الثورة نت/
لا تزال المقاومة الفلسطينية تواصل تصديها البطولي لآليات وجنود العدو الصهيوني في قطاع غزة بكل قوة، بحسب بلاغات فصائلها المختلفة، التي تؤكد الإجهاز وإيقاع قوات العدو في كمائن مركبة ومختلفة في مناطق التوغل البري والتي أسفرت حتى اللحظة عن مصرع 696 ضابطا وجنديا، وإصابة أكثر من 4357 آخرين بحسب أحدث إحصائية نشرها جيش العدو .
ففي خضم المواجهات الضارية التي تشهدها محاور القتال في قطاع غزة، لا سيما في حي الزيتون أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس واليوم السبت، عدداً من البلاغات العسكرية حول الاشتباكات الضارية التي تخوضها مع قوات العدو، أكدت فيها تكبيدها خسائر جديدة بالأرواح والمعدات.
وفي هذا السياق أصدر الإعلام العسكري لكتائب القسام، تفاصيل الكمين المحكم التي أوقعت خلاله جنود من جيش العدو الصهيوني بين قتيل وجريح في حي الزيتون بمدينة غزة.
وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري: إن عناصرها تمكنوا من استهداف عدد من آليات العدو الصهيوني المتوغلة جنوب شرق حي الزيتون بمدينة غزة بقذائف “الياسين 105”.
وأضافت: إنه فور تقدم قوة أفراد راجلة صوب أحد المنازل المفخخة مسبقًا بعدد من العبوات المضادة للأفراد تم تفجيرها بهم.
وأكدت القسام، أن عناصرها أوقعوا القوة بين قتيل وجريح وأن الطيران المروحي الصهيوني هبط للإخلاء.
وأفادت إذاعة جيش العدو الصهيوني بأن قوة من جنود الاحتياط كانت تمشط مباني في حي الزيتون في قطاع غزة قبل أن تصل إلى مبنى تبين أنه مفخخ، مما أدى إلى مصرع جندي وإصابة 12 آخرين، أربعة منهم في حالة حرجة.
وبالتزامن مع هذا الكمين بثت القسام مقطعا مرئيا لاستهداف مركز القيادة والسيطرة لجيش العدو في “محور نتساريم” بطائرة الزواري الانتحارية دون الكشف عن تفاصيل الهجوم، وقبلها أعلنت عن استهداف خمس آليات صهيونية بحي تل السلطان بمحافظة رفح، وظهر اليوم السبت استهدفت بحقل ألغام أعد مسبقًا عددًا من آليات العدو ومعداته الهندسية بمنطقة المواقع العسكرية شرق مدينة دير البلح.
فيما قالت سرايا القدس في بيان لها: إن مجاهديها خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود العدوّ المتوغّلين جنوب حيّ الزيتون، كما قصفوا آليات العدو عند المحور ذاته بقذائف الهاون.
وفي وسط القطاع كذلك، أعلنت كتائب المجاهدين أن مقاتليها دكّوا، بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى، خط إمداد قوات العدوّ في “محور نتساريم” بعدّة صواريخ من نوع “107” .
وفي وقت كانت فصائل المقاومة الفلسطينية تنشر تفاصيل عملياتها العسكرية، أفاد موقع “حدشوت حموت” الصهيوني بوقوع “حدث أمني صعب” في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وأضاف: إن قوة من جيش العدو تعرضت لكمين نصبته المقاومة الفلسطينية، من خلال تفجير لغم في حي الزيتون شرقي مدينة غزة.
وكانت القوة العسكرية الصهيونية تعمل على تمشيط المنطقة في حي الزيتون لتوسيع “محور نتساريم” الفاصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه.
وقالت هيئة البث الصهيونية: إنه تم نصب كمين لقوات الجيش عبر زرع لغم بجانب جدار مبني في حي الزيتون.
وبالتزامن مع عمليات المقاومة الفلسطينية أعلن جيش العدو الصهيوني أن 696 جنديا قتلوا في قطاع غزة، بينهم 333 خلال المعارك البرية التي بدأت في 27 أكتوبر.
ووفقا للمعطيات التي نشرها جيش العدو على موقعه الإلكتروني، وصل عدد الجنود الجرحى إلى أربعة آلاف و357، بينهم 2,232 أصيبوا في المعارك البرية.
هذه الأرقام صدرت في وقت يًتهم فيه الكيان الصهيوني بالتكتم على الحصيلة الحقيقية للقتلى والجرحى في غزة، مع العلم أن مسؤولين صهاينة صرّحوا أكثر من مرة بأن الجيش الصهيوني يدفع “أثمانًا باهظةً” في معاركه داخل القطاع، ويخوض “قتالاً شرسا” مع المقاومة الفلسطينية.
كما صدرت هذه الأرقام مع بدء جيش العدو الصهيوني، باستدعاء مقاتلي الاحتياط الذين تم إعفاؤهم من الخدمة خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب نقص قواته، وسط مصاعب في تجنيد الحريدم المتدينين.
وقال جيش العدو في بيانٍ له: “أوعز وزير الحرب يوآف غالانت بإعادة من كانوا في الاحتياط وتم إعفاؤهم من الخدمة في السابق بسبب تخفيض القوات، والذين ما زالوا في سن الخدمة”.
وبحسب محللون عسكريون، فإن الكمائن التي تنشرها المقاومة بغزة تكشف عن تطور في عمل المقاومة بالمجال التقني واستخدامه في المعركة العسكرية بعد 11 شهرًا من الحرب، روج فيها جيش العدو أنه قام بتفكيك قدرات المقاومة، لتنسف هذه الكمائن تلك الادعاءات، في وقت تسطر فيه المقاومة بميدان المعركة بطولات تفاجئ العدو.
وهنا يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني طلال عتريسي أن المقاومة تثبت بذلك أنها ليست بوضع دفاعي فقط وأنها لا زالت قادرة على القتال وهذا يعطيها قوة في المفاوضات بأن لا ترضخ لشروط العدو الصهيوني.
وقال عتريسي لموقع ” فلسطين أون لاين “: إن “استمرار عمليات المقاومة مع غياب الامدادات، يعني أن المقاومة تعتمد على الداخل بكل المستويات سواء في التصنيع أو الإمداد أو الحماية، وأنها كانت تجهز نفسها لهذه الحرب وتعد العدة لها وأن التخطيط الاستراتيجي للحرب كان واضحًا ودقيقا لهذه الاحتمالات”.
ورأى أن عمليات المقاومة تشير إلى إرباك كبير يعيشه جيش العدو الصهيوني، الذي كان يروج أن معركة رفح ستنهي المقاومة لكن تماسك المقاومة إدارة عملياتها زاد من حالة الإحباط لدى جيش الاحتلال الذي بدأ يطالب بوقف إطلاق النار في حين يريد المستوى السياسي مواصلة الحرب، وهذا يعمق التناقض بين الجانبين.
ويعتقد أن استمرار هذا النوع من التكتيكات يجعلنا وكأننا نعيش الأيام الأولى من المعركة، ويجعل المقاومة في وضع أفضل أمام جيش العدو الصهيوني المنهك.