أطفال يصابون بالعمى بسبب لعبة المسدسات
أيام العيد التي يعبر فيها الأهل لأبنائهم عن الفرحة والبهجة والسرور ويوفرون لصغارهم كل ما أرادوا من المال والألعاب ليعبروا لهم عن مدى سعادتهم بهذا العيد ولكن قد تنقلب فرحة العيد إلى إحزان دائمة على الأسر وقد يحل البؤس والشقاء بدلا من الفرحة بسبب تهور في التعبير عن فرحة العيد فتنقلب الفرحة إلى أحزان وتبقى ذكرى العيد مربوطة بالألم والشقاء .. ألعاب الأطفال من “قريح ومسدسات بحاجة إلى حذر .. بل خطر من الجهات المختصة لما لها من مخاطر.
فقدت شيٍا ثمينا
ذرفت الدموع وتعالت الأصوات وهلع كل من في الدار هذا ما أشار إليه أسامة سمير هادي, الطفل ذو التسع سنوات وأضاف بالقول: كنت ألعب بمسدسي الذي اشتريته من حصاد العيد ولدي أخ أصغر مني وقال لي يريد أن يرمي مرة واحدة فقط ترجاني أكثر من مرة قلت : ارم ولكن مرة واحدة!!
فقالت له أمي : ارم أمام الباب فعشق المسدس بالخرز وظل يدور ويدور حتى أصابني في عيني فشعرت بألم شديد وبكاء وصرخت !! عيني عيني فأصبت بالخرز وسط عيني السوداء وعندها أحسست بكسر شي أسْعفت إلى أكثر من مستشفى فلم نجد أحدا في العيد وها أنا طريح الفراش لا أتحرك إلا بعد أسبوعين وعيني يعلم بحالها الله ..
حالات مؤلمة
أما حالة الطوارئ في مستشفى الثورة فهناك حالات كثيرة التي رايتها خلال النصف الساعة من إسعاف ولدي بسبب المسدس الخرز هذا ما قاله سمير هادي والد الطفل أسامة وأضاف بالقول : استأت بالمنظر المؤلم أمام عيني من أولادنا الذين كان استكمال عيدهم في المستشفيات ونوه بالقول : عند وصولي للمستشفى لم أجد طبيبا وكان ولدي يبكي ويتألم من شدة الآلام وقالوا لابد ان يجلس في السرير لحين وصول الطبيب تقريبا ثلاث ساعات فذهبت إلى طبيب خاص ودفعت مبلغ عشرة ألف ريال مقابل خروجه من المنزل وهناك الكثير من الحالات التي شاهدناها في المستشفى فمنهم من خرج عينه ومنهم من أصيب ببلاغة لم يعد يرى فهذا يحزن الفؤاد ومنهم من خرجت عيناه والأخر فقدها هو حال الأعياد التي وهبها لنا الله لتتم الفرحة ولكن الأحزان باتت تلازمنا في كل حين ..
عين في يوم العيد
أما “عيد ” الطفل ذو الخمس سنوات والذي مرتبط اسمه بالعيد والكل يناديه يوم العيد ويعيد عليه خرج صباح يوم العيد والبسمة تملأ وجهه وهو ينظر إلى أمه ويقول لها “باي ماما ” وذهب ليلعب وما هي إلا ساعات قليلة لتعلم أن ابنها قد فقد إحدى عينية بسبب الرصاص المنبعث من مسدسه الذي كان يلعب به مع احد أصدقائه .
غياب الإعلام
وتقول أم أيمن وهي ربة منزل وام لطفلين : لا ادري أين الجهات المختصة التي لابد أن تلزم الجميع في المنع التام في مثل هذه الألعاب منها المسدسات ذات الأحجام المختلفة و التي فقدت الكثير من العيون والإصابات البليغة فيفقد بها أحد أعضائه بسبب الإهمال ففي كل حارة نجد فيها المواجهة بين الأطفال مع وضد ..
وفي الأخير لا نجد إلا الحزن على ما أصابنا من الألعاب المؤذية لأطفالنا الأحباء على قلوبنا !!
وهنا نوهت أيضاٍ في غياب الإعلام عن هذه الموضوع المهم الذي تفشي هذه الأيام في كل مكان دون رقيب ولا حسيب.
غياب دور الأسرة
وتؤكد الدكتورة ليلى العوامي طبيبة أطفال انه يوجد العديد من الحالات في يوم العيد بسبب الألعاب النارية التي كان يلعب بها الأطفال ويوجهونها إلى بعضهم البعض.
وتحمل الدكتورة العوامي في حديثها “للأسرة” الأسرة التي تعتبر المسئول الأول والأخير عن أبنائها وانه بسبب فرحة العيد الكبيرة قد تغفل الأسرة عن أبنائها في أيام العيد وتستقبل الضيوف تاركة أطفالها في الشارع لفترة طويلة يلعبون بالألعاب الخطرة ويتعرضون للكثير من العنف .
وتقول بأن كثيرا من أولياء الأمور يقومون بشراء هذه الألعاب لأطفالهم الصغار ويشجعونهم على شرائها واللعب بها ويكون بذلك الأطفال عرضة لمخاطر عديدة جراء قيامهم بالألعاب الخطرة حيث يصاب عدد منهم بإصابات جسدية مباشرة ناهيك عن الآثار النفسية التي تخلفها مثل هذه الممارسات على الصغار وتشير إلى أن قيام الصغار باللعب بهذه الألعاب يولد لديهم نزعات للعنف والذي قد يتحول مستقبلا إلى سلوك ضار بالمجتمع وأمنه وسلامته.
وتربط الدكتورة ليلى وهي طبيبة بمستشفى الثورة العام بين ظهور هذه الألعاب وبين أحداث العنف التي يقوم بها الأطفال ضد اقرانهم الصغار فهم يشاهدون العنف ويطبقونه على بعضهم البعض.
وتؤكد على ضرورة أن تقوم الأسرة بدورها في حماية أطفالها ومراقبة ألعابهم وإرشادهم بمخاطر هذه الألعاب.
خيام اسعافية خلال العيد
عادل ثامر من جمعية الهلال الأحمر اليمني قال انه يوجد الكثير من الحوادث المماثلة في أيام العيد وتحسبا لوقوع الحوادث في الحدائق فقد
أقامت جمعية الهلال الأحمر اليمني فرع صنعاء الخيام الإسعافية في كل من (حديقة السبعين وحديقة الثورة) المزودة بكافة المستلزمات الطبية والعلاجات الطارئة وطاقم طبي وفني من متطوعيها في هذه المواقع وذلك في إطار أنشطتها العيدية وبهدف تقديم الخدمات العلاجية الطارئة لمرتادي حدائق الأمانة في كل أيام العيد وتقديم هذا الخدمات تأتي كإجراء وقائي وإسعافي للإصابات المتكررة وبالذات بين الأطفال والتي عادة ما تحدث في الحدائق خلال أيام العيد الفطر المبارك بسبب الإقبال الكثيف والزحام الشديد.
والخيمة الإسعافية مزودة بأدوات طبية وطاقم طبي فني يعملون بجهود طوعية خلال أيام عيد الفطر المبارك
في كل من حديقتي الثورة والسبعين ابتداء من الثامنة والنصف صباحا وحتى السابعة مساء وقد بلغ عدد المستفيدين 482 زائرا وزائرة من مرتادي الحدائق .
ونوه ثامر إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الأسرة في تحمل كافة ما يحصل لأبنائها إذ لا بد من أن تقوم بالحرص التام على الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة فهم يهرعون ويلعبون ويفرحون دون أن يعلموا ما سيحصل لهم وبهذا يكون الدور كبيرا على الأسرة للمحافظة على أبنائها وخاصة الصغار منهم والذين يحتاجون إلى متابعة مستمرة فقد شاهدنا حوادث كثيرة لأطفال تتراوح أعمارهم بين السنتين والست سنوات والذين إما يصابون خلال لعبهم مع إخوانهم واقرأنهم الصغار أو يسقطون على الأرض أو يصطدمون ببعض الألعاب مما تؤدي إلى وقوع حوادث أليمة لهم .