الثورة/ خالد النواري
تتواصل حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة والتي حصدت أكثر من 140 ألف شهيد وجريح من 7 أكتوبر الماضي في ظل صمت دولي وأممي على الجرائم الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية.
ووفقاً آخر الإحصائيات الصادرة وزارة الصحة بغزة ، بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع 41,689 شهيدًا و96,625 جريحاً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس الأربعاء، أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
استهداف الحركة الرياضية
وشهد القطاع الرياضي استهدافاً ممنهجاً من قبل العدو الصهيوني من خلال تدمير المنشآت الشبابية والرياضية والتي بلغت 42 منشأة رياضية منها 35 منشأة في قطاع غزة و7 منشآت في الضفة الغربية ، وتحول ما تبقى من منشآت إلى أماكن لتجمعات قوات العدو الإسرائيلي وأماكن للاعتقال والتعذيب للمحتجزين الفلسطينيين بالإضافة إلى استخدام بعض مقرات الأندية كمخيمات للنازحين الذين اتخذوا منها كأماكن للمأوى والاحتماء من الغارات الصهيونية الوحشية بعد أن فقدوا منازلهم نتيجة القصف والتدمير الممنهج للمربعات السكنية في مختلف أنحاء القطاع.
وفي محافظة غزة، تم تدمير مقرات 12 ناديا ، كما تم تدمير 7 أندية شمال القطاع واختفت أماكنها تماما جراء تجريفها ، وفي الوسطى تعرضت مقرات 5 أندية للقصف الهمجي بشكل مباشر، فيما دمرت آليات العدو 6 مقرات أندية في خانيونس خلال الاجتياح البري.
الشهيد إسماعيل هنية
وبلغ عدد شهداء القطاع الرياضي 400 شهيداً من الرياضيين اللاعبين والمدربين والإداريين ، حيث يأتي في مقدمة شهداء الحركة الشبابية والرياضية الشهيد إسماعيل عبدالسلام أحمد هنية “أبو العبد” ، الذي ولد في مخيم الشاطئ بمدينة غزة في الثامن من مايو 1963م ، وكان رئيساً لمجلس الطلاب، وعضوًا في مجلس الأمناء، وقائد فريقها لكرة القدم ، ولعب لنادي خدمات الشاطئ في فريق الناشئين، وتدرج حتى وصل للفريق الأول عام 1981م ، ثم انتقل لصفوف نادي الجمعية الإسلامية لكرة القدم (الصداقة)، وشارك في بطولات رابطة الأندية عام 1982م، وتعرض لعدة اعتقالات لنشاطه السياسي، والوطني عام 1987م، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات من ضمنهم الإبعاد لمرج الزهور في لبنان عام 1992م.
وتولى الشهيد هنية رئاسة نادي الجمعية الإسلامية من عام 1992 وحتى 2000م، وحقق عدة إنجازات رياضية، وشارك كرئيس لبعثة النادي في السعودية عام 1996م.. وتعرض لعدة محاولات اغتيال أبرزها عام 2003م، برفقة مؤسس حركة “حماس” الشيخ أحمد ياسين، ونجا منها، لكنه تعرض للإصابة وبالإضافة إلى مناصبه السياسية والقيادية شغل منصب وزير الشباب والرياضة الفلسطيني، وساهم بشكل كبير في الوفاق الرياضي.. كما تقلد مناصب عديدة في حركة “حماس”، والحكومة، أبرزها قائد الحركة في قطاع غزة، ورئيس مكتبها السياسي.. واغتيل أبناؤه الثلاثة حازم، وأمير، ومحمد، وعدد من أحفاده في أول أيام عيد الفطر المبارك خلال “طوفان الأقصى”.. واستشهد يوم الأربعاء 31 يوليو 2024 بعملية اغتيال إسرائيلية في العاصمة الإيرانية طهران مع مرافقه وسيم أبو شعبان.
الشهيد نايف الحطاب
كما التحق بقافلة شهداء الحركة الرياضية الشهيد نايف حمدي حسن الحطاب ، الذي ولد في مدينة غزة بتاريخ 10 أغسطس 1965م وويعتبر من الشخصيات الرياضية وتقلد عضوية مجلس إدارة نادي اتحاد الشجاعية منذ 25 عاماً.. وعمل أميناً لسر النادي في مجلس الوفاق الرياضي الأول عام 2010م، وتم تكيفه في مجلس الوفاق الثاني بمهمة نائب رئيس النادي عام 2020م ، وتقلد في شهر أغسطس 2022م رئاسة مجلس إدارة نادي اتحاد الشجاعية حتى استشهاده، وترأس بعثة نادي اتحاد الشجاعية التي توجهت إلى الضفة الغربية المحتلة، وتحديداً مدينة الخليل لمواجهة فريق أهلي الخليل في نهائي كأس فلسطين لكرة القدم، حيث كانت البعثة الأولى رياضياً من غزة للضفة بعد انقطاع دام 15 عاما.
