أنظمة التطبيع وبدائل المستقبل!!

مطهر الأشموري

 

أن تقول إسرائيل “الحكومة”، إن الشعب المصري يريد محو إسرائيل فقد يكون لمثل هذا الطرح أبعاداً خفية أو أهدافاً خافية، لكن الذي يعنينا هو أن إسرائيل تؤكد أن الشعب المصري لا يتفق مع النظام الذي يحكمه في كل ما يتصل بالعلاقة مع إسرائيل..

المظاهرات المناصرة لغزة وفلسطين في المغرب تمثل تقاطعاً واضحاً وفاضحاً مع مسار النظام المغربي المطبع مع إسرائيل، والحال كذلك في الأردن..

ما شخصته إسرائيل في الحالة المصرية يؤكد أن الشعوب العربية في غالبيتها المطلقة والعظمى ليست مع تطبيع ولا مع أي مستوى من العلاقات مع إسرائيل وأن المتراكم الأمريكي منذ اندثار الاتحاد السوفيتي، ومنذ أول “كامب ديفيد” بقدر ما نجح في فرض التطبيع على أنظمة عربياً، ولكن نجاحه يسير ومحدود في فرض هذا التطبيع على الشعوب وفي ظل العودة إلى مستوى من الاتزان والتوازن في العالم والشروع في السير إلى عالم متعدد الأقطاب، فذلك يضعف الضغوط الأمريكية لفرض التطبيع على الأنظمة والشعوب..

وكلما زاد الاصطفاف العالمي المضاد للرأسمالية المتوحشة والاستعمار الغربي وتواجد أو حضر أكثر في المنطقة فإن الكثير من الأنظمة التي طبّعت مع إسرائيل علناً أو سراً ستراجع مواقفها وتسير إلى أفضلية في هذه المواقف وستكون المواقف الشعبية داعماً فاعلاً ومؤثر للمزيد من تحسين مواقف الأنظمة للوقوف مع الحقائق والحق، وأن لا تظل تحت إجبار وإذلال الوقوف مع الباطل وضد الحق..

طبيعتي التمسك بالتفاؤل إزاء أي مؤشر أو مستجد وأجد نفسي في حاجة لاستدعاء هذا التفاؤل حتى في وضع وتموضع أنظمة ناصرت الباطل ولم تكتف بالسير مع الشيطان فقط بل تقبل أي مهام أو أدوار يكلفها بها الشيطان “أمريكا”، والكثير من ذلك قد يعلم من خلال التفعيل والممارسة ومرور الزمن لكنه لا يعلن ويظل خافياً أو متخفياً لفترات غير قصيرة وقد تطول قليلاً أو كثيراً..

أول اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل هو ارتبط بيد ضعف ووهن الاتحاد السوفيتي وبتفتت أو تفتيت السوفيت وبدأ زمن الهيمنة الأمريكية عالمياً والاستفراد بمنطقتنا..

في ظل هذا التموضع الاستثنائي الأمريكي ربما ما عجزت فيه أمريكا هو فرض التطبيع على الشعوب ولكن علينا أن نسلم بأن هذه المواقف والمظاهرات الشعبية أضعف تأثيرها وكذلك تفعيلها مقارنة بما ومما كان في ظل المَدين القومي واليساري..

عندما يصل تأثير المتغير العالمي في مسار التعددية القطبية إلى المنطقة وقد لايكون ذلك قريباً لكنه حتماً ليس ببعيداً ـ عندما يصل ـ فإنه سيعيد الزخم والحماس للتفاعل الشعبي بما يجعل الأنظمة ـ أو يجبرها ـ لرفع موقفها بما يستجيب لمستوى وسقف موقف شعبي عام وعارم كون كل أدوات القمع والخداع والتضليل لم تعد قادرة لا على منعه ولا منع تفعيله وفاعليته كموقف شعبي وطني قومي إسلامي..

هذه المواقف الشعبية ستشكل ضغوطاً هائلة فوق ضغوط أمريكا وكل متراكمها في المنطقة وذلك أساس دعوتي للتفاؤل حتى تجاه أنظمة الأمركة والصهينة..

مؤشرات ذلك في القائم تؤكد حتمية أنه لا محالة قادم ولكني لم أعد مع تغيير الأنظمة كما تبنى ذلك المدّان القومي واليساري، وأرى أن المتغير العالمي والطاقة الشعبية الكامنة المتراكمة ستكون رافعة لمواقف الأنظمة وتلقائياً بما لا يحتاج لشعارات تغيير الأنظمة ولا لقسرية أن تغير مواقفها..

كم أتمنى لو أن مثل هذه الأفكار والرؤي الجديدة والمتجددة تصل إلى الأنظمة المعنية لتقف أمامها وتتدارسها بتعمق بدلاً من أوهام انهزام المقاومة، لأنه حتى في ظل هكذا تفكير تجاه المقاومة ومحور المقاومة فذلك لا يمنع تفكيراً وواقعية من تدارس البديل الذي طرحناه، ومن أرضية وقاعدة “لا ضرر ولا ضرار”، فهل مثل هذا معقول أو مقبول من طرف أنظمة التطبيع؟!!.

قد يعجبك ايضا