لحظة يا زمن


محمد المساح
عفوية
{ الكتابة ه◌ِم¡ واللقمة ه◌ِم الهموم¡ هي الدنيا إذا◌ٍ¡ تشرق الشمس¡ يبدأ صباح جديد¡ والنعاس يغاويه يرغب لو ينام النهار كله¡ مغالبا◌ٍ التمنøي¡ يرفع جذعه الأعلى¡ وتنفتح العينان¡ نفس المشهد¡ بفوضوية تعودتها النفس الأمø◌ِارة بالمستحيل¡ يفلت جذعه الأعلى حيث كان¡ وماذا سيحدث : ن◌ِم يا عكبار¡ تستقيم الأمنية مزهوة¡ فتقبل شاحنة الواقع وتدهسها تحت العجلات بلا رحمة¡ ولø◌ِى الزمن الجميل¡ هو مجبر◌َ أن ينهض¡ ومخيøر إذا أراد¡ ليترك جسده يتخمøر فوق الفراش¡ والبطن تتضور جوعا◌ٍ¡ رغبة هائجة تنكع من أغوار النفس.
يتحسس الباكت¡ يخرج السيجارة¡ يولøعها¡ ويمج نفسا◌ٍ عميقا◌ٍ¡ يغيب وجهه في سحابة الدخان المنفوث¡ ويبدأ في قراءة اللوحة غير المرئية التي كتبها في المخ بلا ترتيب¡ النقطة الأولى تليها النقطة الثانية¡ تليها الثالثة ثم الرابعة¡ ويغيب البرنامج فجأة من الجدار الداخلي للرأس¡ ينظر بعيدا◌ٍ في الهواء «كان قد قرر أن يستعمل كلمة الفضاء بدلا◌ٍ عن الهواء»¡ وجد أن الفضاء شاعرية أو هكذا تخيøل.
استعمال كلمة «الهواء» أصح لاقترابها من الواقع المتناثر أمامه¡ واقع هوائي¡ مترب¡ رملي¡ ومن منøا يبرمج يومه¿ كلنا¡ عليه¡ على الباري.. في الطريق يحاول الاقتراب من الأشياء¡ الناس¡ الوجوه¡ يشعر نفسه أنه في معترك الحياة¡ يحاول أن يتحسس الجماليات¡ لكن ما أمامه¡ كأنها شبيهة به تماما◌ٍ يملأها الخواء¡ يبحث قاصدا◌ٍ وراغبا◌ٍ رغبة صادقة أن يثير النفس برائحة تهيøج الحواس بتكوين تشكيلي عفوي في إطاره وجوهره جمال يغذي النفس.
هيهات¡ ذاك زمن ولø◌ِى¡ يطول الطريق أمامه¡ أقصر الطرق في تلك اللحظة¡ الحساب الأولي¡ في الذهن : ثومة يابس نصف كيلو¡ بعدها بطاط¡ طماطيس¡ وهكذا تنحني النفس متكومة حفنة من رماد محترق بائس¡ تستجدي الطريق أن تقترب نهايتها¡ ما يقف على الطريق¡ ما يلم به النظر كائنات تعيش دورتها الحياتية باعتيادية ودية حميمية ومسالمة¡ ترثيه بشفقة أنثوية رحيمة سائلة كالماء¡ ومن بعيد ولا تصل إليه.

قد يعجبك ايضا