كما شغل عضوية لجنة إعادة صياغة وبلورة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إداريًا، وفنيًا، وماليًا.
واستشهد يوم الأربعاء 11 سبتمبر 2024م في مجزرة خامسة بمدرسة “الجاعوني” في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث تعرضت لقصف جوي وراح ضحية هذه المجزرة 18 شهيداً.
الشهيد شادي أبو العراج
كما يأتي الشهيد شادي فايز حماد أبو العراج ضمن قوافل الشهداء الرياضيين ، حيث بدأ حياته الرياضية في الساحات الشعبية والمساجد والمدارس والبطولات الرمضانية ، ولعب ضمن صفوف نادي خدمات خانيونس كحارس مرمى في الدرجة الأولى والممتازة لأكثر من 15 عاماً ، وانتقل على سبيل الإعارة لنادي نماء في الدرجة الأولى.
كما لعب في صفوف نادي الصداقة بالدرجة الممتازة ، وانتقل إلى صفوف نادي شباب خانيونس عام 2021م ، وانضم إلى صفوف المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم الشاطئية بقيادة المدرب سامي سالم.
واستشهد أبو العراج يوم السبت 13 يوليو 2024م في مجزرة المواصي بمدينة خانيونس، بعدما كان يسعف الجرحى ليستهدف المكان بصاروخ آخر، وراح ضحية المجزرة في حينه 93 شهيدًا.
الشهيد إسلام الزعانين
بدوره ارتقى الشهيد إسلام يوسف عبد ربه الزعانين ، يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024م، بعد قصف إسرائيلي على منزل عائلته بصاروخ من طائرة أباتشي بدون سابق إنذار.
وبدأ الزعانين حياته الرياضية في المدارس والساحات الشعبية ، وحصل على كأس بطولة مدارس شمال قطاع غزة ، وانضم لنادي بيت حانون الأهلي، وتدرج في المراحل العمرية تحت قيادة المدرب محمد شبات.
كما لعب في مركز قلب الدفاع وتقلد شارة الكابتن (القائد) وظهر بشكل مميز.. وكان يحلم باللعب في الفريق الأول، وتمثيل المنتخب الوطني الفلسطيني.
الشهيد محمد النجار
كما ارتقى بقوافل الشهداء الشهيد محمد عوض إسماعيل النجار يوم السبت 28 أكتوبر 2023م بعد استهداف منزله من قبل العدو الصهيوني برفقة ابنته.
وبدأ النجار حياته الرياضية في الساحات الشعبية والمساجد والمدارس ، ولعب حارساً للمرمى بفريق مسجد شهداء الشاطئ ، كما لعب في صفوف فريقي الشمس والتفاح بمركز حراسة المرمى ، والتحق بدورة حكام نظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وكان من المتفوقين.
وأدار العديد من المباريات في دوري الدرجتين الثانية والثالثة وبطولات الشباب في فرع “غزة والشمال”.
وتعرض لإصابة في قدمه نتيجة حادث سير مما منعه من مواصلة مشواره في التحكيم لإدارة مباريات بالدرجتين الأولى والممتازة.
الشهيد محمد الطيف
ونال وسام الشهادة الشهيد محمد حامد محمد الطيف يوم السبت العاشر من أغسطس 2024م في قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لمصلى التابعين بحي الدرج في مدينة غزة بمجزرة راح ضحيتها حوالي 100 شهيد.
ويعد الطيف أحد نجوم الرياضة الفلسطينية في قطاع غزة، ولاعب كرة سلة بنادي اتحاد الشجاعية في الثمانينات ، وشارك في جميع الدورات الإدارية، والفنية في مركز التدريب التربوي، ومركز الثقافة والنور.
كما مارس التحكيم بلعبة كرة القدم ضمن رابطة الأندية بغزة، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، وحصل على المركز الأول لكأس كرة السلة من مديرية التربية والتعليم شرق غزة لـ ٣ سنوات على التوالي ، وكان عضواً في مجلس إدارة مركز الشباب الفلسطيني.
ومن بين الشهداء أيضا مدرب المنتخب الأولمبي الفلسطيني هاني مصدر، ولاعبي المنتخب إسماعيل المغربي ومحمد بركات.
مسابقات في ظل القصف
وبالرغم من الظروف الصعبة التي فرضها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، إلا أن الأنشطة الرياضية لم تتوقف من خلال إقامة المسابقات بين النازحين في الأماكن والصالات المغلقة التي لم يطالها القصف بالإضافة إلى المساحات المكشوفة على الرمال.