الثورة نت/..
على الرغم من مُراهنة الكثيرين أن الهجمات الإلكترونية التى نفذها كيان العدو الصهيوني، ستؤثّر في اعتبارات حزب الله وتغيّر سياسته العملياتية، إلا أن هذا المسلك لم يعد مؤشرًا على غياب توازن الردع، وهو ما أكده الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عندما توعد العدو الصهيوني بأنه “سيواجه بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب”.
ففي أول خطاب له بعد الهجمات التي شهدتها لبنان خلال اليومين الماضيين شدد الأمين العام لحزب الله على أن التفجيرات الواسعة لم تؤثر على بنية المقاومة وأن جهوزيتها كانت عالية على الأرض توقيا لأي عمل عسكري.
وبشأن طبيعة الرد الذي يخطط له حزب الله، قال السيد نصرالله: إنه ونظرا لطبيعة الضربة التي قال إنها قوية وغير مسبوقة بتاريخ المقاومة؛ فإنه لن يتحدث لا عن مكان أو زمان أو توقيت الرد المنتظر من الحزب.. مؤكدا أن “الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون”.
وقال السيد نصرالله: إن أهم أهداف الضربة الصهيونية هو الضغط على الحزب للانسحاب من معركة إسناد المقاومة في غزة، وإن رسائل وصلت يوم الثلاثاء عبر قنوات رسمية وغير رسمية تؤكد أن هدف الضربة وقف الجبهة اللبنانية.
وتعليقا على ذلك، خاطب السيد نصر الله الحكومة الصهيونية وجيشها قائلا: إن “جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف الحرب على غزة.. مضيفا: رغم التضحيات والشهداء ورغم كل العواقب فلن تتوقف المقاومة عن مساعدة أهل غزة والضفة.
واعتبر أن تمسك المقاومة بكل مواقفها ومساندتها لغزة يعني أن العدو الصهيوني لم يحقق أهدافه، كما أن المعنويات العالية للمصابين وصبر تماسك بيئة المقاومة يعني أن العدو فشل في تحقيق هدفه بضربها وإنهاكها وإضعافها عبر التفجيرات الواسعة كي تضغط على قيادة المقاومة.
في الوقت ذاته، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، أنّ العدوان الصهيوني الإلكتروني الأخير على لبنان، سيكون له عقابه الخاص، وأنّ هذا العقاب آتٍ حتماً.
وقال السيد صفي الدين في كلمه له اليوم: “إنّنا سنكون أمام نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو حتى يعرف أننا قوم لا يتراجعون”.
وأضاف: إنّ شعب المقاومة لم ولن يضعف على الإطلاق، وإنّ العدو ما زال عاجزاً عن إدراك هذه الحقيقة، ولم يعرف حتى اليوم من هو شعب المقاومة ومجتمع المقاومة الذي تربى على ثقافة التضحية والعطاء.
وأكدلـ”العدو الواهم الذي يتخيل أن بإمكانه بهذه الطريقة أن يحقق هدفه”، أنه “لا تراجع حتى نهاية الطريق”، وأن “المصابين سيعودون إلى ساحة جهادهم ليكملوا الطريق”.
وخاطب السيد صفي الدين العدو قائلاً: “إذا كان هدفك وقف معركة الإسناد، فلتكن على علم أن هذه المعركة ستزداد قوة وعزماً وتقدّماً”.
ومن هذا السياق يتضح من العمليات التي نفذتها المقاومة اللبنانية منذ تفجير أجهزة الاتصال أن الكيان الصهيوني لم ينجح في عزل جبهة لبنان عن مواصلة خيارها الاستراتيجي إسناداً ودعماً لمقاومة غزة وأهلها.
وإثباتاً لقدرتها على تجاوز الضربة التي تلقتها، والخروج منها بشكل أقوى وأداء أكثر فاعلية شنت المقاومة اللبنانية عدة غارات، دمرت خلالها 1000 مرصد لإطلاق الصواريخ تجاه المناطق الفلسطينية المحتلة.. وهذا أكبر عدد هجمات تشنها المقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني منذ 98 يوما.
وإلى ساعات مساء اليوم أعلنت المقاومة اللبنانية أنها نفذ سلسلة من العمليات غير المسبوقة التي أطلقت فيها عشرات الصواريخ من طراز كاتيوشا وطرازات مختلفة اتجاه المواقع العسكرية الصهيونية وحققت فيها إصابات مباشرة.
وقالت المقاومة في بيانات عدة: “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة ورداً على اعتداءات العدو الصهيوني على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة استهدف رجال المقاومة بصليات من صواريخ الكاتيوشا القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية للعدو الصهيوني في ثكنة بيريا ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع ومقر قيادة لواء المدرعات 188 التابع للفرقة 36 في ثكنة العليقة”.
كما استهدف مقاتلي المقاومة اللبنانية بصليات من صواريخ الكاتيوشا المقر المستحدث للفرقة 91 في اييليت هشاحر ومقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف ومقر قيادة الجمع الحربي في ثكنة يردن ومقر قيادة فرقة الجولان 210 في نفح.
وأمس الخميس افتتحت المقاومة اللبنانية سلسلة عملياتها العسكرية بهجومين جوّيين بسربين من المُسيّرات الانقضاضية على مرابض مدفعية العدو في بيت هلل، وعلى المقرّ المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا، إضافة إلى استهداف نقطة تموضع لجنود العدو الصهيوني في موقع المرج بالصواريخ.
وقُتل جندي صهيوني من الكتيبة 51 في لواء “غولاني”، بصاروخين مضادّين للدروع أُطلقا على سلسلة “جبال راميم” الحدودية، أصابا قوة عسكرية صهيونية كانت تعمل في المنطقة .
كما أُصيب ثمانية جنود صهاينة آخرين بإصابات مختلفة، بعضها خطير.. في حين قُتل ضابط في الكتيبة 299 في اللواء الإقليمي “برعام”، عندما كان يركض للاحتماء من طائرة مُسيّرة .
وفي خلاصة قراءة مجمل المشهد، تبلور لدى العديد من الخبراء والمعلّقين أن هذه الاعتداءات لم تحقق النتائج المرجوّة صهيونياً، وإنما حفَّزت المقاومة اللبنانية لردود خاصة تتلاءم مع طبيعة العدوان وحجمه.