آلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية ‏للدفاع عن لبنان وثأرًا لدم شهيدنا ‏الأقدس

مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله اللبناني الحاج محمد عفيف:أولويتنا المطلقة هي إلحاق الهزيمة بالعدو.. والمعركة في بداياتها

 

حزب الله أمة والأمم لا تموت لأن قدرها الانتصار

الثورة/ وكالات

شدد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله اللبناني الحاج محمد عفيف، على أن أولوية حزب الله المطلقة الآن هي إلحاق الهزيمة بالعدو وإجباره بالقوة على وقف العدوان.

وقال عفيف في مؤتمر صحفي أمس الجمعة: «مع ‏ذلك فإن أي جهد سياسي داخلي أو خارجي لتحقيق هذا الهدف مشكور مادام متوافقًا مع ‏رؤيتنا الشاملة للمعركة وظروفها ونتائجها، وضمن هذه الرؤية يندرج تمسكنا القاطع ‏بالوحدة الوطنية والتضامن الداخلي».

وأشار إلى أن الساحة الإعلامية في لبنان مفتوحة على مصاريعها للهواء الصهيوني السام دون ‏قيود ولا ضوابط في غياب القوانين أو في غياب تنفيذ القوانين.‏

وأشاد بالإعلاميين اللبنانيين الصامدين في الجنوب خاصة الذين ‏ينقلون حقيقة الوضع الميداني إلى الشعب وإلى العالم، وينقلون جرائم العدو ضد المدنيين ‏والمنشآت المدنية في كل مكان من لبنان لاسيما في الضاحية الجنوبية، كما أشاد بعدد ‏من الصحفيين الأحرار العرب والأجانب والموجودين بينهم في عمق الحرب والمأساة، ‏والذين يشاركونهم الألم والأمل، وحكاية المقاومة والصمود.‏

وأعرب عن أسفه من أن ‏بعض وسائل الإعلام في لبنان تنقل الخبر الصهيوني دون تدقيق، وتصدق الرواية الصهيونية دون ‏تمحيص مهني، وتتبنى قراءته وسرديته عن الوقائع الميدانية أو عن القصف العدواني، ‏وتنقل وسائل الإعلام اللبنانية مباشرة على الهواء تهديدات رئيس أركان العدو أو الناطق ‏الرسمي باسم جيش الاحتلال وتساهم بنشر المزيد والمزيد من أخباره وصوره وتعليقات ‏إعلامه في إطار الحرب النفسية للعدو ضد المقاومة وضد لبنان فضلًا عن التحريض ‏المتواصل ضد المقاومة وأبنائها وحلفائها.‏

وأضاف: «إن الحكومة مع الأسف لا تتحرك ولا وزارة الإعلام ولا المجلس الوطني للإعلام، ‏والذريعة دائمًا هي حرية الإعلام».

وتساءل.. «هل الحرية حتى في بلاد الحريات العامة بلا قوانين، ‏وهل من المنطقي أن يعمد من يسمى زورًا بالناشطين أو الإعلاميين إلى أن ينشر أسماء ‏قرى معينة ويقول إن فيها مسؤولين من المقاومة أو بيوتًا فيها سلاح وذخائر ويحرض ‏العدو على قصفها؟ وهل الحرية الإعلامية أن يتم التحريض على المستشفيات وفرق الإغاثة ‏في الدفاع المدني وسيارات الإسعاف؟ وهل يتم التحريض الاستباقي وخلق ذريعة للعدو ‏لحصول مجزرة مستشفى معمداني آخر؟ وأين وزير العدل، والمدعي العام، والقضاة ‏المختصون، ومكتب جرائم المعلوماتية؟».

وعلى صعيد الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على لبنان، أشار عفيف إلى أن الذرائع الصهيونية الواهية لتبرير العدو قصفه على الضاحية الجنوبية بوجود مخازن ‏أسلحة فلم تعد تنطلي على أحد، وقال: «لا يوجد مؤسسات دولية تراقب أو تحاسب، ولا رأي ‏عام دولي له وزن أو تأثير».

ولفت إلى أن العدو يقصف الضاحية بالصواريخ الموقوتة التي تنفجر بعد انتهاء ‏الغارات من أجل الإيهام بمخازن أسلحة وتضليل الرأي العام، ويمنع عمليات الإنقاذ ‏للمحتجزين تحت الركام، كما يفعل في منطقة المريجة، ويقصف المسعفين وسيارات ‏الإسعاف ويمنع آليات وزارة الأشغال من سد الحفرة على طريق المصنع».

وأكد الحاج عفيف أن هناك «تواطؤ وضغط ‏أمريكي خبيث تقوده السفيرة الأمريكية في عوكر، وأنها جريمة ضد الإنسانية ولكن في ظل ‏الهيمنة الأمريكية على العالم.. متسائلاً: من سيحاكم من في الجرائم ضد الإنسانية؟ إن العدوان على ‏بيروت العزيزة بالأمس وأهلها وأهلنا ونحن جزء أصيل منها، هو استكمال لجرائمه المدانة ‏في سائر أنحاء الوطن، والتي أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين تحت ذرائع واهيّة ‏وكاذبة اختلقها ليبرر جريمته الجديدة، لأن هدفه الأصلي هو القتل والتدمير».

وبالنسبة إلى اعتداءات العدو على القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، فأكد مسؤول العلاقات الدولية أن هذا العدوان عمل مدان، غير ‏أنه سأل عن تصرف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء هذا العدوان الخطير إلا ببعض ‏بيانات الإدانة الخجولة.

