في الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى استطاعت المقاومة الفلسطينية، ومعها محور المقاومة، أن تعيد إلى صدارة الأحداث القضية الفلسطينية التي تعيش منذ 76 عاما اقوى وأشرس وأقذر احتلال نازي في العالم.. احتلال متعجرف.. ظالم لم يسبق له مثيل في التاريخ القديم أو الحديث، فخلال عام من طوفان الأقصى أثبتت المقاومة الفلسطينية على الواقع الميداني قدرتها على كسر شوكة الاحتلال الصهيوني، واستطاعت أن تكشف مخطط نتنياهو المتعجرف بما اسماه وخطط له منذ زمن مبكر ب (الشرق الأوسط الجديد) الذي كان يرنو إلى خارطته التدميرية الجديدة التي حاولت عبثاً أن تلغي الهوية الفلسطينية وتدخلها في ذاكرة النسيان.. والى جانب النتنياهو ومخططه الإجرامي اعلن الرئيس السابق (ترامب) إن مساحة ما تسمى (إسرائيل) صغيرة مقارنة بمساحات الدول العربية..
دخلت الحرب الإجرامية النازية عامها الثاني في حين لم تحقق أيا من أهدافها وأطماعها بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس وإعادة المستوطنين إلى ما يسمى (شمال إسرائيل) انقضى هذا الحلم اليميني المتطرف وسط ضربات قوة الحق المقاومة، واصبح بيت العنكبوت المتخبط الجنوني الذي يضرب يمينا وشمالا دون هدف مكشوف للرأي العام العالمي والحر وشعوب المنطقة وأحرار العالم ومن يساند هذه القضية المركزية(محور المقاومة) بدءاً من اليمن ولبنان والعراق وسوريا وجنوب أفريقيا ومحكمة العدل الدولية وغيرها من الدول والشعوب التي وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني والعدل الدولي ضد العدوان المتغطرس الذي اهلك الحرث والنسل والبشر والشجر، والحصار المطبق على غزة التي تعيش بين كماشة فقر الدواء والغذاء والماء والتي لم تسلم منها حتى المنظمات الإغاثية وطاقم الأونروا والطواقم الصحافية التي تنقل الحقيقة وما يجري على الأراض من إجرام وإبادة جماعية. فاليمين المتطرف وعلى رأسه نتنياهو وبن غفير لم يرحم شيخا أو امرأة أو سكن، ومارسا ابشع أنواع القتل، وشلالات الدم لقادة المقاومة الفلسطينية اللبنانية وعلى رأسهم شهيد المقاومة وسيدها حسن نصر الله وإسماعيل هنية حينما كان الأخير ضيفاً على الجمهورية الإسلامية الشقيقة وفؤاد شكر الذي اغتيل في لبنان غدراً وغيرهم من قادة محور المقاومة الفلسطينية اللبنانية.. هذا العمل الهمجي واللا أخلاقي يتعارض مع كافة المواثيق والأعراف الدولية ويتنافى مع حقوق الإنسان..
هذه الجرائم والإبادة الجماعية التي أتت بمباركة الغرب الأمريكي قد حولت المنطقة، مع بداية العام الثاني، إلى ساحة حرب الخاسر الأكبر فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
إن هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية قد أججت الشارع الغربي قبل العربي، واصبح النتنياهو في تراجع مستمر عن تصريحاته التي ارتفعت وتيرتها عقب اغتيال السيد حسن نصرالله وانخفضت وتيرتها بعد العملية البرية التي أطاحت بمئات الضباط والجنود ودبابات الميركافا بالكمائن التي جهز وخطط لها حزب الله المقاوم والمساند للقضية الفلسطينية ولأبناء غزة والشعب الفلسطيني بالكامل وتبين للعيان والمراقبين الدوليين أن هذا الكيان اللقيط ما هو إلا عصابة إرهابية زرعت في خاصرة الأمة العربية عبر بريطانيا، فاليوم نتنياهو يعض أصابع الندم، لأنه بهروبه هذا ومحاولة التدمير الممنهج لقطاع غزة والإبادة الجماعية نفس السيناريو الذي يحدث في لبنان، لم يتعظ وكيان المحتل من الحروب السابقة ومن الخسائر التي مني بها أمام حزب الله في 2006 فالقتل والتشريد والتهجير القسري هو الجنون بعينه، فالهزائم التي منيت بها قوات الاحتلال بالاختباء خلف مباني اليونيفيل خوفا من النيران الصاروخية التي فتكت بمئات الضباط الإسرائيليين والكومندوز على تخوم الأراضي اللبنانية والتقهقر نحو الموت المتوغل في الكمائن فشلت قوات الاحتلال في الدخول إلى القطاع الغربي حاليا كما في القطاع الشرقي سابقاً.
لقد اثبت اللبنانيون اليوم والمقاومة الإسلامية حماس والجهاد والقوات المساندة من اليمن التي هز صاروخها (تل أبيب) وأن يهرع ما يقارب 2 مليون صهيوني إلى الملاجئ كالفئران، وكان الرد الإيراني قويا قد جعل من قادة الكيان المحتل (يدوخوا السبع دوخات) واصبح الحزب الديمقراطي وعلى رأسه (بايدن) يضربون كفا بكف جراء وابل الصواريخ الإيرانية والصواريخ اللبنانية التي أحرقت دبابات المير كافا وكافة الأسلحة الأمريكية وأشلاء العدوان الغاصب التي تناثرت في الطرقات والشوارع زفي هذا الصدد فان المقاومة ومعها الدول المساندة لن تقبل أي تفاوض تحت القصف الإسرائيلي لأن حزب الله يمتلك القيادة والسيطرة والقرار ويعرف ماذا يريد ولديه خطط تكتيكية واستراتيجية.
فالمعركة اليوم هي معركة الميدان كما قال سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله، والكيان الإسرائيلي بتخبطه هذا إلى زوال مالم تتوقف الحرب على غزة ويرفع عنها الحصار فان العواقب ستكون وبالاً على الكيان الهمجي المحتل.