباع قواعد النظافة الشخصية والمنزلية وخاصة نظافة اليدين, إلى جانب حماية الأطعمة من التلوث بهذا الفيروس.
ورحم الله قائل حكمة بليغة تجلت بأروع تصوير وحسن بيان والتي تقول (إذا كان المرض يسبق الدواء فإن الوقاية تسبق العلاج) فالوقاية هنا خير من العلاج. وللعلم فليس هناك علاج للإصابة بفيروس شلل الأطفال إنما الحل كله يكمن في التطعيم باللقاح المضاد لهذا لفيروس.
وفي نهاية المطاف أكرر التأكيد على أهمية إيلاء الآباء والأمهات وأولياء الأمور اهتمامهم بأطفالهم ورعايتهم الكاملة وحمايتهم من الإصابة بهذا المرض من خلال الدفع بهم لتلقي جرعة التطعيم التي ستعطي لهم خلال الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال التي ستنفذ جولتها الثانية لهذا العام في الفترة من (11-13 أغسطس 2014م) وهي من منزل إلى منزل تستهدف بلا استثناء الأطفال دون الخامسة من العمر بمن فيهم المواليد حديثا ومن سبق تحصينهم على السواء.
عافنا وعافاكم وأنار درب الفلاح والسلامة لأطفالنا وأطفالكم إنه سميع مجيب..

* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا