عائشة الطويلي –
بالغت هذه المرة في ارتداء القميص المخصص للمناسبة , إضاءات ملونة كانت تتخلل تقاسيم الوجه , حتى الحذاء كان متغيرا يشبه الوقت المقترن لحظته ..!
حاولت الضغط على أنفاسها ثم انطلقت إلى المنزل المقصود وأثناء ذلك كانت نظراتها تسترق بعضا من جوانب المكان تارة نحو الشارع الممتد وأخرى على عتبات السلالم الملتوية في تلك البقعة من الأرض .
أخيرا وصلت إلى الموقع كانت قدماها ثابتتين رغم أنها دخلت الحجرة والتقت بأشخاص كانوا يعبثون بأشياء متنوعة , قيل لها : عليك قصد الطابق الثاني , هناك ستجدين المقصودين في انتظارك , فعلت دون تردد وبسرعة يخالطها نوع من البطء , سلكت سلالم المنزل متجهة نحوها , لم تجد سواها في المكان سعدت لهذه المفاجأة , تخيلت أنها ستلتقي بأخريات إلا أن الحظ حالفها , استعادت بعدها حالة من الهدوء والاطمئنان كانتا قد انقرضتا قبل لحظات , لم تمض سوى دقائق وجاء الجميع , أخريات كانت أفواههن مليئة بالكلمات تلو الكلمات , حتى الابتسامة باتت مصطنعة ولم يعد بمقدورها اصطناعها أكثر مما هي عليه .
حاولت أن تثبت وتملأ فمها هي الأخرى بجمل وعبارات مشابهة , حتى ينقضي الوقت المحدد للزيارة , لقد أزف الرحيل , لتعلن عودتها مبكرا لأسباب متعلقة بالوقت , طارت محلقة نحو الخارج , فكت قيود المقيل وامتلأت بمشاعر الحرية والانتصار ..!
حدثت نفسها خلسة : أتعجب من بعض النساء ممن يقمن بهذا العمل يوميا , ترى هل يتناسين تلك الحالة التي مررت بها ¿
وبقاؤهن لفترة أطول في سلوك واحد مشبع بالتصنع والزيف , ألا يشعرن بالملل .. الغثيان .. الاختناق ¿
جملة من الاستفسارات تطرحها هذه الأسطر : ماذا تعني لنا مجالس المقيل والمناسبات في الأفراح والأتراح ¿ هل تعني الاجتماع , ثم الثرثرة , ثم الاصطناع , ثم ضياع الوقت , ثم امتلاء الورق بالسيئات قبل الحسنات , ثم الاكتفاء بسماع صوت المؤذن معلنا انتهاء المشهد ..!
هل أصبت أم أخطأت في التحليل ¿ والبقية لديهم صور أخرى للمشهد ربما تحاكي المثيل من التجارب والقصص والحكايات الغنية بعمق الحدث وأهميته من شخص لآخر .
Prev Post
قد يعجبك ايضا