بعد عام من الطوفان.. إعصارنا قادم

طارق مصطفى سلام

 

ونحن نعيش الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى تعود بنا الذاكرة إلى لحظاتها الأولى ومشاهدها العظيمة التي نقلتها لنا عدسات الكاميرا وشاهدناها بكل بهجة واستبشار وهي تزلزل أركان العدو المحتل وتهد كيانه الغاصب، في ملحمة بطولية سطرها المقاومون الأبطال في سبيل الحرية والكرامة والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات.

إن مرور عام على هذه المعركة البطولية والطوفان المستعر وشعبنا الفلسطيني اليوم يسجل أعظم مراحل الصبر والثبات في مواجهة آلة الإرهاب الصهيوني والدمار والإجرام بأقسى صورها المظلمة وتفاصيلها المؤلمة والتي لم تتوقف ليوم واحد على مدى عام كامل، يجعلنا نقف إجلالا وإكبارا لعظمة هذا الثبات والإصرار والعزيمة على مواجهة هذه الغطرسة الإجرامية والخذلان المهين من أشقائهم العرب الذين ما لبثوا أن تواروا عن الأنظار وحجبوا أعينهم عن مشاهد الموت والقتل والدمار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عام كامل.

إن الشعب الفلسطيني والمقاومة الإسلامية اليوم وهم يسطرون أعظم ملاحم البطولة والشرف العالم في مواجهة أعتى طغاة الأرض وأبشعهم بكل صبر وثبات وعزيمة وإصرار، لم يستسلموا فيها أو يتنازلوا ولم يرفعوا الراية البيضاء أمام عدوهم الجبان، بل ازدادوا تمسكاً ثباتاً على ثوابتهم التي أرسوا قواعدها بدماء وأشلاء الأبرياء الذين استشهدوا في سبيل تلك القضية العادلة في غزة ولبنان واليمن ومن مختلف البلدان التي وقفت في هذه المعركة المفصلية.

ومما لا شك فيه أن المقاومة اليوم ومن خلفها جميع الشعوب العربية والإسلامية الحرة وهي تطوي عاماً من الصمود والثبات رغم ما حمله من المآسي والأحزان إلا أنها عازمة بأذن الله على المضي في طريق المقاومة والجهاد والكفاح والاقتصاص لدماء الشهداء الأبرار وتحقيق أهدافها بشتى الوسائل والإمكانيات الممكنة والمتاحة.

إن العدو الصهيوني اليوم وهو يحمل وراءه عاماً من الهزيمة والانكسار، يدرك انه على أعتاب إعصار قادم لن تكون فيه المقاومة كما كانت عليه في طوفان الأقصى خلال العام الماضي، بل وانه على علم أيضا بأن إمكانياته العسكرية والأمنية والاقتصادية في أسوأ حالاتها بعد أن انهارت تلك الترسانات المهولة والأنظمة الفتاكة على أيدي الأبطال وضرباتهم المباركة وصمودهم الأسطوري الذي حوَّل تلك الآلة الإجرامية إلى أضحوكة للعالم وعرَّى حقيقتها الفاضحة والهزيلة.

*محافظ محافظة عدن

 

قد يعجبك ايضا