شاطئ غزة ملاذ الفارين من أهوال الحرب

 

الثورة /

على شاطئ بحر وسط وجنوب قطاع غزة، تنتشر آلاف الخيام المهترئة المصنوعة من القماش والنايلون بشكل غير منظم.
ولم يعد شاطئ البحر للاستجمام في فصل الصيف كما هو معروف في كل مكان بالعالم.
على طول الشاطئ ، من مخيم النصيرات وسط القطاع، وحتى مدينة خان يونس جنوبا، يفترش الأطفال والأهالي الأرض خارج خيامهم التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، حيث لا تتوفر وسائل تهوية، وترتفع درجات الحرارة إلى 35 درجة مئوية.
وارتفعت أعداد النازحين على شاطئ البحر بعد الأوامر الجديدة للإخلاء .
والاثنين الماضي فقط، أجبر الاحتلال 250 ألف مواطن على النزوح قسرا، فيما خرج 25 مركز إيواء عن الخدمة، وعدد من المنشآت الخدمية الإنسانية؛ تحت وطأة قرارات الإخلاء القسرية الأخيرة.
وفي هذا المكان المكتظ بالنازحين، تجد من ينشغل بغسل الأواني، وآخر بغسل الملابس، بينما يتجه البعض إلى جمع الحطب والورق لإشعال النيران، وآخرون يسعون إلى العثور على مياه صالحة للشرب.
وأمام الخيام المنتشرة، تتراكم النفايات في كل مكان، في ظل العجز عن جمعها بسبب ظروف الحرب ونقص الوقود اللازم لآلياتها، ما يخلق بيئة غير صالحة للحياة الإنسانية، تتفاقم فيها معاناة المواطنين، بسبب تردي الظروف البيئية.
وفي تلك الخيام البدائية يواجه المواطنون خطر الجوع والعطش، ونقص العلاج وخاصة الأطفال، إذ يمنع الاحتلال دخول المساعدات بشكل كافٍ، في إطار حرب “إبادة جماعية” يشنها على القطاع.
ويعتمد الغزيون على الخشب والورق والنايلون لاستخدامها وقودا لإعداد الطعام على نارها، فيما ينامون على التراب مع فراش بسيط، ويعانون غياب أدوات الحياة الحديثة والمعدات الأساسية.
يقول المواطن الغزي سيف الحلبي: “الوضع مأساوي جدًا، هربنا من مدينة غزة في بداية الحرب وانتقلنا إلى مدينة رفح جنوبا، ثم توجهنا إلى دير البلح قرب مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، الذي أمر جيش الاحتلال بإخلاء محيطه قبل أيام، والآن نقيم على شاطئ البحر”.
ويخشى من أن تفاجئهم زوارق الاحتلال الحربية، وتطلق النيران عليهم، كما حدث في الأشهر الماضية، إذ استُهدفت الخيام على شاطئ البحر، ما أسفر عن وقوع العديد من الجرحى.
بدورها، تقول المواطنة هند عبد الوهاب (55 عاما)، التي تعاني مرض السكري وارتفاع الضغط، لوكالة الأناضول: “البحر في كل دول العالم يُستخدم للاستجمام، لكن في غزة أصبح لنقيم عليه كنازحين”.
وتضيف عبد الوهاب : “لا يوجد دواء، وأعاني عدة أمراض، وأحتاج إلى علاج، والنفايات منتشرة من حولنا بشكل كبير”.
وأشارت عبد الوهاب، إلى أن أبناءها بحاجة إلى ملابس وطعام جيد ومياه نظيفة، ولا يوجد شيء من ذلك متوفر في أماكن النزوح.
وأوضحت أنها تعاني النزوح والتشرد قسرا منذ بداية الحرب، وأن الوضع “لم يعد يُحتمل”، إذ أصبح أمامهم خياران فقط، “إما الموت بنيران الاحتلال، أو الغرق في مياه البحر”.
ومنذ اندلاع العدوان، قطع الاحتلال الكهرباء عن قطاع غزة ويمنع دخول الوقود لتشغيل محطة التوليد الوحيدة، فضلا عن وقف إمدادات الماء والاتصالات والمواد الغذائية والعلاج، وإغلاق المعابر.
وتدخل إلى غزة حاليا مستلزمات طبية ومساعدات دولية “محدودة” لا تكفي حاجة القطاع، الذين يعانون أوضاعا إنسانية وصحية كارثية.

قد يعجبك ايضا