“فلسطين 2″صناعة يمنية بامتياز

عبدالفتاح علي البنوس

 

 

الحمد لله على نعمة التمكين، والشكر لله على ما من به الله على أبطال وحدة التصنيع الحربي في القوات المسلحة اليمنية من بصيرة وعلم وقدرات ذهنية ومهارات إبداعية في مجال التصنيع العربي، تفوقت من خلالها على كبريات الدول ذات الباع الطويل في هذا الجانب، كنا في السابق سوقاً استهلاكية للأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها وأشكالها، لم نفكر ولو مجرد تفكير في ولوج عالم التصنيع الحربي، لأن ذلك كان يعد من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها من قبل السلطة الحاكمة؛ لأنها بذلك ستغضب أمريكا وستفقد دعمها وإسنادها، ولن تكون راضية عنها، وهذا ما لا يمكن تحمله على الإطلاق، فظل اليمن سوقا استهلاكية للعالم تستورد كل شيء حتى ( الملخاخ ) تستورده من الصين، وقس على ذلك بقية السلع والبضائع وغيرها.
اليوم تبدل الحال، وتغيرت النظرة الدونية القاصرة من قبل دول العالم تجاه اليمن، وصار محط الحديث والنقاش، وبات اليمن يتصدر نشرات الأخبار وعناوين الصحف والمواقع الإلكترونية، بعد أن نجحت القيادة الحكيمة في قيادتها الماهرة المبهرة لشؤون البلاد، وإدراكها للمخاطر المحدقة بها، والتعاطي معها بمسؤولية دينية ووطنية، من خلال التجسيد والتطبيق العملي للتوجيهات والأوامر الإلهية التي تمثل جوهر الثقافة القرآنية المنطلقة من قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) .
حيث بدأ العمل في جانب التصنيع الحربي من خلال الكوادر والعقول اليمنية والتي نجحت في بداية الأمر في تطوير الأسلحة الموجودة، قبل أن تنتقل إلى مرحلة التصنيع التي كانت وما تزال تسير وفق رؤية حكيمة، تعتمد بعد التوكل على الله وعونه وتأييده، على الكفاءات اليمنية التي أثبتت علو كعبها في هذا الجانب، رغم حداثة التجربة، ولكن روح العزيمة والإصرار التي يتحلى بها هؤلاء الأبطال أثمرت كل هذه الصواريخ المختلفة الأشكال والأحجام والقدرات، والطائرات المسيَّرة التي طالما كانت عرضة للتندر والسخرية من قبل تحالف العدوان ومرتزقتهم، وأوجدت بفضل الله من الذخائر والأسلحة اليمنية المحلية الصنع ما يمكننا من المواجهة والصمود لسنوات طويلة .
وها نحن اليوم نصل إلى صناعة صواريخ فرط صوتية فائقة الدقة، ومنها صاروخ “فلسطين 2” الذي ضرب يافا المحتلة- عاصمة كيان العدو الصهيوني والذي يصل مداه إلى 2150 كم ويعمل بواسطة الوقود الصلب على مرحلتين، ويتميز بتقنية التخفي الكفيلة بحمايته من الرصد، ويمتاز بسرعته العالية التي تصل إلى 16 ماخ، علاوة على امتلاكه قدرة عالية على المناورة التي تمكنه من تجاوز أحدث منظومات الدفاعات الجوية بما فيها القبة الحديدية، بعد أن وصلنا في وقت سابق إلى طائرة يافا المسيَّرة التي سبق لها استهداف تل أبيب في وقت سابق ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي نخوضها دعما وإسنادا لإخواننا في قطاع غزة، في الوقت الذي تؤكد فيه قواتنا المسلحة اليمنية أنها ماضية في مسار التصنيع الحربي من أجل تعزيز القدرات العسكرية اليمنية، من أجل الوصول للاكتفاء الذاتي في هذا الجانب، كحق مشروع لليمن واليمنيين، وهم يواجهون تحالف البغي والعدوان، ويساندون أبطال غزة في معركتهم المصيرية، وينتصرون لنساء وأطفال غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة شاملة على مرأى ومسمع العالم أجمع .
بالمختصر المفيد، صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي يماني الهوى والهوية، صنع في اليمن، وكانت مهمته نصرة ودعم وإسناد إخواننا في قطاع غزة، والرد على العدوان الصهيوني على الحديدة، وكانت وجهته الأولى هي يافا المحتلة (تل أبيب) في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، والقادم أعظم وأشد وأنكى، وليمت المرتزقة العملاء بغيضهم وحقدهم وغلهم، وعليهم أن ينتظروا جديد التصنيع الحربي اليمني، ما بعد صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي، وطائرة يافا المسيرة، وما النصر إلا من عند الله .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.‎

قد يعجبك ايضا