الثورة نت|
أطّلع رئيس مجلس الوزراء، أحمد غالب الرهوي، خلال زيارته اليوم وزارة الثقافة والسياحة ولقائه الوزير الدكتور علي قاسم اليافعي ، و نائبه عبدالله حسن الوشلي، و وكلاء الوزارة و رؤساء الوحدات التابعة لها، على سير أداء الوزارة ومؤسساتها وأولويات عملها الآنية والمقابلة.
حيث جرى خلال الزيارة الوقوف على أوضاع الوزارة ومنسوبيها والمقومات المتاحة للنهوض بهذا القطاع الحيوي ودوره التنويري والتثقيفي ومسئوليته في الحفاظ على آثار اليمن والمخطوطات الأثرية وصون التراث الثقافي الاجتماعي على مستوى كافة محافظات الجمهورية اليمنية وإبراز الهوية التاريخية لليمن وشواهده الأثرية التي تعكس حضارته العريقة وتأثيرها الكبير في مسار التاريخ القديم.
وناقش اللقاء الآليات الكفيلة بمعالجة الاشكاليات والصعوبات التي تواجهها الوزارة والجهات التابعة لها وسبل المعالجة والحد منها لما فيه تحقيق قوة حضورها في مسارات الثقافة وصون الآثار والمخطوطات وترميمها وتنمية السياحة الداخلية والحفاظ على المدن التاريخية وصون هويتها المعمارية الفريدة.
وألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة توجيهية أثناء اللقاء، موضحا المهام الواسعة والكبيرة للوزارة إزاء تنمية هذا القطاع والتي تستوجب تعاون الجميع مع قيادة الوزارة لتحقيق النجاح وفي المقدمة تحسين وتطوير الاداء العام للوزارة، ومعالجة الممارسات المضرة بالوظيفة العامة والمؤثرة على انتاج الموظف اليومي.
وأشار إلى طبيعة الظرف الصعب الذي جاءت فيه حكومة التغيير والبناء وسعيها الدؤوب لوضع الأسس اللازمة لبناء الدولة التي ينشدها أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافهم بما في ذلك النخب الثقافية.
ولفت إلى وضع الآثار الكبيرة الموجودة في اليمن، وما تتعرض له المواقع الأثرية من نهب لكنوزها التاريخية، والتي يتم تهريبها إلى الخارج، وفضلا عن المخطوطات النادرة والقيمة، مؤكدا على المسئولية الواقعة على عاتق الوزارة والجهات المعنية الأخرى وذات العلاقة والسلطة المحلية وابناء المجتمع في حماية المواقع الأثرية وآثار أجدادهم باعتبارها إرث إنساني لكل ابناء الشعب اليمني.
وبيّن الرهوي، أهمية حضور دور الوزارة في المحافظات والمناطق الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي وعدم القطيعة لما فيه حماية آثار اليمن وتراثه الثقافي الزاخر بالتنوع و الجمال، مبينا أن ابناء الشعب اليمني موحدين ومتحدين و هم من فرضوا الوحدة على السياسيين.
وذكر أن من يرفع اليوم المشاريع والشعارات المضادة للوحدة إنما هو في حقيقة الأمر يدافع عن مصالحه الشخصية ومواصلة جني الأموال شراء العقارات في الخارج، مشددا على أهمية قيام المجتمع خاصة الأسر بتربية ابنائها على ثقافة الوحدة باعتبارها مصدرا للقوة و العزة و الاستقرار والسيادة .
وأثنى رئيس مجلس الوزراء على الخبرات التراكمية الكبيرة في هذا القطاع وأهمية الاستفادة منها لما فيه خدمة العمل وتطوير مستوى الاداء العام في تنفيذ المهام و تحقيق الاهداف المرسومة.
وقال: “تحقيق النجاح في هذه الوزارة وغيرها من الوزارات والمؤسسات يحتاج إلى تضافر جهود الجميع، ومن لديه فكرة أو رؤية لتحسين العمل فعليه أن يعرضها على الوزير او مسئوله المباشر “.
وأضاف: “مهم جدا إتاحة الفرصة أمام الجميع للمشاركة في عملية التغيير والبناء والاستفادة من جهود الجميع لتحقيق النجاح “.
وتابع قائلا: “عليكم جميعا أن تكونوا عونا للوزير في إحداث التغيير في الثقافة و السلوك وفي تحمل المسئولية والعمل من أجل تطوير العمل والمساهمة في مواجهة السلبيات ” .. آملا للجميع التوفيق والنجاح في أعمالهم والقيام بمهامهم على النحو المنشود.
من جهته، استعرض وزير الثقافة والسياحة، الدكتور على اليافعي، الصعوبات التي تواجه العمل بالوزارة، والخطوات التي اتخذتها الوزارة باتجاه معالجة الكثير من الإشكالات، سواء المتصلة بتواضع الامكانات وقله الموارد، أو تداخل الاختصاصات مع بعض الجهات الأخرى.
كما استعرض المشاريع التي تعمل الوزارة على تنفيذها خلال المرحلة الراهنة، وأهمها العمل حاليا على ترميم مبنى وزارة الثقافة والسياحة، في منطقة الحصبة، وإقامة الندوات والمعارض المفتوحة والمستمرة والفعاليات النوعية بالتعاون مع 23جبهة ثقافية، تركز على أهمية الفعل الثقافي والجبهة الثقافية إلى جانب الجبهة العسكرية في مواجهة العدوان والارتقاء بالوعي.
وأشار إلى عمل الوزارة على مشروع تنمية الحرف التقليدية، في مجالات العقيق والمنسوجات، والصناعات الجلدية وتحويل الوزارة إلى واحدة من أهم القطاعات المنتجة والمدرة للدخل، بما يمكنها من النهوض بدورها.
وأكد أن الوزارة تعمل على كافة الاتجاهات في سبيل تحسين الإيرادات والاعتماد الذاتي على نفسها في إقامة الفعاليات وتنشيط الفعل الثقافي بما يواكب التحديات الراهنة.
كما أكد تركيز الوزارة على ترشيد وتقليص النفقات واستثمار موارد الوزارة فيما يخص تعزيز دور الفعل الثقافي وتنميته بما ينعكس على مستوى دخل العاملين بالوزارة.
وتم خلال الاجتماع الاستماع إلى الكثير من المداخلات من قبل عدد من قيادات الوزارة والهيئات التابعة لها، والتي استعرضت أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه العمل الثقافي والآثاري والتاريخي، وركزت على ضرورة الاهتمام بالعمل الثقافي ضمن معركة الحرب الناعمة.
كما أكدت على أهمية النظرة المسؤولة الى العمل الثقافي باعتباره أحد أهم مرتكزات عملية البناء والتغيير والتنمية والمواجهة في المعركة الراهنة.
وكان رئيس الوزراء زار ومعه وزير الثقافة والسياحة ونائبه وقيادات الوزارة معرض “فن وصمود وانتصارات” الدائم بصالة جاليري صنعاء للمعارض.
وأعرب رئيس الوزراء عن إعجابه بالمعرض ومحتوياته من اللوحات التشكيلية البالغ عددها 100 لوحة زيتية بمشاركة 35 فنانا وفنانة من المحترفين والموهوبين، مشيرا إلى أهمية المعرض والأعمال المشاركة ومضامينها، وما تحمله من دلالات تحفز على اقتنائها، وضرورة استمرارهذا المعرض وإحاطته بالورش، وفتحه أمام الجمهور لتحقيق الاستفادة القصوى منه.