وأكد أن «هذا التصرف يؤكد أن العدو لا يسأل لا عن قرارات دولية ولا ‏عن قوات دولية.. معيداً التذكير بقيام مندوب الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة بتمزيق ميثاق الأمم ‏المتحدة علانيّة في قاعة الجمعية العامة وأمام أعضائها الذين لم يحركوا ساكناً.

وقال: «هل لنا أن ‏نتذكر أن جمعاً من مواطنينا المدنيين قتلوا تحت خيمة الأمم المتحدة وعلمها الأزرق في ‏مجزرة قانا عام 1996م».. مشدداً على أن ما يردع هذا العدو عن جرائمه هو القوة والمقاومة وليس ‏المجتمع الدولي ولا القرارات الدوليّة.

وفي الجانب الميداني، أكد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله أن المقاومة لا زالت في ‏البداية، مخاطباً العدو بالقول: لم تر بعد إلا القليل من ضرباتنا».. مشدداً على أن «في الوضع الميداني لا سيما على الجبهة الجنوبية فإن المقاومة بخير، وتدير حقل ‏رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعية، مخزونها ‏الاستراتيجي بخير».

كما أكد أن هناك «الآلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية ‏وأعلى درجات الاستعداد دفاعًا عن لبنان، وجاهزون للقتال الضروس ثأرًا لدم شهيدنا ‏الأقدس».

وأضاف: «العدو عاجز حتى الآن برغم استقدامهم للمزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات ‏النخبة عن التقدم برًا إلا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ ‏على التقدّم، وإذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صورا قديمة ‏أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن ‏تخوض دفاعا موضعيا ثابتا بل دفاعًا مرنا متوافقًا مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل ‏بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفافات وتتنقل بمرونة عالية من ‏الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر وقد بدأ بالاعتراف بها تدريجياً ودفعته مراراً ‏وتكراراً إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته».

وأوضح أن «المقاومين يرفضون الانسحاب من المواقع التي نعتبرها ساقطة ‏عسكريًا ولا جدوى من الدفاع عنها».

وفي الشأن السياسي الدخلي، قال: «يدور الكثير من الكلام على شاشات التلفزة والصفحات الأولى وكواليس السياسة عن ‏استعجال النتائج السياسية في الداخل اللبناني وقد كان نتنياهو صريحا في ذلك لدى حديثه ‏مع الرئيس الفرنسي وهذا ما بدأ يتكشف تباعاً عن النوايا الأمريكية الحقيقية تجاه لبنان ‏وتعكس بعضه الصحافة الأمريكية، وقد لاقاهم بعض السياسيين المحليين وطفت على ‏السطح عبارات مقززة، ومصطلحات قبيحة لا داعي لذكرها الآن».

وأكد الحاج عفيف أن «المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى ولا يجب الاستعجال في الحديث عن ‏الاستثمار السياسي فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم أو أنكم لم تتعلموا أبدا دروس ‏الماضي وتذكروا دائما أن الإسرائيلي لا يعمل عندكم أبدا بل يعمل لمصالحه وحدها».

وأضاف: «نحن لسنا في العام 1982م عندما وصلت الدبابات الصهيونية إلى بيروت وغيرت ‏المعادلات السياسية، ومزقت النسيج الاجتماعي اللبناني، بل نحن كأننا في الأيام الأولى من ‏حرب يوليو عندما استعجل القوم إياهم بإطلاق الأحكام النهائية عن هزيمة حزب الله قبل أن ‏يتبين لهم خطأ ما ذهبوا إليه، ويعودوا مجددا إلى رشدهم مع نهاية الحرب، ويخرج منها ‏حزب الله منتصرًا».

وإلى النازحين، قال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله: «أنتم عيوننا التي بها نرى، وقلوبنا التي تخفق في صدورنا ‏وأنتم أمانة سيدنا وشهيدنا الأسمى، فإن قصّرنا فعذرًا منكم وإنا عازمون على بذل أقصى ما ‏نستطيع، وإن وفقنا في خدمتكم فهو واجب علينا لا منّة لنا فيه».

وأضاف: «يا شعب المقاومة نعلم أنها شدّة وتزول ويسر بعد عسر أفحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا ‏يفتنون.. المقاومة ليست إلا أنتم، أنتم المقاومة وأهلها وناسها وستعودون قريبًا إلى الضاحية ‏وإلى بيوتكم في الجنوب والبقاع، ووعد السيد الشهيد لكم أننا سنعيدها أجمل مما كانت ‏حاضر في قلوبنا وعقولنا وسنحتفل بالنصر سويًا، إن شاء الله».

وحتم بالقول: «ثقافتنا كربلائية وروحيتنا روحية الاستشهاد ولكن لتعلموا جميعًا أن هذه المعركة ليست ‏كربلاء وزينب ليست وحدها في الصحراء بلا ناصر أو معين، ولن يقتل الحسين مرتين بل ‏إنها معركة خيبر، معركة قلع الباب في خيبر، وإن الله معنا وشعبنا اللبناني العظيم بأغلبيته ‏الساحقة معنا، وإلى جانبنا الجمهورية الإسلامية في إيران والعراق العظيم ويمن الحكمة ‏والبطولة وسوريا الصمود وفلسطين الشهادة والأمة العربية الإسلامية والأحرار الشرفاء في ‏العالم».

وأكد «أن حزب الله ليس تنظيمًا فقط وإن عاد التنظيم إلى تماسكه وفعاليته من أعلى ‏الهرم إلى آخر مسؤول محور وبقعة، وحزب الله ليس مقاومة فقط وإن ابتدأت المقاومة ‏تستعيد المبادرة والاقتدار، إن حزب الله هو أمة والأمم لا تموت لأن قدرها الانتصار».

قد يعجبك ايضا